أسعدني الحظ بالمشاركة في لجنة تحكيم الفيبريسي بالدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة والممتدة بين ١٤-٢٠ مارس الجاري. وهو أحد أعرق المهرجانات في مصر والمنطقة العربية.
في لجنة تحكيم الفيبريسي كنا نُحكم على الأفلام التسجيلية الطويلة، اثنى عشر فيلما متنوعي الثقافات والاتجاهات السردية والموضوعات، كذلك من الناحية الجندرية، فعدد غير قليل من الأفكار كان يخص النساء، وكانت المرأة المبدعة حاضرة بقوة إذ كان هناك ثمانية نساء، بينهن امرأة تشاركت مع رجل في إخراج أحد الأفلام.
تتميز لجنة تحكيم الفيبريسي بأنها تشارك اللجنة الدولية مشاهدة أغلب الأفلام، في قاعة واحدة، من ثم يحدث التقارب، ويتم تبادل النقاش، والحكايات، وأحياناً الطرائف. نتناول طعامنا سوياً، نخرج سوياً للتنزه في المرات المعدودة المسموح فيها بذلك. وتكون فرصة ذهبية لمن أن يريد أن يقوم بتغيير الصور النمطية المأخوذة عن بلادنا.
هذا ما حدث بالفعل أثناء تبادل الحديث مع بعض أعضاء لجنة التحكيم الدولية وبينهم الكورية الجنوبية كيونج هو لي. إنها منتجة للرسوم المتحركة، وناشرة، ومحررة، وأشرفت على عدد من المهرجانات الخاصة بالرسوم المتحركة في بلادها. إنها من مواليد 1979 . درست الرسوم المتحركة وتخرجت من جامعة يوانج للفنون والتصميم عام 2000 . ثم واصلت دراستها فتخرجت من قسم الرسوم المتحركة والإعلام الإلكتروني بجامعة دندي عام ٢٠٠٢.
بدأ رحلتها المهنية من عام 2004 حيث شاركت في العديد من أعمال التحريك والمسرح والتلفزيون. بداية من عام 2008 عملت في العديد من المهرجانات السينمائية من بينها مهرجان سيول للكرتون والتحريك وذلك حتى عام 2015. مثلما عملت مع مهرجان بوسان السينمائي الدولي، ومهرجان رسوم التحريك الكورية المستقل. إنها أيضا محررة وناشرة تركز على اكتشاف المشهد الكوري لفنون التحريك.
في الأيام الأولى من المهرجان كنا نشاهد ثلاثة أو أربعة أفلام طويلاً بدءا من العاشرة صباحاً فننتهي نحو الرابعة أو الخامسة، ثم نستأنف الرحلة في السابعة مساءا بفيلمين أو ثلاثة. نخرج عشر دقائق بين كل فيلم وآخر لزيارة دورات المياه، وتحريك القدمين قليلا واستنشاق بعض من الهواء أمام قاعة سينما دنيا. كنت ألمحها تتحرك في هدوء، لا تتحدث مع أحد. فقط عند التقاط الصور التذكارية تأخذ مكانها في ثبات، وسرعان ما يلفنا ظلام القاعة وتشرق الشاشة الكبيرة ونغرق مع أحداث الفيلم الجديد.
عن تجربة الإسماعيلية والطعام المصري
ظل الوضع هكذا حتى اتفقت المجموعة بلجنتي التحكيم – الفيبريسي واللجنة الدولية – على الخروج لتناول وجبة عشاء من السمك سوياً. ليلتها تحدث الجميع إلي بعضهم البعض. ضحكنا طويلاً، وتبادلنا كافة أنواع الحكايات من مختلف البلدان، وأسعدتنا المخرجة الفلسطينية ميس دروزة بخفة ظلها، وقدرتها على سرد العديد من الحكايات التاريخية عن مصر وأساطيرها، مثلما أشرفت على اختيار أنواع السمك مع الشيف.
جاءت جلستي بجوار كيونج بالصدفة، فوجدتها فرصة للتقرب من أفكارها. لفت نظري أنها كانت منفتحة على التجريب، اتضح ذلك في تذوقها لأنواع الشوربة المختلفة التي قدمها المطعم، وكذلك أصناف السمك.. حتي أن ميس سألتها عن الاختلاف بين هذا الطعام المصري وبين وجبات السمك في كوريا الجنوبية.. فضحكت عاليا، وأخذت تفكر قليلا قبل أن تجيب: مصر بها تنوع في تقديم السمك بطرق مختلفة، وهى لم تكن تتخيل هذا. هنا، وجدت الفرصة سانحة لأسألها:
كيف تقيمي تجربتك في مهرجان الإسماعيلية؟ بصراحة تحدثي عن المميزات والعيوب؟
فأجابتني: مهرجان الإسماعيلية هو بمثابة تجربة مكثفة، فيها جانب تعليمي كبير. كان عليَّ أن أشاهد الأفلام حوالي 7 إلى 8 ساعات يوميًا في قاعة السينما. وقد أدت المناقشات التي دامت عدة ساعات مع أعضاء لجنة التحكيم – من خلفيات مختلفة – إلى تقديم صور مختلفة لكل فيلم، واكتشاف طبقات ثرية ومختلفة عليه. كذلك، لأن المهرجان يضم أفلامًا من إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، فإنه يفتح مجالات جديدة أمامي ويُضيف إلى معرفتي. لقد ساهم في كسر الصور المتحيزة عندي عن البلدان. تعرفت على لغات مختلفة مثل العربية والأرمنية والكرواتية والتشيكية والهولندية والفرنسية والإيطالية والبولندية والرومانية والروسية والصربية والسلوفاكية والإسبانية والسواحيلية وكذلك الإنجليزية. لقد لعب دوراً في توسيع فهمي الثقافي، لكن في نفس الوقت كان ذلك صعباً عليَّ لأنه كان شديد التكثيف. كنت كالمحمومة أثناء لهاثي وراء قراءة ترجمات اللغات الأجنبية لمتابعة ما يحدث على الشاشة.
هل زرت الآثار أو المتاحف المصرية القديمة؟
شاركت في رحلة ليوم واحد إلى أهرامات الجيزة يوم 19 مارس. واستمتعت جدا بوقتي هناك.
كيف وجدت مذاق الطعام المصري؟ خصوصا العشاء في مطعم سمك؟
أستمتع كل صباح بوعاء من اللبن الزبادي مع العسل أثناء إقامتي بالفندق المخصص للمهرجان. ليلة واحدة زرت فيها مطعم للمأكولات البحرية وتناولت عشاءاً كبيراً. جربت مجموعتنا ليلتها أكبر عدد ممكن من الأطباق، بما في ذلك الأسماك المشوية، السنجاري، والمقلية، والجمبري بالثوم والزبدة، والحبار المقلي. لقد أحببت بشكل خاص ثلاثة أنواع من الحساء اللذيذ الذي تذوقته، شورية الملوخية بالجمبري، شوربة الجمبري المطحون، وشوربة السي فوود. لقد أحببتهم كلهم.
هل تحكي لنا عن عملك في مجال الرسوم المتحركة وإنتاج الكارتون؟ لماذا اخترت إنتاج الأفلام وليس كتابتها أو إخراجها رغم أنك محررة؟
أقدم حاليًا صانعي أفلام الرسوم المتحركة وأعمالهم للمهرجانات، حيث أقوم بعملي كمبرمجة، إضافة إلي عملي كناشرة للكتب المطبوعة وموقع الويب. لقد قمت بعمل أفلام رسوم متحركة قصيرة مباشرة، وتم إصدار العمل الأخير بعنوان Cookie Coffee Dosirak ، الذي أخرجته بالاشتراك مع HAN Byng-a و KANG Minji و KIM Hyemi) في عام 2022. كذلك، كنت منتجة لفريق مهرجان الرسوم المتحركة بالكمبيوتر في SIGGRAPH Asia 2020 وكنت الرئيس المشارك لنفس الفريق في عام 2022. فريقي خطط ونظم الأحداث. ليس لدي دعم أو تمويل لإنتاج مشروع رسوم متحركة حتى الآن، لكني أتوقع أن أصبح منتجة لفيلم صديقتي في المستقبل القريب، وذلك لمساعدتها على التركيز على الجانب الفني من العمل.
لماذا اخترت العمل في مجال الرسوم المتحركة؟
الرسوم المتحركة والرسوم الكرتونية هي حبي الأول. هذه هي الأشياء التي ارتبطت بها منذ طفولتي. أنا لا أفضل الرسوم المتحركة على الوثائقي. من الممكن القيام بذلك في وقت واحد. يمكنني عمل فيلم وثائقي متحرك.
كيف ترىن المشهد السينمائي في مجال الرسوم المتحركة والرسوم المتحركة في كوريا الجنوبية مقارنة بما يحدث في العالم؟
يتحدث الناس هذه الأيام عن VR و AR و XR و NFT و Metaverse والإنسان الرقمي، والذكاء الاصطناعي. يبحث الناس عن إمكانيات في التقنيات الجديدة، وكوريا هي أيضاً تتحرك بشكل سريع في إطار هذا المشهد. فهناك المزيد والمزيد من الفنانين الذين يعملون عبر الحدود. الفنانون الفرديون مثل JEONG Dahee و HAN Jiwon واستوديو صغير مثل VCRWORKS و studio Pivote يرتفعون ويتألقون في مجالهم.
الوسوم:
آخر المقالات من عرب تريبيون
ذكرت صحيفة ديفينسا سنترال الإسبانية أن الذكاء الاصطناعي كشف عن هوية الفائز بالبالون دور في العام
أعلن أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك السابق، عن موعد الإعلان عن النادي الذي سينتقل له بعد
تصدر تشانغ يي مينغ مؤسس شركة “بايت دانس” مالكة تيك توك قائمة هورون لأثرياء الصين اليوم
أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، أن قوات كورية شمالية، ترتدي البدلات العسكرية الروسية،
جلس دونالد ترامب، الأربعاء، وراء مقود شاحنة لجمع القمامة من أجل الإجابة على أسئلة الصحافيين مع