رغم النفي الروسي.. أنباء تشكيل موسكو والصين تحالفا عسكريًا تهز العالم

وسط قلق أمريكي كبير، مع إعلان الصين على لسان رئيسها بشكل مباشر، أن النظام العالمي أحادي القوة لم يعد مجديا، ولابد من نظام متعدد الأقطاب، وذلك خلال زيارة مثيرة لروسيا استمرت عدة أيام.
تفجرت أسئلة ضخمة، حول مدى صحة سعي كل من روسيا والصين لإقامة تحالف عسكري عالمي، وهو ما يذكر بعقود سابقة، وانقسام العالم لحلف الناتو وحلف وارسو ومعسكرين الشرقي والغربي.
توتر عالمي
وعلى وقع اشتداد التوتر العالمي بين روسيا والغرب بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، والتقارب مع الصين، رد الرئيس الروسي بوتين أن بلاده لا تنشئ تحالفا عسكريا مع بكين.
وأوضح بوتين، أن روسيا لا تهدد أي بلد، وذلك خلال رده في حديث لقناة “روسيا-24” على سؤال فيما إذا كان التعاون بين موسكو وبكين تهديدا للغرب.
تعاون وليس تحالف
وأضاف بوتين: “لا، هذه المزاعم لا تتطابق بتاتا مع الواقع”. وواصل، روسيا لا تشكل أي تحالف عسكري مع الصين، بل لديها تعاون في المجال العسكري والفني. لافتا أن بلاده تتبع نهج الشفافية، ولا أسرار لديها، على حد قوله.
وبالرغم من أن الصين، لم تؤيد صراحة حملة موسكو العسكرية التي شنتها على جارتها الغربية أوكرانيا، إلا أنها لم تنتقد روسيا، بأي شكل بل حملت أكثر من مرة حلف شمال الأطلسي مسؤولية استفزاز روسيا.
شراكة استراتيجية
وكان الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين أعلنا عن شراكة استراتيجية في موسكو قبل أيام، تهدف إلى التصدي لنفوذ الولايات المتحدة، وقالا إنه لن يكون بها مجالات تعاون “محظورة”.
ودفعت الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا واشنطن إلى فرض العقوبات على موسكو، ما دفع الأخيرة إلى الاتجاه أكثر بعد نحو الحضن الصيني.
وانتقدت بكين سابقا ما وصفته بالأحادية، داعية إلى نظام دولي جديد قائم على الحوار والتعاون، في انتقاد مباشر للسياسة الأمريكية.
تقارير مبالغ فيها
وإزاء القلق الغربي، والأمريكي الواسع من امكانية تشكيل روسيا والصين تحالف عسكري، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الصين لم تُرسل أسلحة إلى روسيا منذ أن بدأت قوّات بوتين عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وتابع بايدن، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وأنا أسمع أنّ الصين ستزود روسيا بأسلحة مهمة.. لم يفعلوا ذلك بعد.. هذا لا يعني أنّهم لن يفعلوا ذلك، لكنهم لم يفعلوه بعد”. بحسب قوله. مشددا: أنا لا أستخفّ بالصين. أنا لا أستخفّ بروسيا، لكن التقارير عن التقارب بينهما ربما كانت مبالغًا فيها.
زواج مصلحة
واختلف وزير الخارجية الامريكي، بلينكن مع رئيسه، وشبه بلينكن التقارب الحاصل بين روسيا والصين بـ”زواج مصلحة”، مشددا على أن بكين لم تزود حتى الآن موسكو بأسلحة فتاكة لدعم القوات الروسية في حربها على أوكرانيا.
وأمام جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي قال بلينكن:”بما أن لديهم وجهة نظر عن العالم مختلفة تماما عن وجهة نظرنا فقد دخلوا في زواج مصلحة، لست واثقا من أنه عن اقتناع.
وأضاف بلينكن، من الواضح أن روسيا هي الشريك الأضعف في هذه العلاقة، لست متأكدا من أن روسيا أو رئيسها بوتين يريدان نظاما عالميا، إنهما يريدان فوضى عالمية!
وكان قد أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينج، زيارة إلى موسكو، مؤخرا، جدد خلالها دعوته لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وفقا لخطة سلام طرحتها بكين، لكن هذه الدعوة شككت فيها واشنطن التي تخشى أن تستغل موسكو أي هدنة مماثلة لرص صفوف قواتها المشتتة في ميادين القتال بأوكرانيا.
وخلال الزيارة، التي أثارت المخاوف الغربية، اعتبر شي وبوتين أن العلاقة “الخاصة” بين بلديهما دخلت “حقبة جديدة” في مواجهة الغرب.