موهوبين ولكن…

موهوبين ولكن...
موهوبين ولكن...

في ظل تفشي وباء (فوضى الشهرة) الذي استشرى مع تسَيّد الإعلام الإلكتروني والبديل.. فقد بات ملحا أن يتم تنظيم تلك الفوضى بوعي وذكاء إداري.. وأنا لا أعني هنا سن قوانين أو تكبيل حريات أو مراقبة حسابات.. بل أهدف إلى الهجوم بديلا عن الدفاع.

يعاني كل موهوب ومحترف وكفء وخبير في مجاله من دخلاء لا علاقة لهم بالمهنة.. يفتون وينظرون.. ينمون ويشتهرون ويأثرون.. وهنا يكمن الخطر. خطر يتمثل في التشويه والتضليل الفكري والمعلوماتي.. يقع على المتلقي والمتابع وكذلك على المهن وأصحابها.. وبما أننا استبعدنا فكرة الرقابة مسبقا لعدم جدواها فلا مناص من أن يقوم أصحاب المهن سواء الفنية أو العلمية بدور يتعدى قيامهم بأداء مهام وظائفهم المحدود إلى مهمتين أخرتين تكفلان تحقيق الهدف.. أولهما التسويق والإعلام.. فهم يملكون من العلم والخبرة ما يؤهلهم لتسويق مفاهيم صحيحة ونتاجات قيمة خصوصا إذا تم استثمار الوسائل التقنية بشكل واعي. وثاني تلك المهام هو رعاية المواهب والكفاءات.. وإدارتها.. فلا يكفي أبدا القيام باكتشاف المواهب والاحتفاء بها كما يحدث في برامج التلفزيون الشهيرة وأغلبها وقع في نفس الفخ.. فكم من موهبة ربحت الجائزة الكبرى في تلك البرامج ثم انطفأت فيما بعد!!

نخلص إلى أن العناصر الجيدة في مجالات الإبداع كافة سواء فنيا أو علميا تحتاج إلى توجيه وإدارة تكفل لها النمو والسير على منهج النجاح دون أن تحيد أن تأفل. وهذا فرع مستحدث من أفرع إدارة الموارد البشرية قد يكون مستقلا بذاته أو ملحقا بالنقابات والجمعيات المهنية مثلا.. يقوم على تبني الكفاءات وتطويرها وإدارتها بما يكفل نجاحها واستمراريتها وتحقيق أهدافها القصيرة والبعيدة.. والأهم أنه يحارب بهم الدخلاء والمدعين دون قمع أو إقصاء.

إدارة المواهب والكفاءات.. في شكل مؤسسات أو أفراد هو ما نحتاجه بشدة لمحاربة مشاهير الصدفة والتفاهة.. وليتنبه المهتمين.

حصة الملا

إعلامية ومؤلفة كويتية حاصلة على دكتوراه في فلسفة الإعلام. عملت في ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ صباح الخير يا كويت وستوديو 300 ومسلسل عود أخضر وغيرها.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون