تحدثت في مقال سابق عن أهمية تحول الدولة وتكثيف جهودها لتصنيع السيارات الكهربائية، خصوصاً وأن مصر سوق ضخم شعبها مولع باقتناء السيارات بشكل كبير، فضلاً عن مصر يمكن أن تكون بوابة لأفريقيا وأوروبا لتصدير ذلك النوع من السيارات التي تتجه إليها معظم دول العالم، إذا ما توفرت كافة الحوافز والإجراءات، ووجود نية حقيقية لدخول الدولة لهذا المشروع سواء منفردة أو بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي، أو من خلال جذب شركات تعمل في هذا النوع كما سبقتنا دول مجاورة وبدأت بالفعل خطوات التنفيذ.
وإذا نظرنا إلى موضوع السيارات الكهربائية بجانب أنه توجه عالمي يتوقع في غضون سنوات قليلة أن تتحول غالبية الدول لاستعماله، فهو توجه عالمي للحفاظ على المناخ من خلال استخدام الطاقة النظيفة للحد من استخدام الوقود التقليدي الذي يتسبب في هذا الكم الهائل من الانبعاثات الكربونية، ناهيك عن أن التحول لاستخدام السيارات الكهربائية سيفيد بشكل كبير جدا دولة مثل مصر يُستنزف جزء كبير من مواردها الدولارية في استيراد المحروقات المستخدمة كوقود للسيارات العادية كالسولار والبنزين.
وفي مصر هناك العديد من الكوادر والخبرات المختلفة التي تؤهل دولتنا لأن تكون صاحبة ريادة في الكثير من القطاعات الاقتصادية المختلفة ومن ذلك قطاع السيارات الكهربائية، يؤكد ذلك ظهور شركة مثل شركة “شفت أي في” التي أسسها مجموعة من الشباب، وهي شركة تخصصت في إنتاج بطاريات الليثيوم أيون أهم مكون في السيارة الكهربائية، وقد نجحت الشركة في إنتاج هذا الجزء المهم والذي يعتبر أهم مكون في السيارة الكهربائية واستطاعت الشركة أن تنتجه بمكونات محلية وخبرات مصرية ١٠٠%.
والمجال هنا ليس للحديث عن الشركة بقدر ما هو الحديث عن الفكرة والابتكار الذي توصل إليه مؤسسي “شفت أي في”، والذين استطاعوا تصنيع هذا الجزء المهم في السيارة الكهربائية، ويعمل في الشركة نحو 80 موظفا ما بين مهندسين وعمال، وهي كما قلت أول شركة مصرية لتصنيع البطاريات الليثيوم أيون، كما أنها الأولى عالميًا التي تقوم بتحويل السيارات التي تعمل بالوقود العادي والتي تستخدم في النقل إلى العمل بالكهرباء، ونجحت بالفعل في ذلك، وهي في سبيلها لتحويل السيارات الخاصة للعمل بالكهرباء.
وكما ذكرت في عنوان المقال فوجود مثل هذه الأفكار يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نستطيع متى توفرت الإرادة، والإصرار والأهم من ذلك الابتكار، وإشباع حاجات ما يحتاجه العالم حاليا في كل القطاعات وليس قطاع السيارات وحسب، هي إذن شرارة كهرباء تعطي بارقة أمل للمضي قدما في بذل مزيد من الجهود، ورسالتي هنا للأجهزة المعنية والمسؤولين أن ندعم مثل هذه الأفكار ونساندها، وهي كثيرة بالفعل ولكنها قد تحتاج لدفعة بسيطة قد تكون في صورة حوافز أو إعفاءات أو تمويلات، أو حتى دفعة معنوية، كما حدث مع “شفت أي في” التي زارها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤخراً وتفقد سير العمل بها وتعرف على التجربة، خصوصا وأن الشركة تعد مثالا واضحا على التحدي وأن لدينا كافة الأفكار القابلة للتنفيذ والتي تقدم حلولا جذرية لكل ما نعاني منه حاليا من تحديات مختلفة.
آخر المقالات من عرب تريبيون
شن لاعب الزماك ومنتخب مصر سابقاً أحمد حسام “ميدو” هجوماً قوياً على لاعب الأهلي محمود عبدالمنعم
كشف اللاعب عمرو جمال عن حقيقة تلقيه عرضاً للظهور في إعلان مع فنانة تشبهه. تحدث لاعب
التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، في دمشق قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد
أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا، الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، إن إسرائيل ستواصل التحرك ضد ميليشيا الحوثي في اليمن،