(بعد تصفية ناشط والتهديد بهدم عشرات المنازل الأثرية).. غضب شعبي وثقافي عارم ضد الحوثي في اليمن: أوقفوهم

في الوقت الذي استؤنفت فيه العلاقات السياسية، بين كل من السعودية وإيران، بالموافقة على إعادة فتح السفارتين، ووسط ملفات عدة معلقة، يتوقع أن يتم بحثها خلال الفترة المقبلة، فإن الملف اليمني يبقى الأكثر سخونة واستفزازا.

ويرى مراقبون، أن حسم القضية اليمنية وبالخصوص “مصير الحوثي”، سيكون النجاح الأكبر للبلدين وسيكون بادرة طيبة للغاية من جانب إيران لاستمرار علاقاتها حسنة بجيرانها الخليجيين.


غضب شعبي
وكانت قد كشفت جنازة الناشط اليمني حمدي عبد الرزاق في مدينة إب اليمنية، عن كمية غضب مكبوت في صدور اليمنيين ضد الميليشيات الحوثية، بعدما ردد الآلاف من المشيعين، هتافات منددة بالجماعة وزعيمها، وقالو:” “الحوثي عدو الله”.

وجاءت وفاته من قبل الميليشيات الحوثية، والتي اعتقلته في أكتوبر الماضي بعدما حاصرت الحي الذي يسكنه في مدينة إب، على خلفية بثه مقاطع فديو ينتقد فيها فساد الجماعة وقادتها ويدعو إلى مواجهتها.


الميليشيات الحوثية
وبعدما سلمت الميليشيات الحوثية، جثمان الناشط إلى ذويه شهدت جنازته حضور الآلاف من المشيعين وسط هتافات تصف الحوثي بأنه “عدو الله”، وأخرى تدعو إلى رحيل الحوثيين من المحافظة مع إطلاق الرصاص في الهواء تعبيرا عن حدة الغضب.
واستنكر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، استمرار الصمت المطبق من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات وهيئات حقوق الانسان إزاء هذه الجرائم النكراء التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الصحفيين والاعلاميين والنشطاء، من اختطاف وإخفاء قسري، وتعذيب نفسي وجسدي، ومحاكمات صورية، وصولا للتصفية الجسدية.


جرائم الحوثي
وطالب الإرياني، عبر حسابه على تويتر، بموقف يرقى لحجم تلك الجرائم، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا الحوثية.
وعلق مصدر بمكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ، وفق وسائل اعلام، إن اجراءات المليشيات الحوثية التي أعقبت جنازة عبدالرزاق، بما فيها الاعتقالات التعسفية الواسعة التي طالت الشباب الغاضب “تعكس مدى الرعب الذي تصنعه الاصوات الوطنية المطالبة بالحرية في قلوب قيادات الجماعة، ومشرفيها الطارئين، وتؤكد مدى ضعفها وهشاشتها امام الإرادة الشعبية الملهمة”.

ووصف المصدر المسيرات والهتافات، والشعارات المنددة بالمليشيات وقاداتها، واجهزتها القمعية، بأنها “تعبير حقيقي عن جميع ابناء شعبنا الذين تداعوا في كل مكان لتأييدها، ومناصرتها، ومنحها زخما ثوريا أوسع، مستلهمة من الشهيد، شجاعته، وبطولته”.



إجهاض الثقافة اليمنية
على صعيد آخر استشاط الغضب ضد الميليشيات الحوثية، بعدما وجّه مثقفون ونشطاء يمنيون دعوات استغاثة، لوقف مخطط الميليشيات الحوثية لهدم 500 مبنى أثري، في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني لـ”اليونيسكو”، حيث يشمل ذلك هدم أربع من أهم الأسواق الحرفية في المدينة بهدف إقامة مزار طائفي!

ويخشى المثقفون اليمنيون من أن يؤدي سلوك الحوثيين، الذي يستهدف مصادر دخل المئات من الأسر، إلى إخراج المدينة العتيقة من قائمة التراث العالمي، حيث تستهدف الميليشيات تغيير التركيبة الديموغرافية للعاصمة اليمنية المختطفة.


المدينة القديمة
وطالب بيان المثقفون الحوثيون، سلطة الانقلابيين الحوثيين بالعدول عن تنفيذ فكرة بناء المزار؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تضرر الناس في مساكنهم وأماكن تجارتهم، معلنين التضامن مع سكان المدينة القديمة.
وياتي هذا فيما حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، من هذا المخطط، وقال في تصريحات رسمية إن الميليشيات، باشرت بوضع الخطط الإنشائية لإزالة الأسواق الأثرية الأربع، وتحويلها إلى مزار على الطريقة الإيرانية، غير آبهة بوضع المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1981، وقائمة مواقع التراث العالمي المعرّضة للخطر في يوليو 2015.


هوية دخيلة
ولفت الإرياني إلى أن الميليشيات الحوثية سبق أن قامت بهدم مسجد النهرين التاريخي وتسويته بالأرض، والعبث بمواد بنائه وأحجاره التي لا تقدر بثمن، وهو أحد أقدم المساجد الأثرية في العالم، وأبرز المعالم التاريخية في مدينة صنعاء القديمة، وتم بناؤه على يد أحد الصحابة في القرن الأول الهجري، ويزيد عمره على 1300 عام.

لافتا: أن ما تقوم به الميليشيا الحوثية من استهداف وتدمير ممنهج للمواقع الأثرية والتراثية يندرج ضمن مخططها لتجريف الهوية والموروث الثقافي والحضاري والتاريخي لليمن، واستبدال هوية دخيلة مستوردة من إيران.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون