رئيس التحرير يكتب: السوشيال ميديا بين فوضى التعبير وضرورة التنظيم: هل نملك خطة لإنقاذ الحوار الرقمي

في عصر تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على تفاصيل حياتنا، بات من الضروري إعادة التفكير في طبيعة استخدامنا لهذا الفضاء الرقمي. تمامًا كما نُخطط المدن وننظم الشوارع لضمان انسيابية الحركة وراحة السكان، يستوجب علينا أن نُعيد ترتيب وتخطيط شبكات التواصل لضمان تواصل فعّال، هادف، ومحترم.

تخيل أن تُقسّم السوشيال ميديا إلى مناطق متخصصة: منطقة راقية للنقاشات الهادفة والحوارات البناءة، منطقة متوسطة للأحاديث اليومية والتفاعل العفوي، ومنطقة عشوائية تُخصّص لمن يريد فقط إحداث الفوضى وزرع التوتر. هذا التصنيف قد يخفف من الاحتكاكات ويحد من الضجيج الذي غالبًا ما يعيق الفهم والتفاعل الحقيقي.

لا يعقل أن تسير في شوارع “الزمالك” الرقمية وأنت تشعر بالراحة، ثم يقطع طريقك “توك توك” من الاتجاه المعاكس يرفع شعار: “إن لم تستطع إسعاد نفسي، فسأفسد مزاج الآخرين!”

التنظيم ليس حكرًا على الفضاء المادي فحسب، بل هو ضرورة ملحة في عالمنا الرقمي الذي يعج بالفوضى والارتباك. كثير من التداخلات الإلكترونية بلا هدف سوى إثارة الجدل، والتشويش على الحوار البناء.

علينا أن نطرح السؤال: هل نحتاج إلى إشارات مرور رقمية تضبط حركة التواصل، أم نترك الفوضى تزداد وتخرب معايير الاحترام والحوار؟

التخطيط والتنظيم هما السبيل لضمان بيئة رقمية صحية، تحترم حرية التعبير وتمنع الفوضى، لتصبح منصات التواصل أدوات حقيقية للبناء والتقدم

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون