الأهلي في المونديال: دروس قاسية وأخطاء لا تُغتفر

بعد انتهاء مشوار الأهلي في كأس العالم للأندية، خيّمت حالة من الجدل على الوسط الرياضي، فبينما كان الجميع يترقب فوزًا يُشرف مصر باعتباره ممثلها الوحيد، جاءت النتائج مخيبة للآمال.

ورغم لحظات التألق، خصوصًا في مباراة بورتو، إلا أن هذا الظهور الجيد كان مرتبطًا بشكل أساسي بتراجع مستوى بورتو الدفاعي، خاصة أن المباراة لم تكن حاسمة بالنسبة لهم، نظرًا لاعتماد نتيجتهم على مباراتي بالميراس وإنتر ميامي.

الأهلي أضاع فرصًا ثمينة أمام فريق يلعب لأداء مشرف فقط دون ضغط حقيقي ويفتقد إلى التركيز الدفاعي. أما من الناحية الفنية، فقد جاءت أهداف الأهلي نتيجة أخطاء ساذجة من الخصم لا من خلال جمل تكتيكية واضحة.

أليو ديانج كان نقطة مضيئة بقوته البدنية وتحركاته، لكنه كان وحيدًا في وسط الملعب الذي افتقد إلى الترابط مع الدفاع، ما ساهم في استقبال أهداف سهلة يتحمل مسؤوليتها أيضًا الحارس الذي لم يكن في أفضل حالاته. الأهلي يمتلك مجموعة من اللاعبين المميزين، لكن يظل غياب التنظيم هو العائق الأكبر، فامتلاك أدوات قوية دون من يعرف كيفية استخدامها يجعلها بلا جدوى، كالسلاح المحجوز في المخزن دون مقاتل مؤهل.

والسؤال الآن: هل يعود الأهلي إلى ترتيب أوراقه من جديد؟ هل يستعين بالكفاءات ويبتعد عن المجاملات التي أضرت بمستوى الفريق؟ هل يتوقف الإعلام المرتبط بالنادي عن إذكاء الفتنة والتحريض، ويعود للتركيز على دعم الرياضة كأخلاق وتنافس شريف وليس صراع وعداء؟ المرحلة القادمة تتطلب تغييرًا في الفكر قبل الأسماء، فعودة الأهلي تبدأ من الداخل، من منظومة تعيد احترام الشعار لا فقط رفعه.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون