هاني فرحات ودبابير الأوبرا المصرية

لم يتعرض فنان لحملة ممنهجة مثلما يتعرض لها المايسترو هاني فرحات مدير مهرجان الموسيقي العربية حاليا . الرجل فور الإعلان عن توليه مسئولية واحدا من أعرق المهرجانات الموسيقية والغنائية العربية وقبل أن يكشف عن أوراقه ولا أفكاره كمسئول أو حتي أحلامه كفنان لمهرجان يري أنه يحتاج الي الكثير من الجهد والأفكار ليخرج بصورة تليق بتاريخنا الموسيقي والغنائي ليجد فرحات نفسه وهو يخرج من شق ليسقط في دحديرة مثلما تقول الكلمة المصرية الشائعة لتكشف حملة الهجوم ضده عن وجود عشش للدبابير سكنت دار الأوبرا المصرية و إنتشرت وتوغلت في جوانبها المختلفة وأعجبتها الحالة التي وصلت إليها الدار والمهرجان منذ سنوات وترفض أية محاولات للإصلاح أو إيجاد علاجات للأمراض التي أصابت المهرجان في مقتل وجعلته بلغة أهل السينما ” راكورا “بلاجديد لا فكر حديث ملائم لأليات العصر الحالي ولا رؤية تواكب التطورات التي يشهدها العالم في مجال المهرجانات والحفلات الغنائية التي تقام في دور الأوبرا أو حتي خارجها في الأماكن المفتوحة فما أشبه الليلة بالبارحة .
واجه الرجل إتهامات لايمكن أن توجه لفنان نجح في تقديم نموذج مشرف للفن وللفنانين والمواهب المصرية الشابة حيثث نجح بفضل موهبته في أن يصل الي أن يكون المايسترو الأول الذي يصاحب أهم الأصوات الغنائية العربية في جميع حفلاتها داخل المنطقة العربية وخارجها ليكشف للعالم أنه إمتداد لعظماء في فن القيادة الموسيقية والغنائية مثل أحمد فؤاد حسن وحسين جنيد وسامي نصير وخالد فؤاد وغيرهم الكثير والكثير من كبار الموسيقيين في بلاد المحروسة .
المايسترو فرحات خرج من عباءة دار الأوبرا المصرية فهو واحد من أبنائها المخلصين الذين يدركون جيدا أهمية التحديات التي يواجهها مهرجان الموسيقي العربية الذي أصابته شيخوخة مبكرة دفعته الي القبول بأية أسماء تشارك في حفلاته لمجرد أن يتنازل المطرب أو المطربة عن أجره ويرتضي بالدرع التكريمي الذي يحصل عليه قبل إحياء الحفل في مشهد تكرر مرارا علي مدار السنوات الماضية .
صورة ومكانة لابجب أن يصل إليها المهرجان العريق الذي يحمل إسم دار الأوبرا المصرية والذي يعد وبحق المتنفس السنوي الوحيد للجمهور العاشق للغناء العربي الرصين والذي يجب أن تزين حفلاته أهم النجوم والمواهب في مصر والعالم العربي بدلا من أن نصل بالمهرجان الي حد أن ننادي مطرب ببلاش لله ياولاد الحلال .
قبل إختياره لمسئولية المهرجان بسنوات طويلة أدرك المايسترو فرحات أهمية مشاركة النجوم في حفلات الأوبرا التي ساهمت في تقديم فرصا كبيرة للموسيقيين المصريين والعرب وهو شخصيا في مقدمتهم فقرر دعم برنامج الحفلات بسلسلة حفلات يقدمها وتشاركه فيها صوت مصر الأول المطربة الكبيرة أنغام وتحمل بنفسه ميزانيتها كاملة هدية منه للأوبرا صاحبة الأفضال والكرامات علي المواهب من الموسيقيين عازفين ومطربين وقادة فرق ولم يتاجر الرجل بمافعله بل إعتبره بمثابة عرفانا لجميل الأوبرا التي تستحق من أبناءها المخلصين الكثير والكثير لتنهض وتشع فنونها وموسيقانا العربية الخالدة من جديد .
وكما جاء في الكتاب المبين وعلي قدر نواياكم ترزقون جاءت هذه الواقعة لتكون خير ردا علي من يروجون الشائعات حول الرجل .
مايحدث مع هاني فرحات هو بمثابة إنذار وتحذير للجميع بأن ننتبه جيدا ونضع أعيننا وسط رؤوسنا لمواجهة الدبابير التي تسعي بكل ماأوتيت من قوة الي إيقاف كل محاولات التقدم والنهوض ببلادنا خطوات للأمام حتي لانظل كما تريد محلك سر .

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون