كل ما دخل فصل الصيف الساخن جداً على دول الشرق الأوسط والتي تصل درجات الحرارة في بعض مدنها لخمسين درجة مئوية استرجعت ذكريات صيف اليونان في نهاية الثمانينات الميلادية والتي عشت فيها طفولتي وكانت لي فيها أجمل الذكريات الصيفية وذلك بسبب الشواطيء الجميلة والأجواء الصيفية المعتدلة بالنسبة لنا كعرب وحارة جدآً بالنسبة لأهل أثينا الذين لم يعتادو على مثل هذه الأجواء على مدار العام.
الصيف هو أخطر فصول السنة من حيث التأثير على الصحة النفسية السلوكية حيث تكثُر فيه الانفعالات وعدم القدرة على ضبط النفس والمشاكل وقطع العلاقات وتكثر فيه نسب الطلاق وكل ذلك بسبب الاختناق الذي يشعر به الإنسان بسبب حرارة الجو.
الإحصائيات الدولية والدراسات النفسية أثبتت ذلك الأمر وذكرت أن معظم حالات الطلاق تحدث في الصيف والأسباب كانت تافهة جداً، لكن لعدم قدرة الأفراد على ضبط سلوكياتهم وتفريغ نفايات المشاعر تجاه الشريكين تحصل عملية الطلاق وكما ذكرت لأسباب تافهة مثل عدم القدرة على السفر بعد نهاية عام دراسي طويل ومُتعب دون وجود أي فعاليات في الاجازة الصيفية وكلها تعود لضغوط اقتصادية أي مادية، فبينما كل تفكير الزوج مُنصب على توفير أساسيات الحياة التي تشهد ازدياد في الأسعار كل يوم نجد الزوجة تحاول الضغط عليه من أجل السفر وهو حق مشروع لها ولأولادها بعد عناء عام طويل لكن إذا كانت لدى رب الأسرة المقدرة المادية، وعلى النقيض تماماً نجد بعض الأزواج يسافر مع أصدقائه بكل أنانية ويترك زوجته وأولاده يكابدون عناء حر الصيف بمفردهم.
لا أعلم ان كنتم تذكرون قصة الصرصور الكسول الذي كان لا يعمل في الصيف بينما كانت النملة تعمل بكل جد واجتهاد طوال الصيف لتجمع مؤونة الشتاء لترتاح في البرد الشديد بينما عانى صديقنا الصرصور الكسول من البرد والجوع طوال الشتاء، هذه القصة مع أن المغزى منها جميل ولكنها لا تناسب ثقافتنا واجوائنا الحارقة، حيث يجب أن نعمل طوال الشتاء لنسافر إلى إحدى الدول الباردة أو على الأقل السفر لمصايفنا الجميلة في الطائف وعسير أو لنرتاح تحت المكيفات في الصيف دون مشاكل أو ضجيج وتلك نعمة لا يستشعرها كثير من الناس.
كم هو غريب هذا الصيف في حين يحلم أحدهم بالسفر إلى بلاد جديدة ليستمتع بأجوائها الباردة ومهرجاناتها الصيفية ، كل ما يحلم به شخص آخر هو ماء بارد يخفف من لهيب حرارة الصيف أو ظل يستظل به من لسعة الشمس الحارقة أو تسديد فاتورة كهرباء ليبقى مكيف الهواء يعمل حتى لا تموت عائلته من الحر.
لذلك في الصيف يحب أن يستعد الإنسان لجني ثمار نجاحه وكده على مدار العام
بالتخطيط الجيد والتفكير في البرامج الصيفية المتاحة في بلده والتي تناسب إمكانياته المادية، ولا ننسى دور المسؤولية المجتمعية التي تتمثل في جمعيات مراكز الأحياء والمراكز الصيفية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة والتي تقدم برامج ثقافية ورياضية متنوعة لكلا الجنسين بدعم سخي من حكومتنا الرشيدة.
في الختام البرامج والفعاليات في الصيف كثيرة لكن المهم هو أن تحرك عقلك وتبحث عما يناسبك ويناسب أطفالك وزوجتك، واستشعر النعم التي من حولك وأشكر الله عز وجل عليها فقد يكون جلوسك في بيتك مع عائلتك نعمة فقدها كثير من الناس بسبب الحروب والكوارث والأزمات الإقتصادية العالمية المتتالية أو بسبب حرارة الصيف!
آخر المقالات من عرب تريبيون
أعلن قياديان في حركة فتح الفلسطينية، أن المحادثات التي تجمع الحركة مع وفد من حماس في
قضت محكمة مصرية بالسجن المؤبد والمشدد على 16 متهماً في قضية لجان الإخوان الإعلامية. وأصدرت الدائرة
يلتقي الوصل مع السد، وبرسيبوليس مع الغرافة، والأهلي مع الشرطة، والهلال مع استقلال طهران في دوري
أكدت تقارير إعلامية أن نادي الزمالك طلب الحصول على مبلغ ضخم نظير بيع نجم الفريق الأول
قال رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي إن مصر ملتزمة باستمرار تطبيق سعر الصرف المرن بالتنسيق