بعد الحرب والجوع المرض..الغزيون يخشون تفاقم معاناتهم بعد قرار إسرائيل احتلال القطاع

شدد فلسطينيون في غزة، الإثنين، على قلق شديد من خطة إسرائيل توسيع العمليات العسكرية و”السيطرة” على القطاع، بعد أن أنهكتهم الحرب، وشح الماء، والطعام، والدواء.

وقال فلسطينيون في مناطق متفرقة من القطاع إن الخطة الجديدة لن تغير من الواقع شيئاً، فهم يواجهون يومياً أهوال الانفجارات الناجمة عن الغارات، والقصف المدفعي، والبحري، والتي توقع كل يوم مزيداً من القتلى والجرحى.

وقال عوني عوض، النازح في خيمة في خان يونس في الجنوب، إن الوضع “كارثي ومأسوي، ولم تبق لا قيم ولا حقوق إنسان في العالم، أطفال غزة ضحية للمخططات الإسرائيلية لاستمرار الحرب والإبادة والمجازر والتجويع والتعطيش”.وأضاف أنه يشعر “بقلق حقيقي من خطتهم، غزة لا تعرف إلا الموت على مدار الساعة والعالم يتفرج”.

ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر، الإثنين، على توسيع العمليات لتشمل “السيطرة” على القطاع وتعزز فكرة الهجرة الطوعية، ونقل السكان إلى الجنوب، مرة أخرى. كما وافق المجلس على إمكاية تولي توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي خانق.

وقال محمد الشوا، وهو من منطقة الرمال غرب مدينة غزة، إن الإعلان “كلام للإعلام فقط، لأن قطاع غزة كله محتل ولا توجد أي منطقة آمنة”. وأضاف “لا طعام لدينا ولا دواء، وخطة توزيع المساعدات الإسرائيلية تضليل للرأي العام العالمي. أكبر همِّ لنا هو وقف الحرب، وتأمين الطعام ومياه الشرب يومياً، إسرائيل تقتل الفلسطيني في غزة بالقصف، وبالرصاص، أو بالتجويع، والحرمان من العلاج، وتمنع كل مقومات الحياة عن مليونين ونصف مليون إنسان، ارحموا غزة”.

ورفضت حركة حماس الخطة الإسرائيلية ورأت في المساعدات “ابتزازاً سياسياً” في الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف عام.

واتهمت مجموعة من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأراضي الفلسطينية، إسرائيل بمحاولة “تقويض نظام توزيع المساعدات القائم، وإجبارنا على قبول تسليم الإمدادات عبر مراكز إسرائيلية تحت شروط تضعها القوات العسكرية الإسرائيلية”.

وقالت آية السكافي وهي من سكان مدينة غزة، إن رضيعتها، 4 أشهر، توفيت الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية، ونقص الدواء. وأضافت “كانت تبلغ أربعة أشهر ووزنها 2.8 كيلوغرام، وهو وزن قليل جداً. لم يكن الدواء متوفراً، بسبب سوء التغذية الحاد، عانت من حموضة الدم، ومن فشل كبدي، وكلوي، ومضاعفات أخرى عديدة. كما تساقط شعرها وأظافرها”.

وتخشى أم هاشم السقا، أن يلقى طفلها هاشم، 5 أعوام، مصيراً مماثلاً، إذ يعاني من فقر الدم، ولديه “شحوب دائم، وقلة اتزان، وعجز عن المشي بسبب سوء التغذية”. وقالت السيدة التي تعيش في حي النصر في شمال غرب مدينة غزة: “لا يوجد طعام ولا دواء ولا مكملات غذائية. الأسواق خالية من الطعام، ولا شيء في العيادات الحكومية والصيدليات”.

تقول وزارة الصحة في غزة إنها “سجلت عدداً من الوفيات بسبب سوء التغذية”، قائلة إن حياة العديد من الأطفال في خطر.

من ناحيته قال المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة منذر الحايك، إن إسرائيل “بدأت فعلياً تنفيذ خطة جديدة لتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني” من قطاع غزة “بالضغوط العسكرية والاستمرار في حرب الإبادة والتجويع والتعطيش”.

وفي مارس (آذار)، قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن خطة دونالد ترامب المثيرة للجدل لإخلاء قطاع غزة، وترحيل سكانه إلى دول أخرى “تتبلور، مع خطوات متواصلة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، تشمل تحديد الدول الرئيسية، وفهم مصالحها، سواء مع الولايات المتحدة أو معنا، وتعزيز التعاون”.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون