ما قرب من 2,000,000 إنسان، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وشباباً وكباراً، أضف لهم مرضى على أسرة متحركة في سيارات إسعاف هي أشبه ما تكون بالمستشفيات المتنقلة، الجميع يتحركون في ذات الوقت، من ذات المكان، لذات المكان.
الجميع قادم -ومغادر بعد أداء الفريضة- براً وبحراً وجواً ولا تجد ما يعكر صفوهم.
الجميع يتوزعون بين المدينة المنورة ومكة المكرمة قبل أيام الفريضة وبعدها (من الثامن إلى الثاني عشر من ذي الحجة)، دون أي معوقات.
الجميع لا جائع بينهم، ولا ظمآن بينهم، ولا من يحتاج للرعاية أياً كانت وفي أي وقت على مدار أربع وعشرين ساعة إلا ويجدها، يسيرون بكل إنسيابية وطمأنينة، بأمن وأمان تام، ليس بينهم خائف، ولا من يشعر بغربة في المكان.
الماء كثير، والطعام كثير وأكثر، فالدولة والمواطنون كل يتسابق من أجل نيل شرف خدمة ضيف وضيفة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والأدوية في كل مكان، والمراكز الصحية والمستشفيات مجندة لخدمة الجميع بدأً من الكشف وصرف الدواء، مروراً بالأشعات والتحاليل الطبية، إنتهاءً بإجراء كافة أنواع العمليات الجراحية والتنويم والعناية المركزة، الجميع مخدومون من جنود مجندة -مدنيين وعسكريين- جندوا أنفسهم لخدمتهم، يؤدون واجباتهم نحوهم بكل سرور وبشاشة وشرف.
والله لو اجتمع هذا العدد -وأقل منه- في أي من دول العالم بذات الكيفية، لأعلنت الدولة الاستنفار العام، ثم لفشلت فشلاً ذريعاً للوصول -ليس إلى مثل هذا المستوى- إلى منتصف الطريق من هذا المستوى من الخدمات والرعاية.
نستحضر مع هذه الكلمات جائحة كورونا وكيف كان العالم بأسره يغلق الشوارع والمتاجر والحياة العامة، وبالمقابل كانت السعودية تقود الآلاف لأداء فريضة الحج بحنكة وإتقان منقطعة النظير.
حق للعالم أن يتعلم من المملكة العربية السعودية علوم إدارة الحشود، وعلوم الخدمات الإنسانية، وحق للسعودية أن تكون -كما هي دائماً- منارة خدمة ضيوف الرحمن، وقمة العطاء اللامحدود.
شكراً لله تعالى على هذا التوفيق والسداد الدائم الذي خص به هذه الدولة وهؤلاء العباد.
شكراً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
شكراً سمو ولي عهده الفذ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
شكراً لجميع الوزراء والسفارات والمسؤولين مدنيين وعسكريين.
شكراً لكل من ساهم ويساهم في إنجاح هذا التنظيم فوق العالمي كل عام.
لقد رفعتم رؤوس السعوديين والسعوديات إلى أعالى القمم كما هي عادتكم كل عام، وكل عام نزداد فخراً بكم، كما يزداد العالم كله إنبهاراً بكم وبوطن سيظل الأجل والأعظم بإذن الله.
اللهم أدم علينا هذه النعم، وزدنا توفيقاً وشرفاً لخدمة ضيوفك وزوار حبيبك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
آخر المقالات من عرب تريبيون
أثار النجم المصري محمد رمضان تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بسبب سؤال
كشف الفنان المصري تامر حسني، عن ملامح أول دويتو غنائي له مع مواطنه رامي صبري. ونشر
ذكرت تقارير إعلامية أن النادي الأهلي يواصل العمل على تعديل أوضاعه خلال فترة الانتقالات الشتوية. قال
أعلن نادي الزمالك التقدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية ضد الحكام بسبب
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، اليوم، في عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، والذي