“مرونة الأعمال” وقت الأزمات

مع التراجعات الحادة في نسب النمو العالمى، وارتفاع معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة، مسجلة 8.8% في عام 2022، اتجهت السياسات النقدية في معظم الدول إلى رفع أسعار الفائدة على الودائع، والتى أثرت بدورها على مستويات السيولة والنشاط الاقتصادى، الأمر الذى أوجد تحديا كبيرا أمام الشركات وأصحاب الأعمال فى التوسع فى مشروعاتهم ونمو الأعمال.

ويأتى ما يسمى “بمرونة الأعمال” كمفتاح للمرور من الأزمات وتقلبات السوق، ويقصد به التكيف مع التغيرات الطارئة بتطوير المنتج والخدمة بما يلبى احتياجات العملاء والمستهلكين، او تحول نشاط الشركات لمجالات أكثر طلبا فى السوق.

والواقع يؤكد أن تلك المرونة أنقذت العديد من الشركات من التعثر، بل أوجدت لها فرص جديدة، مثال على ذلك ما أكده واحد من أصحاب الشركات العاملة فى مجال المنتجات البلاستيكية، والذى حقق أرباحا مقبولة فى النصف الأول من العام 2020، ومع ازمة كوفيد – 19 ، تعرضت الشركة لخسارة كبيرة نتيجة الركود الذى شهدته كافة القطاعات، بدأت الشركة فى تبنى استراتيجية جديدة تعتمد على التحول إلى منتج أخر، وبالبحث عن متطلبات الأسواق الداخلية والخارجية، حددت الشركة هدفها وتحولت من انتاج المواد البلاستكية إلى شركة متخصصة فى إعادة تدوير الزيت المستعل بما يحافظ على البيئة، واعتمدت المرونة هنا على تحويل النشاط وسرعة الاستجابة لظروف السوق ومتطلباته والتطوير المستمر، حاصة وأن الظروف الراهنة ساهمت فى رواج وتنشيط هذا النوع من المشروعات، والتى تعتمد على إعادة التدوير والتصدير للخارج، فى ظل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، زادت الطلبات على استيراد الزيت المستعمل لاستخدامه كوقود حيوى.

من هنا تأتى أهمية “مرونة الأعمال” فى سرعة التكييف وتغير المنتج جزئيا أو كليا بناءا على متطلبات السوق واحتياجات العملاء، وتلك المرونة لابد أن يتصف بيها كل صاحب عمل، فهى بدورها تسهم فى استمرارية الشركات وتساعد رواد الأعمال على النجاح، فالتطور السريع وتجديد دراسة السوق مهارات العبور من الأزمات الاقتصادية، خاصة وأن التمسك بالنشاط التقليدى للشركات وقت الكساد والأزمات يحد من قدرتها على الاستمرار.