رئيس جمعية الصحفيين العمانية: العلاقات العمانية المصرية تشهد نموا على كافة الأصعدة نظرا لالتقاء الرؤى

أكد رئيس جمعية الصحفيين العمانية الدكتور محمد بن مبارك العريمي، أن العلاقات العمانية المصرية تشهد تعزيزا تنمويا واقتصاديا وسياسيا نظرا لالتقاء الرؤى في مختلف المجالات، وحيال القضايا العربية والإقليمية وفي مقدمتها العمل من أجل السلام وحلّ المشكلات والخلافات بالطرق السلمية وتعزيز التضامن والالتقاء بين الدول العربية وتحقيق حياة أفضل لمختلف دول وشعوب المنطقة على أساس من احترام قواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
وقال العريمي – خلال كلمته في فعاليات الملتقى الصحفي المصري العماني اليوم/ الاثنين/ – إن إقامة فعاليات الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام في متحف الحضارات المصرية بمشاركة ممثلين عن كوكبة متميزة من الصحفيين والمفكرين والكتاب والفنانين العُمانيين والمصريين يعد تعبيرا صادقا وعميقا ليس فقط عما يربط الشعبين العماني والمصري الشقيقين من وشائح وصلات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، بل تعبيرًا أيضا عن الثراء والتنوع الثقافي والحضاري الكبيرين والالتقاء الواسع والمتعدد الأبعاد للثقافة العمانية والمصرية بصفتها ثمرة من ثمار الالتقاء بين الشعبين الشقيقين على كل المستويات الرسمية والشعبية وعلى امتداد التاريخ البشري القديم والحديث.
وأضاف: “وإذا كانت الحضارتان العمانية والمصرية من أقدم الحضارات التي شهدتها المنطقة والعالم منذ آلاف السنين قبل الميلاد، والشواهد على ذلك عديدة وكثيرة وممتدة، فإن استمرار الصلات والروابط العمانية المصرية وامتدادها عمقا واتساعا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على عمق الالتقاء الفكري الثقافي والاجتماعي واستمراره على مدى حقب التاريخ المختلفة وحتى الآن، سواء على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي أو غيرهما من الأصعدة وفي مختلف المجالات”.
ولفت إلى اتساع نطاق التعاون بين الدولتين والشعبين الشقيقين العُماني والمصري في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي.. متابعا أنه في هذا الإطار تأتي فعاليات الملتقى الصحفي العماني المصري لتتسع هذه الآفاق على نحو أكبر و أعمق تحقيقاً لكل ما يعود بالخير والفائدة على الدولتين والشعبين الشقيقين في الحاضر والمستقبل، والمؤكد أن للصحفيين والإعلاميين والمفكرين والكتاب والفنانين والمثقفين دورا بالغ الأهمية من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل.
ونوه بأن المُلتقى الذي تُنظّمه جمعيةُ الصحفيين العُمانية ما هو إلا تكملةٌ لجهودِ البلدين المتواصلةِ من أجل تعزيزِ وتوثيقِ العلاقاتِ العُمانيّةِ المصريّةِ التي تمثّل أنموذجًا رائدًا ومتميزًا لما وَجدتْ من رعايةٍ واهتمامٍ من قيادتيْ وشعبيْ البلديْنِ والعلاقاتِ المتأصّلةِ والمتجذّرةِ من عمق التاريخ .
وتابع أنه بالإضافة إلى الدّورِ الذي يضطلع به البَلَدَانِ الشقيقَان في حلّ الكثيرِ من القضايَا الإقليميّةِ والدوليّةِ والمساعي الدبلوماسيّةِ لإيجادِ التفاهماتِ والحلولِ المناسبةِ لإعادةِ العلاقاتِ الأخويّةِ بين الدّولِ الشقيقةِ والصديقةِ إلى طبيعتِها، والعملِ على مواجهةِ التّحدياتِ والصّعوباتِ التي تعترضُ مسيرةَ البناءِ والتنميةِ في البُلدانِ العربيةِ.
وشدد على أن جمعيةُ الصحفيينَ العُمانية دأبت خلال السنواتِ الخمسِ الماضيةِ إلى تنظيمِ مجموعةٍ من المُلتقياتِ الصحفيّةِ في العديدِ من الدّولِ العربيّةِ والأجنبيّةِ، في باريس، ولندن، وبكين، وواشنطن، واليوم يحطّ هذا الملتقى رِحالَه في القاهرة عاصمةِ الحضارةِ والتاريخِ، وفي هذا المتحفِ العريقِ الذي يحتضن واحدة من أهمّ وأقدم الحضاراتِ التي مرّت على البشريّةِ، بما يحويه من تحفٍ ومخطوطاتٍ ومقتنيات أثريّةٍ نادرةٍ، لذلك فإنَّ هذا الملتقى فرصةٌ لنا بصفتنا مُشاركينَ فيه للاطلاع عن قُربٍ على ما يحويه المتحفُ من مقتنيات.
