الإمارات تعيد الحسابات

بعد عقد من الزمن …اعتبارًا من بداية ما سُمي (بالربيع ‏العربي) وأسميناه الربيع الأسود أو الربيع العبري ‏أي منذ عام 2011 وحتى عام 2021 ((‏أواخر العقد)) ‏وبعد صولات وجولات متعدده…ولأن ‏السياسة هي فن الممكن وتحكمها المصالح المتبادلة ‏وبعد مراجعة بانوراما الأحداث التي دارت وتدور في منطقة الشرق الأوسط و تتأثر بها دول العالم أجمع كان لزاما علينا أن نعيد حساباتنا أي أن تعيد قيادة دولة الإمارات بعد خلط الأوراق جميعها وفرزها ‏بما يتناسب مع ما تتطلبه ‏الضرورات والتي تبيح المحظورات.

‏وتعيد توجهات تواصلها لتلعب من جديد على الساحة الدولية بما يخدم مصلحتها ومصلحة الدول العربية فكان لزاما عليها، أن يتحرك المسؤولون من قيادة دولة الإمارات ليلتقوا بالقيادات في تلك الدول التي نستهدف فتح صفحات جديدة معها… ‏فكانت هناك رحلات مكوكية قام بها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان ‏مستشار المجلس الأعلى للأمن الوطني الإماراتي ‏ ‏والتقى سموه ‏بقيادات تلك الدول للتمهيد ‏والعمل على تقارب وجهات النظر وبدء صفحة جديدة في التعامل فيما بين الدول المستهدفة… ‏ثم قام مهندس السياسة الخارجية للإمارات سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بزيارة إلى دمشق استقبله فيها الرئيس بشار الأسد.

وكان هناك اتصالات عبر الهاتف بين ‏صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبعض قادة دول المنطقة و أخيراً ‏جاءت ‏الزيارة الرسمية التي قام بها محمد بن زايد إلى تركيا بعد تلقي سموه دعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتوجت هذه الزيارة ‏باتفاقيات استثمارية اقتصادية تخدم البلدين والمنطقة ‏و ستستمر هذه ‏الزيارات بما يخدم مصالح الجميع لتجنب ويلات الحروب والدمار…فمنذ اشتعال فتيل النار في محمد البوعزيزي في تونس لم تهدأ آلات التدمير في الوطن العربي…إذًا آن لدولة الإمارات أن تأخذ بزمام المبادرة للتقريب بين وجهات النظر في دول المنطقة ليعود للحوار و التفاهم فيما بينهم ويقطعوا الطريق على كل من يريدون إشعال فتيل الحروب وتدمير الأرض ومن وما عليها.

جاسم خلفان

محلل سياسي إماراتي ورئيس قسم العمليات في مركز عمليات الطوارئ والأزمات والكوارث بوزارة الصحة وكاتب في صحيفة البيان الإماراتية.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون