طوال سنوات ممتدة، وقبل توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة والغرب في 2015، وإيران تحاول جاهدة رفع معدلات تخصيب اليورانيوم لديها، والقادرة على صنع السلاح النووي.
ولم يصدق العالم ولم تصدق الدول الغربية ولا الخليجية، أن إيران، تهدف من وراء إصرارها على زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، أن هذا البرنامج لأغراض مدنية أو لأغراض توليد الطاقة الكهربائية. وعليه جاء انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، بعدما رأى أن إدارة أوباما السابقة عليه، وقعت اتفاق “كارثي” مع طهران.
وأعاد ترامب العمل بالعقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي للنظام الإيراني، ووعد آنذاك بفرض أكبر قدر من العقوبات الاقتصادية. وهدد بأن كل بلد يساعد إيران في سعيها إلى الأسلحة النووية، يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة كذلك عقوبات شديدة، قائلا: تأكد لدينا بالدليل القاطع أن الوعد الإيراني كان “كذبة”.
ولم يكن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وقت إدارة ترامب سوى نزع لورقة التوت عن البرنامج الإيراني النووي المشبوه. وكشف ألاعيب المرشد الإيراني، علي خامنئي، والتأكيد أمام العالم كله أن برنامج إيران النووي ليس سلميًا.
وخلال الساعات الأخيرة، عاد برنامج إيران النووي مرة ثانية للواجهة والأضواء، والسبب هذه المرة هى تصريحات مقلقة من مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية الـcia، ويليام بيرنز، أن إيران باتت قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% خلال أسابيع، وهى نسبة الخطر اللازمة لصنع أسلحة نووية.
وأضاف بيرنز، في تصريحات تلفزيونية، أن تطوير إيران برنامج صواريخها الباليستية مستمر كذلك على قدم وساق، لافتًا إلى أن تلك التصرفات تفاقم المخاوف الدولية. وإن كان قد لفت إلى أن المرشد الإيراني، لم يتخذ قرارًا باستئناف عسكرة برنامج بلاده.
والحقيقة أن تصريحات مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية مثيرة للقلق لأسباب كثيرة في مقدمتها:-
-أن هذه التصريحات صادرة عن أكبر جهاز استخباراتي في العالم، ونسبة الخطأ فيها تكون قليلة مقارنة بمثيلاتها من الأجهزة الاستخباراتية الأخرى. كما أن واشنطن تركز بالخصوص على تطورات برنامج إيران النووي.
-أن وصول إيران لهذه النسبة العالية للغاية، من تخصيب اليورانيوم مثير للقلق في المنطقة العربية بشكل عام وفي منطقة الخليج العربي بشكل خاص.
– إيران جار مباشر لدول الخليج، وأي تجاوز من قبلها للخط الأحمر، في مسألة السلاح النووي هو تهديد مباشر لأمنها. خصوصًا وأن ما يحكم طهران هو نظام إسلامي شديد التطرف، منذ سبعينيات القرن الماضي، وثورة لم تخفِ يومًا رغبتها وتحركاتها، للتمدد ونشر ثقافتها الفارسية ومذهبها بين الأوطان العربية والإسلامية.
-كما أن برنامج إيران النووي، ليس هو ما تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإشراف عليه ومراقبته، ولكن هناك برنامج سري وكثير من المنشآت النووية الإيرانية السرية – يجرى اكتشافها بطريق الصدفة بين حين وآخر- خلال زيارات وفد الوكالة الدولية لإيران كل عدة أشهر.
– النقطة الرابعة، إنه لا مبررات اقتصادية وفق أكاذيب إيران، ولا مبررات سياسية وفق مزاعمها المعلنة يدفعها للوصول بنسبة تخصيب اليورانيوم، لهذه النسبة الخطيرة والقادرة على تصنيع السلاح النووي، سوى رغبة دفينة لدى ملالي إيران في الحصول على قنبلة نووية من أجل الهيمنة والردع.
– والقضية لا تتعلق بإسرائيل أو الموت لأمريكا وفق شعارات الجمهورية الإيرانية المضللة، ولكنها تتعلق في الأساس بالدول العربية والإسلامية، التي تعمل إيران وعلى مدى عقود على مدّ مظلة ولاية الفقيه الإيراني إليها ونشر ثقافتها. وللأسف نجحت في السيطرة على أربعة عواصم عربية، هي: عدن ودمشق وبغداد وبيروت وأصبح لميليشياتها وجودًا كبيرًا وبارزًا في هذه الدول.
وأخيرًا.. “نووي إيران”، خطر بكل ما تحمله الكلمة من معنى للأمن القومي العربي والخليجي بشكل خاص. وإذا كان الغرب يرفضه أو يحاربه بالعقوبات، من أجل “أمن إسرائيل”. فإن على العرب أن يحاربوه من أجل أمن أوطانهم، التي تقع على الخط المباشر مع إيران.
آخر المقالات من عرب تريبيون
ذكرت صحيفة ديفينسا سنترال الإسبانية أن الذكاء الاصطناعي كشف عن هوية الفائز بالبالون دور في العام
أعلن أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك السابق، عن موعد الإعلان عن النادي الذي سينتقل له بعد
تصدر تشانغ يي مينغ مؤسس شركة “بايت دانس” مالكة تيك توك قائمة هورون لأثرياء الصين اليوم
أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، أن قوات كورية شمالية، ترتدي البدلات العسكرية الروسية،
جلس دونالد ترامب، الأربعاء، وراء مقود شاحنة لجمع القمامة من أجل الإجابة على أسئلة الصحافيين مع