وأشار إلى أن الإعلامُ العُمانيُّ شهد على مدى السنواتِ الماضية مراحلَ نهضةٍ متطوّرةٍ على كلِّ المستوياتِ، وحرص القائمونَ على الإعلامِ العُمانيِّ على الاستفادةِ من كل التجاربِ الإعلاميّةِ، وكانت مصرُ واحدةً من تلك المدارسِ الإعلاميةِ المهمّةِ التي كانت حاضرةً بقوّةٍ قبل سبعينات القرنِ الماضي وما بعدَها، وتتلمذ الكثيرُ من الإعلاميين والصحفيين في بلادِنا على يدِ قاماتٍ صحفيّةٍ وإعلاميّةٍ معروفَةٍ، هي اليوم تقوُدُ دفّةَ الكثير من المؤسساتِ الإعلاميةِ في مصرَ، كما أنها كانت شريكةً في صناعة المشهدِ التنمويِّ في سلطنة عُمانَ منذ بداية السبعينات تقريبًا، لذلك فإنّنا ومن خلال هذا الملتقى نجدها فرصةً لتكريمِ تلك القاماتِ الصحفيّةِ والإعلاميّةِ الكبيرةِ التي شاركتنَا الكثيرَ من المساراتِ والمُنجزاتِ التنمويّةِ في الفترة من عام 1970 وحتى بداية الألفية، فلها منّا كلُّ المحبّةِ والتقديرِ والامتنانِ.
وقال العريمي إن جمعيةُ الصّحفيين العُمانية ترتبط بعلاقاتٍ متينةٍ مع الجمعيّاتِ والنقاباتِ الصحفيةِ والإعلاميةِ في دول العالم كلّهَا، ولقد تكلّلت هذه العلاقاتُ باستضافةِ سلطنةِ عُمانَ ممثّلة في جمعية الصّحفيين العُمانية أعمالَ المؤتمرِ الدوليِّ للاتحادِ الدّوليِّ للصّحفيين “الكونجرس 31” أخيرًا، بمشاركة ما يقارب من 400 صحفيٍّ وإعلاميٍّ حول العالم، وهو أحد الاجتماعاتِ الدوليةِ المهمّةِ التي يعقدُها الاتحادُ الدّوليُّ كل أربعِ سنواتٍ لبحث الشأن الصحفي و ما يعترضه من تحديات و صعاب . بالإضافة إلى إنتخاب قياداته القارية والدولية لأربع سنوات قادمة .
وأضاف أنه رغم تلكَ الشراكةِ التي تربطُنا مع كلِّ هذه الاتحاداتِ والنقاباتِ الإقليميّةِ والدوليّةِ، إلّا أنّ العلاقةَ مع نقابة الصحفيين المصريين تتسمُ بالأخوةِ والتفاهمِ وبالمرونةِ والتعاونِ والتوافقِ في الكثير من المشروعاتِ والبرامجِ الإعلاميّةِ المختلفةِ، لذلك وتأكيدًا لهذا التعاون وحرصًا من جمعيةِ الصّحفيين العُمانيّةِ، ونقابةِ الصحفيين المصريين على الدّفعِ بالبرامجِ والمشروعاتِ المشتركةِ سنقوم اليوم بالتوقيعِ على مذكّرةِ تفاهمٍ تهدفُ إلى تعزيزِ مجالاتِ التّعاونِ خاصةً فيما يتعلق بالتدريبِ، وتبادل الزياراتِ والخبراتِ، وتنظيم الفعالياتِ والمؤتمراتِ وغيرها من الجوانبِ الأخرى ذات الإهتمام المشترك .
وانطلقت في وقت سابق اليوم فعاليات الملتقى الصحفي العماني المصري، الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان بالقاهرة، تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، وذلك بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية وبمشاركة من جمعية الكتاب والأدباء وجمعية السينما وهيئة الوثائق والمحفوظات العمانية وذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية، بحضور وزراء سابقين وشخصيات إعلامية وثقافية وسياسية رفيعة المستوى.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون