ما ان دخلنا في فصل الربيع ٢٠٢٣ حتى بدأت تتفتح زهور مواسم ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان وكانت اول زهرة تفتحت هي في ١٠ مارس، الاتفاق الايراني-السعودي برعاية صينية وتلتها الاتفاق السوري-السعودي على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات لأكثر من عشر سنوات كما ان وزيرالخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيزور العاصمة السورية دمشق في الأيام القليلة القادمة.
واستمر تفتح الزهور بتثبيت وتعزيز وتطوير العلاقات العراقية السعودية ولدفع عملية الاستقرار في المنطقة فقد جرى مؤخرا اتصالا بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل التعاون لتعزيز الشراكة الاستراتجية في اطار مجلس التنسيق السعودي العراقي اضافة الى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
لا بدّ من التوقف في الحدث الذي حصل بين السعودية وايران، طبعا هناك من رحب وهناك من انتقد ولكن اذا دخلنا في عمق هذا الاتفاق نرى انه لم يكن حاسما الا بعد اظهار حسن النوايا من قبل ايران وهوالمطلوب منها احترام سيادة كل دولة دخلت اليها أو دعمت حلفائها في داخلها، بدءاً من اليمن (دعم الحوثيين) الى العراق(دعم كتائب حزب الله العراقي وغيرهم)، الى سوريا (دعم حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني)الى البحرين(دعم الطائفة الشيعية وحزب الله البحريني)والى لبنان(دعم حزب الله) فاذا نظرنا قوّة النفوذ الايراني في تلك الدول نرى انها تشكل خطراً كبيراً على الدول العربية ومنطقة الخليج ولأنّ الامير محمد بن سلمان يهدف الى السلام في جميع الدول وليس فقط في المنطقة العربية والخليج ويتبين ذلك من خلال سعيه بوقف الحرب بين اوكرانيا وروسيا، فكان لا بدّْ من اقامة حوار مع الجمهورية الاسلامية لتجنب الحرب والتي لا احد يعرف كذلك ما يترتب عليها من عواقب وخيمة على كل دول المنطقة. فابتدأ الحوار منذ سنوات بوساطة عدّة دول عربية ومنها سلطنة عُمان والعراق ولكن لم يُسفر الى ايّة نتيجة الاّ بعد تدخل الصين لان ايران لم يبقى لديها حليف استراتيجي غير الصين فرضخت اخيرا ان يكون الحوار بنّاء وان تنفذ كل شروط المملكة العربية السعودية ولانها تعي جيّداً في حال سحبت الصين يدها منها سوف تُلغي كل الاتفاقيات التي اقامتها معها والتي هي بحاجة اليها وخاصة بسبب العقوبات الامريكية عليها وفشل احياء الاتفاق النووي عدا اذا قررت الولايات المتحدة او اسرائيل فتح الحرب عليها فلا احد سوف يكون بجانبها، وهذا لان الصين تؤثرعلى جميع دول الآسيوية وكذلك على روسيا والسبب انهم جميعا لديهم مصالح وتحالفات معها.
كما مُنحت السعودية صفة شريك في منظمة شنغهاي للتعاون.
و”تعتبر منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) منظمة دولية أوروآسيوية، تأسست في شكل تحالف سياسي واقتصادي وعسكري، في مدينة شنغهاي الصينية، في 15 حزيران 2001، من قبل 6 دول في البداية، هي: الصين، روسيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، وأوزبكستان. وكانت هذه البلدان، باستثناء أوزبكستان، أعضاءً في “مجموعة شانغهاي الخماسية” التي تأسست في 26 نيسان 1996 في شانغهاي.
وانضمت لاحقاً كل من الهند وباكستان إلى المنظمة كعضوين كاملي العضوية، في 9 حزيران 2017، في قمة أستانا. وخلال قمة المنظمة التي عقدت في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبه، يوم 17 أيلول 2021، وافق الأعضاء على تعديل وضع إيران بالمنظمة من عضو مراقب إلى عضو كامل العضوية”.
كما انّ طلب انضمام المملكة العربية السعودية الى مجموعة “البريكس” (أسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) سيتيح لها الوصول الى التقنيات والخبرات الجديدة، التي ستكون ضرورية لجهودها لتحديث اقتصادها وخلق فرص عمل جديدة وفي المقابل ان دخولها في هذه المجموعة من شأنه ان يعزز الاستقرار الإقليمي والتعاون على الساحة العالمية، لان السعودية تعتبر لاعب اقليمي رئيسي وستجلب عضويتها خبرات اقليمية قيّمة ان كانت على الصعيد الاقتصادي، العلمي والثقافي لدول البريكس.
ويجب الا ننسى برامج تحقيق الرؤية السعودية ٢٠٣٠ التي تهدف الى تطوير البنية التحتية اللازمة، وتهيئة البيئة الممكنة للقطاع العام والخاص وغير الربحي، وذلك بالتركيز على تحقيق التميز في الأداء الحكومي، ودعم التحول الرقمي، والإسهام في تنمية القطاع الخاص، وتطوير الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التنمية المجتمعية، وضمان استدامة الموارد الحيوية.
وفي ١٩ مايو سوف تعقد القمة العربية الثانية والثلاثين في المملكة العربية السعودية وحتى الآن لا نعرف اذا سوريا سوف تشارك في هذه القمة واذا حصلت المشاركة، تكون السعودية قد نجحت بتفتيح زهور جميع مواسم الربيع التي زرعته وخططت له من قبل.
وليس بعجب ان نرى تطورات واحداث جديدة في المدى المنظورفي المنطقة، ولو كان الفيزيائين “جون بيل”و”البرت أينشتاين” موجودان في يومنا هذا، لكانت لهم نظرية جديدة تقول بان سرعة الأحداث التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان هي اكبر بكثير من سرعة الضوء.
ونتمنى اخيرا ان يكون موسم القطاف مثمرا باحلال السلام في العالم وخاصة في منطقتنا العربية ويتحقق ما وعدنا به سمو الأمير محمد بن سلمان بانّ المنطقة العربية سوف تكون اوروبا الشرق.
منى الدحداح زوين
استاذة جامعية وناشطة اجتماعية
آخر المقالات من عرب تريبيون
شن لاعب الزماك ومنتخب مصر سابقاً أحمد حسام “ميدو” هجوماً قوياً على لاعب الأهلي محمود عبدالمنعم
كشف اللاعب عمرو جمال عن حقيقة تلقيه عرضاً للظهور في إعلان مع فنانة تشبهه. تحدث لاعب
التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، في دمشق قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد
أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا، الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، إن إسرائيل ستواصل التحرك ضد ميليشيا الحوثي في اليمن،