الكويت.. نهج إنساني ودور إقليمي يعكس حكمة القيادة وعمق الرؤية - عرب تريبيون

الكويت.. نهج إنساني ودور إقليمي يعكس حكمة القيادة وعمق الرؤية


على مر العقود، أثبتت دولة الكويت أن السياسة لا تُقاس فقط بحجم الجغرافيا أو الموارد، بل بالمواقف الثابتة، والقدرة على التوفيق بين المبادئ والمصالح. وبهذا النهج المتزن، رسّخت الكويت مكانتها كدولة رائدة في العمل الإنساني، وصوتًا عاقلًا في محيط مضطرب، تُقدَّر مواقفها وتحظى بثقة مختلف الأطراف.

ما يُميّز الكويت في دورها الإقليمي والدولي ليس فقط دبلوماسيتها الحكيمة، بل حضورها الإنساني الثابت في كل أزمة، حيث لم تغب يومًا عن ساحة المساعدات أو المبادرات الإنسانية. وتُعد مؤتمرات المانحين التي استضافتها أو شاركت بها الكويت مثالًا حيًا على التزامها الأخلاقي والدولي تجاه الشعوب المنكوبة، لا سيما في أزمات سوريا واليمن وفلسطين.

وقد نالت هذه الجهود الإنسانية احترامًا دوليًا واسعًا، تُوِّج بإعلان الأمم المتحدة الكويت مركزًا للعمل الإنساني في عام 2014، وتكريم الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بلقب “قائد للعمل الإنساني”، وهو تكريم نادر يؤكد خصوصية النهج الكويتي في خدمة القضايا الإنسانية بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.

واليوم، يتواصل هذا النهج بنفس الرصانة والمصداقية تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، اللذين أكدا في أكثر من مناسبة أن الكويت ستبقى وفية لمسارها الإنساني والدبلوماسي، وأن مواقفها تجاه الشعوب المتضررة ليست خيارًا سياسيًا، بل التزامًا تاريخيًا وقيمًا وطنية راسخة.

تدرك القيادة الكويتية أن الثقل السياسي لا يُقاس بالصوت العالي، بل بمدى احترام العالم لرؤية الدولة ومواقفها. ومن هنا، تواصل الكويت تقديم نفسها كجسر للحوار، ومنصة للوساطة، ويدٍ ممتدة لكل من يحتاجها دون تمييز، في نموذج نادر في السياسة الإقليمية والدولية.

وختامًا، فإن الكويت ليست فقط دولة مانحة، بل دولة مبادئ، وموقعها المتقدم على خارطة العمل الإنساني والدبلوماسي هو انعكاس مباشر لقيادة حكيمة، جعلت من الثوابت الوطنية بوصلتها في التعامل مع العالم، فاستحقت الاحترام، واكتسبت ثقة المجتمع الدولي

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون