من المدارس إلى الجامعات.. النظام الإيراني يغرق في جريمة تسميم الطالبات

تفاقمت أزمة تسميم الطالبات في إيران، بعدما تزايد عدد الضحايا من الفتيات الإيرانيات اللاتي تم استهدافن بالهجمات الكيماوية في عشرات المدن الإيرانية منها طهران.

وتزايد الوضع سوءا، بعدما تكشف خلال الساعات الماضية، أن جهات متنفذة في إيران تقف وراء الهجمات الكيماوية على طالبات إيران، على خلفية تزايد حدة الاحتجاجات من جانبهن خلال الشهو الماضية، في أعقاب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى “شرطة الأخلاق” بدعوى “سوء الحجاب” خلال سبتمبر الماضي.


مظاهرات جديدة
ودعت مجموعة من الناشطات الإيرانيات إلى التظاهر في الشوارع في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس الجاري، وذلك للاحتجاج على ما وُصف باالهجمات الكيماوية على مدارس التلميذات يفي إيران.

وطالبت الدعوة الجميع، لا سيما الناشطين والناشطات والعمال والطلاب الانضمام إلى هذا الاحتجاج والدفاع عن الأطفال وحقوق الفتيات والنساء.

واعتبر رئيس إيران، إبراهيم رئيسي، خلال اجتماع حكومي، أن تسميم الطالبات حلقة أخرى ممن وصفه بالعدو، لإثارة التوتر والتهويل داخل المجتمع ونشر الخوف على حد تعبيره. فيما كا قد وجه الداخلية لعمل تحقيق في تسممي مئات من طالبات إيران الاسبوع الماضي.

وامتدت حالات تسميم الطالبات في إيران، من المدارس إلى الجامعات مع إعلان رئيس جامعة الأحواز للعلوم الطبية عن تسمم أكثر من 300 طالبة جامعية في الاحواز.


50 مدرسة
وعلق وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن الأجهزة الأمنية تتابع قضية تسمم الطالبات في عدة مدارس بالبلاد معترفا بأن أكثر من 50 مدرسة تشكو من حالات تسمم بعدما أفادت تقارير إعلامية باتساع نطاق الاحتجاجات بهذا الشأن في أكثر من مدينة لتشمل العاصمة طهران وأصفهان وكرمانشاه وأردبيل.


الانتقام من انتفاضة المرأة
وقالت تقارير إعلامية، أن حالات تسمم الطالبات شملت أكثر من 33 مدينة وبلدة في 17 محافظة، وسط اتهامات من قبل سياسيين ونواب وناشطين لجماعات “متشددة ومتنفذة” قالوا إن هدفها الانتقام من انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” التي هزت أركان نظام ولاية الفقيه خلال 5 أشهر من الاحتجاجات العارمة.

ووصفت “جمعية المدرسين والباحثين في حوزة قم الدينية” الهجمات على المدارس وتسميم الطالبات بأنها هجمات كيمياوية وبيولوجية، وتهدف إلى إثارة الرعب لمنع الفتيات من الدراسة وخلق الذعر والهلع”.

وحذرت الجمعية، السلطات الإيرانية من أنه في ظل المشاكل المعيشية وعدم كفاءة الحكومة وأزمة شرعية النظام، فإن مهاجمة المدارس وتسميم الطلاب لن تؤدي إلا إلى زيادة استياء المجتمع الغاضب من الحكومة.

وقال محمد رضا هاشميان، المتخصص في قسم الرعاية الخاصة بمستشفى “مسيح دانشوري” بطهران، في مقابلة مع صحيفة “هم ميهن”، إن الغازات المستخدمة في الهجمات ضد الطالبات لا يمكن الحصول عليها من قبل المواطنين العاديين.


معاقبة الطالبات
وقالت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، إن تلك الظاهرة الغريبة التي ضربت الطالبات في ايران، قد تكون شكلاً من أشكال العقاب على العصيان المدني الذي ظهر عبر الجامعات والمدارس خلال التظاهرات الماضية، التي حملت شعار “امرأة حياة حرية” وعمت مختلف مناطق البلاد لأشهر عدة، منذ مقتل الشابة مهسا أميني منتصف سبتمبر الماضي.

وعلقت تارا سبهري فار، الباحثة الإيرانية في منظمة هيومن رايتس ووتش:”يبدو أن تلك الهجمات الخطيرة منسقة لإثارة الخوف بين الفتيات وعائلاتهن ومعاقبتهن على المشاركة في الاحتجاجات”. معتبرة تلك الظاهرة، تفاقم الصدمة الجماعية والقلق داخل إيران.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون