الملكة .. يونانية بيضاء

ظهر مؤخراً إتجاه أو تيار بالولايات المتحدة الأمريكية، يسمى”الأفروسنتريك”, يهدف الى إحياء القومية لدى أصحاب البشرة السمراء فى العالم, ويعتبر القضاء على الجنس الأبيض فى إفريقيا, من أهم محاورها, فتعددت محاولاتهم للبحث عن أصل أو عرق ينتمون إليه.
وأصبح هذا التيار يروج لفكرة, أن جميع حضارات شمال إفريقيا هى فى الأصل زنجية, وعززوا هذا الفكر بتأليف عدد من الكتب, لنشر هذه الإدعاءات, وأجمعوا على أن منطقة شمال إفريقيا متمثلة فى مصر والمغرب والجزائر وتونس, كانت أصولهم من أصحاب البشرة السمراء ولكن تمت إبادتهم قديماً.
حاول هذا التيار, ومازال يحاول, إثبات أن المصريين القدماء أصلهم زنوج من السودان, وأن المصريين الحاليين ليس لهم علاقة بالمصريين القدماء, وأن المصرى التقليدى مات أو هاجر الى الجنوب, وأن كل من فى شمال إفريقيا جنسيات بعيدة عن العرق المصرى, وهذا حسب معتقداتهم وإدعاءاتهم, بل وإدعوا أيضا أن اللغة المصرية القديمة ترجع الى اللغة الإفريقية.
وجاءت منصة نتفليكس لتروج لهذه الإدعاءات, بعرضها لفيلم وثائقى عن”كليوباترا” تظهر فيها الملكة ببشرة سوداء, وهذا على خلاف الحقيقة, ويعد تزييفاً للتاريخ, وترويج لأفكار خاطئة, فكليوباترا كانت ذو بشرة بيضاء وعينين زرقاوتين, وذو شفاة رفيعة, وأنف طويل, وليس كما يوضح البوستر المنشور علي منصة “نتفليكس” بأنها ذات بشرة سمراء وملامح أفريقية ذات شفتين غليظتين.
وما يؤكد ذلك هو أن الملكة كليوباترا لم تكن ملكة مصرية الأصل, بل كانت ملكة يونانية, وقد إعتلت العرش وحكمت مصر لنحو عشرين عاما فى الفترة من عام 51 الى 30 ق.م, وأنها تزوجت من أخيها “بطليموس الثالث عشر”، وحاول “يوليوس قيصر”، الذي دخل الإسكندرية إنهاء الخلاف بين “كليوباترا وشقيقها “بطليموس”، وقد تسللت “كليوباترا” خلف خطوط جيش أخيها، بل وإختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى “قيصر”, وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط كأنها عروس بحر فعشقها ونشأت علاقة لقيصر معها، وافقت تطلعات كليوباترا أيضا للإستيلاء على العرش”.
هذا هو التاريخ المصرى والحقائق التى لايحق لأحد أن يقوم بتزييفها على هواه, لكن من الواضح أن مصر تواجه مؤامرات كبيرة لسرقة تاريخها وحضارتها, وتلك المنظمة المسما بـ ” الأفروسنتريك”, هى من تحاول حالياً إحياء تلك الخزعبلات, فعلى الدولة أخذ إجراءات صارمة تجاه هذه الإدعاءات الباطلة, التي تشوه التاريخ المصري, وتنسبه للآخرين، وهو تكتيك خطير يعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية للبلاد.
كما أن على علماء الأنثروبولوجيا المتخصصين في جينات المومياء وأشكالهم الحقيقية، مسئولية نشر الدراسات التي تؤكد على أن الحضارة المصرية لا تعود للزنوج بل هى حضارة مصرية مؤكدة لاشك فيها.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون