أمام متجره المتواضع في وسط دمشق، يعرض باسل الساطي جوارب بألوان وأشكال مختلفة بها صور كاريكاتورية للرئيس السابق بشار الأسد، الذي بات اسمه وعباراته، مادة للسخرية والتندّر بين السوريين.
على الجوارب البيضاء المعلّقة بشكل واضح للزبائن، ترافق الرسوم عبارات ساخرة، مثل كلمة “ندوسهم” قرب صورة بشار الأسد، في إشارة الى سحق معارضيه خلال النزاع الذي اندلع في في 2011. وعلى بعضها أيضاً صورة والده الرئيس السابق حافظ الأسد مع تعليق “هكذا تنظر الأسود”. أما صورة شقيقه ماهر، فمعها عبارة “ملك الكبتاغون”، في إشارة الى تحكمّه من خلال الفرقة الرابعة التي قادها في تجارة المادة المخدرة التي حوّلت سوريا في السنوات الماضية إلى”دولة مخدرات”، وفق حكومات غربية ومنظمات غير حكومية.
ويقول الساطي في شارع الحمرا: “يُقبل المغتربون الوافدون من خارج سوريا على شراء هذه الجوارب، للاحتفاظ بها والسخرية من عائلة الأسد” التي حكمت سوريا بقبضة من حديد أكثر من 5 عقود.
جوارب تحمل صور عائلة الأسدوتتصدّر واجهة محل بيع الهدايا، لوحات ملونة، بعضها مرتبط بالثورة السورية، وأخرى تحمل اقتباسات لشعراء وكتاب معروفين. في الداخل، وتتوزّع على الرفوف أوشحة، وجوارب وهدايا مختلفة.
على أرض المحل، وضع الساطي صوراً للأسد، ويدعو زبائنه الى دوسها. ويقول: “إنه احتفال من نوع آخر، لجميع السوريين الذين لم يتمكنوا من الاحتفال في ساحة الأمويين عقب سقوط النظام”.
وعمّت الاحتفالات ساحة الأمويين أياماً بعد الإطاحة بالأسد. وتجمّع سوريون من مناطق عدة رافعين علم الاستقلال ذي النجوم الثلاث، الذي اتخذته المعارضة رمزاً لها منذ 2011، وأمسى العلم الرسمي للبلاد بموجب الإعلان الدستوري المؤقت بعد سقوط حكم الأسد.
بعد وصولها الى دمشق، إثر غيابها 10 أعوام، في ألمانيا هرباً من الملاحقة الأمنية، توجهت عفاف سبانو، إلى سوق الحريقة في دمشق القديمة بحثاً عن “جوارب الأسد”، تلبية لطلبات العشرات من أصدقائها. وتقول سبانو: “لم أجد أفضل من هذه الهدية لأصدقائي الذين لم يتمكنوا من المجيء الى سوريا والاحتفال بسقوط النظام”.
وتضيف وابتسامة على وجهها “اشتريت أكثر من عشر قطع لأصدقائي، بعدما نشرت صورة على حسابي على إنستغرام. لم نكن نجرؤ على السخرية منه، حتى في خيالنا”.
نشرب المرطبات؟
بعد أيام من الإطاحة بالحكم السابق، لمعت فكرة طباعة صور الأسد بشكل كاريكاتوري في مخيّلة زياد زعويط “وسيلة انتقام” من الرئيس المخلوع الذي فر مع أسرته ومقربين منه إلى موسكو. وبدأ زعويط بالفعل إنتاج قطع سرعان ما لاقت رواجاً كبيراً، فضاعف الكميات. ويقول:”الناس يكرهونه، وقد انتقمتُ منه بهذه الطريقة”.
بعدما أنتج ألف زوج يومياً في الأسبوع الأول من طرحها في الأسواق، اضطر ليضاعف الكمية 3 مرات في الأسابيع اللاحقة، خاصةً أن ثمن الدزينة لا يتجاوز 3 دولارات، بسعر الجملة، ويباع الزوج الواحد بنحو دولار في السوق.
وبلغ إنتاجه أكثر من مئتي ألف زوج خلال ثلاثة أشهر فقط. وتحوّلت صور الجوارب الى “محتوى غني” على مواقع التواصل الاجتماعي، والبرامج التلفزيونية الساخرة.
ولم يقتصر الأمر على صور الأسد، بل تعداه الى عبارات صرّح بها الأسد، أبرزها في معرض رده على إبداء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أشد خصومه، استعداده مراراً للقائه قبل أكثر من عام على الإطاحة به. حبث قال الأسد في مقابلة في أغسطس (آب) 2023: “لماذا نلتقي أنا وإردوغان؟ لنشرب المرطبات مثلاً؟”.
ومنذ الإطاحة به، تحوّلت هذه العبارة الى مادة تندّر على التواصل الاجتماعي، وطُبعت على ملصقات علّقتها محال بيع العصائر على واجهاتها.
آخر المقالات من عرب تريبيون
نعرف جيدًا إلى أين تمضي الأرواح الطيبة بعد الرحيل، نؤمن بأنها تصعد إلى السماء، إلى رحمة
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف من أن الوضع في غزة يزداد سوءا يوما بعد آخر،
أعلن حرس الحدود الإيراني أنه تم إسقاط وتدمير 44 طائرة مسيرة وطائرة صغيرة تابعة للكيان الإسرائيلي
أعلن الحرس الثوري الإيراني، أن منشآت إسرائيلية لإنتاج وقود الطائرات ومراكز إمدادات الطاقة تعرضت لهجمات واسعة
تعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية، ومنظمة الأبحاث والابتكارات الدفاعية في طهران، لهجوم إسرائيلي، أسفر عن أضرار