“نصر للحوار والسلام وخطوة مهمة”.. ترحيب دولي وعربي واسع باستئناف العلاقات بين الرياض وطهران واعتبارها صفحة جديدة

ترحيب عربي ودولي واسع، وردود أفعال ضخمة على مدار الساعات الماضية، بعد إعلان كل من السعودية وإيران توصلهما إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.

ويرى مراقبون وسياسيون، أن الاتفاق بين البلدين والذي حظى برعاية من جانب الصين، يمثل صفحة جديدة بين الرياض وطهران، ومن شأنه ان يكون دفعة لقضايا عدة معلقة واشتباكات أمنية وسياسية في ملفات متنوعة.


تفضيل الحوار
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس الجمعة، إن استئناف العلاقات مع إيران، يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحوار، مضيفاً أن المصير الواحد لدول المنطقة يجعل من الضرورة بناء نموذج للاستقرار.

وكتب الأمير فيصل بن فرحان على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة. مضيفا:”يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا”.

وأوضح بيان مشترك بين كل من السعودية وإيران والصين، إن الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في بكين، يتضمن عقد وزيري الخارجية السعودي والإيراني اجتماعاً لتفعيل تلك الخطوات وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.


تفعيل اتفاقية التعاون الأمني
وأضاف البيان الثلاثي، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن طهران والرياض اتفقتا أيضاً على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في عام 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في 1998.

وتابع البيان، أن الاتفاق تضمن تأكيد السعودية وإيران على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.


ترحيب عربي
ورحبت سلطنة عمان البيان الثلاثي المشترك حول استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية. فيما شكرت الدول الثلاث في بيانها سلطنة عُمان والعراق على استضافتهما محادثات سابقة.

ورحب العراق، باستئناف العلاقات بين الرياض وطهران. وقالت وزارة الخارجية العراقية، إن الاتفاق ستُفتح بموجبه “صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين”. واعتبرت خارجية العراق، أن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يعطي دفعة نوعية للتعاون بالمنطقة.

ورحبت الإمارات العربية المتحدة، باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، مثمنة في الوقت ذاته دور الصين، وأكدت إيمانها بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة لترسيخ مفهوم حسن الجوار.

ورحبت كذلك الخارجية الأردنية، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأعربت عن أملها في أن يسهم الاتفاق السعودي الإيراني بتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأن يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.


خطوة مهمة
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: “نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية وإيران في بكين في 10 مارس، والذي ينص على إعادة العلاقات الدبلوماسية. نهنئ إيران والمملكة العربية السعودية على هذه الخطوة المهمة التي اتخذوها تماشيا مع عمليات التطبيع التي سادت منطقة الشرق الأوسط منذ فترة، ونعتقد أن هذا التقدم في العلاقات بين البلدين سيسهم بشكل كبير في أمن واستقرار وازدهار منطقتنا”.


تخفيف حدة التوتر
من جهتها، أعلنت مصر أنها تتابع باهتمام اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وتتطلع إلى أن يسهم في تخفيف حدة التوتر في المنطقة. وفي بيان صدر عن الخارجية المصرية أعربت مصر عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار.

إلى ذلك، أعلنت الجزائر ترحيبها بعودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية مع إعادة فتح سفارتي البلدين في الأسابيع المقبلة.

وأعرب بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج عن ارتياح الجزائر للأجواء الإيجابية التي ميّزت المباحثات التي جرت بين البلدين الشقيقين برعاية جمهورية الصين الشعبية الصديقة.

وقال البيان إن هذا الاتفاق الهام سيمكّن البلدين والشعبين الشقيقين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات عبر الحوار مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم.


عودة الاستقرار
وبدوره، رحب البرلمان العربي باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية. وأكد البرلمان في بيان اليوم أهمية هذه الخطوة من أجل عودة الاستقرار بالمنطقة العربية، والسعي الحثيث لحل الأزمات العالقة، معربا عن أمله بأن تساهم أيضا في تخفيف حدة التوتر القائمة وتحقيق الأمان لشعوب العالم أجمع.

في سياق متصل، رحب مجلس التعاون الخليجي باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، وأعرب مجلس التعاون الخليجي عن أمله بأن يسهم الاتفاق السعودي الإيراني بتعزيز الأمن والسلام.


ترحيب أممي
وعلى المستىوى الدولي، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.

و عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عن امتنان الأمين العام للأمم المتحدة للصين لاستضافتها المحادثات الأخيرة، كما حيا الأمين العام للأمم المتحدة جهود دول أخرى في هذا الصدد وخصوصاً سلطنة عُمان والعراق.


نصر للحوار والسلام
وصرح المتحدث الأممي بأن علاقات حسن الجوار بين المملكة وإيران ضرورية لاستقرار منطقة الخليج.

وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، نصر للحوار والسلام.

وتابع وانغ يي:”إن استئناف العلاقات أنباء طيبة عظيمة في العالم المضطرب حالياً”، مشيراً إلى أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون