قالوا زمان إن “الحاجة أم الإختراع”، والجملة معناها ببساطة جدا، إن الإنسان عند إحتياجه لشىء يظل يفكر ويفكر حتى يصل فى النهاية لإختراع شىء جديد يسد حاجته، ربما هى عباره شائعة ونكررها كثيرا ولكن ماهى قصتها ؟؟
يقال أنه كان هناك غراب يحلق فى السماء ذهابا وإيابا أوشك أن يموت عطشا، وأثناء تحليقه فى السماء لمح من بعيد إبريقا على جدار منزل وفيه ماء ففرح الغراب كثيرا بما رآه، واتجه الغراب إلى الإبريق حتى وصل إليه، لكن لم تكتمل فرحته حيث وجد الماء فى قاع الإبريق ولن يستطيع الوصول إليه ، فماذا يفعل الغراب؟
طار الغراب مرة أخرى لكن لم يستطيع الطيران نتيجة حالة العطش الشديدة، فعاد مرة أخرى إلى الإبريق، وكرر محاولاته للوصول إلى الماء لكن دون جدوى، وبعدها خطرت للغراب فكرة برأسه، قام بإدخال الأحجار داخل الإبريق حتى يرتفع منسوب الماء داخله، وعندما اقترب الماء شرب الغراب وارتوى، وكان هناك رجلأً يراقب ماحدث ومن إندهاشه من تصرف وذكاء هذا المخلوق الضعيف قال هذا المثل المعروف بأن”الحاجة أم الإختراع”.
هذا بالطبظ مافعله صاحب أحد محال الفوانيس بوسط البلد الذى إعتاد على الإستعداد كل عام لاستقبال شهر رمضان الكريم، ببيع البهجة والسرور للناس، والتى كان لايخلوا منها شارع أو حارة أو بيت ولا حتى أيادى الأطفال وهى”فانوس رمضان”، فقد إعتاد الأطفال كل عام بتجميع الأموال من الجيران، لشراء الزينة والأنوار وفانوس كبير يعلق فى وسط الشارع، أما هذا العام فالأمر إختلف فى ظل إرتفاع الأسعار ومعاناة المواطنين فى توفير إحتياجاتهم الضرورية والأساسية، وفى ظل إستغنائهم عن كثير من متطلباتهم لضيق اليد، فلم يعد أحد قادر على تحمل أى نفقات زيادة، وبالتالى لن يكون هناك إقبال من الأهالى على المشاركة فى تزيين الشوارع، والمساهمة مع الأطفال فى نشر الفرحة والإبتهاج بالشهر الكريم.
ولأن الحاجة أم الإختراع فقد لاحظ صاحب محل الفوانيس أن شراء الفوانيس أصبح يتم على إستحياء، وأنه لن يجنى من تجارته إلا القليل، ففكر فى فكرة إستغل فيها حب وشغف الناس بالتصوير، وهوسهم بالسوشيال ميديا، وتباهيهم بما يمتلكون ويأكلون ويشربون ويرتدون ونشر كل مايتعلق بحياتهم على صفحاتهم للعامة، وكانت فكرته عبارة عن ورقة معلقة على فانوس رمضان ومكتوب عليها أن ثمن الصورة مع حضرة الفانوس بـ خمسة جنيهات.
هذا التصرف أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعى، فالبعض وصف ما فعله بكونه “سبوبة مستفزة” واستغلالا لارتفاع الأسعار، بينما التمس البعض الآخر له الأعذار كون أن هذا العام لن يبيع بنفس قدر الأعوام الماضية مما يدفعه لمحاولة تحقيق مكاسب بأي طريقة.
فيما سخر آخرون من الصورة المتداولة، واعتبروها محاولة من صاحب المحل لتصدر “الترند” وتساءلوا: “هل ملتقط صورة اليافطة دفع 5 جنيهات بعد التقاطها ونشرها على منصات التواصل؟”.
وسواء كان هذا أو ذاك، فصاحب محل الفوانيس فكر بفطرته وبعقلية التاجر، وإستطاع أن يجد حل ربما يساعده على تحقيق هامش ربح معقول يعوضه عن خسارته المتوقعة، وأكاد أجزم بأن فكرته قد لاقت إستحسان بعض الناس وخاصة الشباب من رواد مواقع التواصل الإجتماعى، وقريباُ ستجدون على صفحاتهم صورهم مع حضرة الفانوس أبـــو خمسة جنيه…
وكل عام وحضراتكم بخير.
آخر المقالات من عرب تريبيون
ذكرت صحيفة ديفينسا سنترال الإسبانية أن الذكاء الاصطناعي كشف عن هوية الفائز بالبالون دور في العام
أعلن أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك السابق، عن موعد الإعلان عن النادي الذي سينتقل له بعد
تصدر تشانغ يي مينغ مؤسس شركة “بايت دانس” مالكة تيك توك قائمة هورون لأثرياء الصين اليوم
أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، أن قوات كورية شمالية، ترتدي البدلات العسكرية الروسية،
جلس دونالد ترامب، الأربعاء، وراء مقود شاحنة لجمع القمامة من أجل الإجابة على أسئلة الصحافيين مع