إن المتشدقين إخوان الشياطين..وأمريكا!

ما يزال بين ظهرانينا من يبيعهم ويشتريهم الكلام المعسول؛ الحرية، والديموقراطية، والوحدة العربية الشاملة، وفلسطين من النهر إلى البحر، وتماثيل رخام ع الترعة وأوبرا، والاشتراكية التي تعني إن كل مواطن مساو لكل مواطن آخر بغض الطرف عن تباين طبيعة المواهب، ونوع العمل والجهد المبذول..
إن المتشدقين إخوان الشياطين!
ولن تجد متشدقاً يطرح عليك خطة عملية قابلة للتنفيذ في أي قطاع، لكي يحقق فعليا ما (يتشندق) بع.
فهم (بتوع كلام)، ومهاراتهم تنحصر في محاصرة وعيك بالألفاظ المُستفة، التي تبدو أنيقة من الخارج، وخاوية من الداخل.
اسأل أحدهم: ما خريطة طريقك المُقترحة لتحويل مصر إلى ألمانيا في الصناعة، وسويسرا في الصيرفة، وكندا في الزراعة، وقطر في الغاز، والسعودية في النفط، وسنغافورة في تقدم العنصر البشري؟
فيرد عليك قائلاً: لا تغرقني بالتفاصيل أيها العميل!
ناولني انت بس السُلطة، وأنا هعملك أحسن سَلطة!
وهخليك يا ويكا
أحسن من أمريكا!
..
وما هي أمريكا؟
ولماذا هي بالنسبة للكثيرين في العالم
سبيكة فريدة
من العظمة والتدنّي
من دفئ الإنسانية وبرودة البزنس
ومن التقدم في التكنولوجيا والتخلف في استخدامها
..
لماذا تربط غيرَ الأمريكيين بأمريكا علاقةٌ تشبه الاختيار الذي يُعرض عليك أحياناً وأنت تملأ صفحة التعارف:
١-مرتبط
٢- غير مرتبط
٣- وضعي العاطفي معقد
..
نعم بالضبط
وضعنا معقد أيما تعقيد
مع الست أمريكا ذات الأشواك والعناقيد..
..
سأختصر لكم تلك التجربة المذهلة المسماة الولايات المتحدة الأمريكية بتأمل حكاية فيلم اسمه أڤاتار
عُرض عام ٢٠٠٩ وتدور حكايته الخيال علمية حول شركة جشعة ترسل البشر لكوكب طازج بريء ليسرقوا موارده عن طريق نقل وعيهم لأجساد تشبه أجساد سكان الكوكب الأصليين، تمهيدا لتدميره.
المهم
ودون تفاصيل كثيرة
اعتُبر الفيلم صرخة غضب في وجه الشركات التي لا يهمها إلا الربح ولو على حساب تدمير الأرض.
تكلف الفيلم ٢٤٠ مليونا وربح ثلاثة مليارات.
..
أي أن الشركة التي أنتجته ورضيت بأن يكون مضمون الفيلم هو رفض الجشع الرأسمالي على حساب الكائنات الحية
دخل جيبها ٣ مليار.
والآن يعرض الجزء الثاني ودخله يقترب من مليارين ونصف المليار.
ويقول المخرج جيمس كاميرون إنه يخطط لفيلمين آخريْن من سلسلة آڤاتار
ربما لكي يتمم أرباحه ربع ترليون.
..
وأظن أن أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُراكم الثروات لشركاتها عن طريق سلسلة أفلام تهاجم جشع الشركات.
..
يقول الشاعر الإماراتي كريم معتوق في قصيدته
هل يحب اللهُ أمريكا؟

وجعي ينزفُ في الملهى
ولا تسكتُ موسيقى الصباحْ
أنا لا زلتُ وأمريكا كما كانتْ
تبيعُ الموتَ والحبَّ بأكفان السلاحْ
هل يحبُ اللهُ أمريكا؟
..
سلامْ …
ظلمُ أمريكا لنا ظلمُ سلامْ
قتلُ أمريكا لنا قتلُ سلامْ
حينما تدخلُ أمريكا من البابِ
فمن كل زوايا البيتِ
ينفضُّ الحمامْ
لا تقلْ أفٍ لأمريكا
ولها فاخفضْ جناحَ العـزِّ
يا نسلَ الكرامْ
*
إن يداً لستَ عليها قادراً
قبـّلِ الكفَّ بعنفٍ
ثم فلتدعُ عليها بالألمْ
وإذا حاجتكَ الآن مع الكلبِ
فقلْ يا سيدي أنتَ ويا سِـيْدَ الأممْ
هذه كانتْ وصايا سَيـّدٍ ماتَ
وقد كان علينا محترمْ
والذي يعشقُ أمريكا هم الناسُ
ولا يكرهها غيرُ الغنمْ
*
والذي يرسمُ (U.S.A ) على الصدرِ
على الرأسِ سيبقى
من رعايا الرسمِ آمنْ
وسيبقى معدناً غير المعادنْ
قيلَ والناسُ معادنْ
فادخلِ السّلمَ على عكازةِ العزمِ ستلقى
سيفَ أمريكا إلى عزمك ضامنْ
هي بعدَ الله ترعاكَ
وبعدَ الله ضامنْ
..
ما أعرفه يقينا
أننا نحن العربَ
ليس لنا بعد الله
سوى أنفسنا
ضامن.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون