باخموت ومعركة الموت

تدور منذ الأيام القليلة الماضية معارك شرسة بين القوات الأوكرانية والروسية في شوارع مدينة باخموت قال نائب عمدة باخموت أوكساندر مارشنكو لبي بي سي أن روسيا لم تسيطر بعد على المدينة التي تقع في شرقي أوكرانيا، رغم القصف المتواصل، وان ليس لديهم هدف لإنقاذ المدينة…هدفهم الوحيد هو قتل الناس وإبادة الشعب الأوكراني وإن 400 مدني بقوا في المدينة، يعيشون في الملاجئ دون إمكانية الوصول إلى الغاز والكهرباء والمياه.، وأضاف أنه “لم يبق مبنى واحد” دون إصابة، وأن المدينة “دمرت تقريبا . وتحاول القوات الروسية السيطرة على المدينة منذ حوالي ستة أشهر
وبحسب معلومات الاستخبارات البريطانية، حققت القوات الروسية ومجموعات فاغنر المقاتلة المزيد من التقدم في الضواحي الشمالية، ما يجعل الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا، عرضة للهجمات الروسية من ثلاث جهات
ومن جهه أخرى حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أيام من أن الوضع على الجبهة الشرقية أصبح “أكثر صعوبة”، ويمثل النقص المستمر في مخازن الذخيرة أحد المخاوف الرئيسية لأوكرانيا في الحرب الشديدة، مع عدم ظهور أي إشارة من روسيا تدل على تباطؤ وتيرة الحرب ، وسيكون الاستيلاء على المدينة، واحد من النجاحات النادرة التي حققتها روسيا في أرض المعركة خلال الأشهر الأخيرة
لكن رغم ذلك، أثيرت تساؤلات حول أهمية المدينة الاستراتيجية. ويقول بعض الخبراء إن أي نصر روسي قد يكون باهظ الثمن – وأنه قد لا يستحق هذه التكلفة.، وكانت القيادة السياسية والعسكرية في أوكرانيا قد اعترفت خلال الأيام الماضية بصعوبة الوضع في باخموت، فيما ذكر قياديون محليون في دونيتسك أن المدينة واقعة تحت حصار ناري
وآخر الاعترافات حول صعوبة الوضع في باخموت صدر عن قائد القوات البرية الأوكرانية الذي قال إن الوضع في المدينة “شديد التوتر”، وقوات “فاغنر” تحاول إحكام الطوق حول المدين
وفي غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 400 مليون دولار لدعم كييف التي تعاني من تراجع في الذخيرة والمؤن لديها، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان يوم الجمعة الماضى ، إن أحدث المساعدات المرسلة من بلاده إلى أوكرانيا تضمنت صواريخ مدفعية من طراز “هيمارس” و”هاويتزر”
وقال بلينكن إن واشنطن سترسل أيضا “ذخيرة لآليات برادلي القتالية للمشاة، وجسور لعبور المركبات المصفحة، وذخائر ومعدات للهدم، وغيرها من أعمال الصيانة والتدريب والدعم”
وأثبتت صواريخ المدفعية “هيمارس” فعاليتها الكبيرة خلال الهجوم المضاد الخاطف، الذي شنته أوكرانيا في أواخر العام الماضي والذي استعاد منطقة خاركيف بأكملها تقريباً إلى سيطرة كييف
وأعلن عن حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة، بالتزامن مع تقارير في وسائل إعلام أمريكية حول نقص خطير في مخزونات المدفعية لدى أوكرانيا، بعد عام على بدء روسيا حملتها العسكرية
ويُعتقد أن كلا من أوكرانيا وروسيا تطلقان عشرات الآلاف من قذائف المدفعية كل يوم، في ما يوصف بأنه حرب استنزاف، زادت ضراوتها في الأشهر الأخيرة
ولم يعلق الجيش الأوكراني علناً بشأن التقارير التي أفادت عن نقص في الذخيرة. لكن الرئيس الأوكراني قال الخميس إن “المدفعية هي الرقم واحد من ما نحتاجه”. وأضاف أن كييف تحتاج “إلى عدد كبير من القذائف” وإلى طائرات حربية “لطرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية”
وكان من المتوقع أن تهيمن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، على جدول أعمال لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمستشار الألماني أولاف شولتز في واشنطن يوم الجمعة وتعهدت عدد من الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا، بإرسال دبابات ومدافع – لكن كييف قالت إن ذلك يجب أن يتم بسرعة لردع المزيد من العدوان الروسي.
أما عن روسا فقد أعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين أن مدينة باخموت حيث تتركز حاليا المعارك في شرق أوكرانيا، باتت “محاصرة عمليا” من قواته، وإن “وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا، ولم يعد هناك سوى طريق واحد” للخروج من المدينة.
وأفادت أنباء وتقارير روسية أن مقاتلي مجموعة “فاغنر” موجودون وسط باخموت منذ أيام، وأشار القيادي المحلي في دونيتسك إيغور كيماكوفسكي إلى أن القوات الروسية تسيطر على جميع الطرق المؤدية إلى المدينة، مضيفا أن الفصائل الأمامية لمجموعة فاغنر تقاتل بالفعل وسط أرتيوموفسك”، بحسب تصريحات أدلى بها لوكالة “سبوتنيك” الروسية ، أن المدينة ” تتكبد خسائر فادحة .، من جانبه، قال القائد المحلي الموالي لموسكو في دونيتسك، دينيس بوشيلين، في تصريح للقناة الروسية الأولى، إن القوات الروسية تطبق على جميع مداخل باخموت تقريبا حصارا ناريا، وأوضح بوشيلين، الذي يتولى منصب رئيس ما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية: “عمليا، جميع الطرق تقريبا في مرمى النيران”، بحسب ما ذكرت نوفوستي.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد أكد أن “المعارك لا تنفكّ تحتدم” في محيط باخموت، المدينة الواقعة في شرق البلاد والتي تحاول القوات الروسية منذ أشهر الاستيلاء عليها ،وقال في رسالته المصوّرة المسائية اليومية إن “أكبر المصاعب هي، كما في السابق، في باخموت. روسيا لا تحصي رجالها على الإطلاق، إنها ترسلهم لمهاجمة مواقعنا بدون توقف. المعارك لا تنفكّ تحتدم
وكانت القوات البرية الأوكرانية قد أعلنت إرسال تعزيزات إضافية في باخموت في إقليم دونتيتسك لصدّ محاولات القوات الروسية السيطرة على المدينة
حدد مؤسس مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا وحذر من وقف القتال “هنا والآ وقال يريغوجين إنه من الضروري القتال من أجل روسيا “هنا والآن”، محذرا من أن أوكرانيا ستخترق، بمساعدة حلف شمال الأطلسي “الناتو” الخطوط الحمراء مجددا ، وشدد قائلا: “لن تنتهي العملية العسكرية قريبا”، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام روسية ، وقال مؤسس فاغنر إن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا “قد تنتهي حتى غدا، من الممكن سحب كل تلك الخطوط التي توجد عليها قواتنا الآن. ومن المستحسن رسمها بخط عريض، وترسيمها كحدود روسية ووضع قوات حرس الحدود الروسية عليها ….


ما أهمية مدينة باخموت
تقع باخموت على ضفتي نهر “باخموتوكفا” شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ويرجع تأسيسها إلى عام 1571، وتعد أقدم مركز تاريخي وثقافي في المقاطعة ،والمدينة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من أكبر مدن إقليم دونباس الحوض الصناعي لأوكرانيا، الذي سيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على أجزاء منه عام 2014، قبل أن تسيطر روسيا على أجزاء أخرى منه في الحرب الدائرة حاليا، تقع قرب الطريق الدولي “إم 03″ الذي يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوغانسك، ويشق طريقه نحو منطقة خاركيف ، تبلغ مساحة مدينة باخموت 41 كيلومترا مربعا وعدد سكانها 71 ألفا حسب إحصاء عام 2021، وبسبب الحرب فر 90 بالمئة منهم وفقا مسؤولين أوكرانيين ، وتهدف روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس (يضم لوغانسك ودونيتسك)، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيا العام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام .
وللحديث بقية

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون