الإعلام ومعنويات السوق

ليس من شك فى أن السوق شديد الحساسية للمعلومات، ومع التطورات التكنولوجية المتلاحقة فى مجال الاتصال والإعلام، اتسع نطاق نقل الأخبار المالية والاقتصادية وزيادة سرعة تداولها، فالإعلام واحد من العوامل المؤثرة فى تشكيل معنويات المستثمرين من خلال تحيز التغطية الإعلامية نحو التفاؤل أو التشاؤم، مما يؤثر على مشاعر المستثمرين واندفاعهم لاتخاذ قرارات انفعالية.

وعديد من المواقف والملاحظات بالأرقام تثبت قدرة وسائل الاعلام فى التأثير على معنويات المستثمرين الأفراد، وفى هذا السياق أشير هنا إلى تطور عدد المستثمرين الجدد فى البورصة المصرية خلال عامى 2010 و2011، حيث تكشف البيانات أن عدد المستثمرين المصريين الأفراد الجدد الذين تم قيدهم فى البورصة عام 2011 بلغ 33.301 مستثمر فرد مقارنة ب 28.019 مستثمر فرد تم قيدهم فى عام 2010، الأمر الذى يؤكد تأثير وسائل الاعلام على معنويات المستثمرين الأفراد وقت الأزمات، فرغم ما حققه الاقتصاد المصرى من نمو اقتصادى ايجابى خلال عام 2010 بلغ نحو 5%، والذى تبعه ارتفاع كافة القطاعات الاقتصادية، ومنها البورصة المصرية الذى بلغ رأس المال السوقى لها نحو 488 مليار جنيه، لم يصل عدد المستثمرين الجدد إلى ما سجله عام 2011 من أعداد المستثمرين الجدد، رغم ما شهدته البورصة المصرية من تراجعات حادة نتيجة أحداث ثورة 25 يناير، وما سجله رأس المال السوقى للبورصة بنهاية عام 2011 نحو 294 مليار جنيه، بنسبة تراجع بلغت 40% عن العام السابق للثورة، إلا أن عام 2011 شهد تطور ملحوظ فى زيادة عدد المستثمرين المصريين الأفراد المقيدين الجدد بالبوصة مقارنة ب 2010، ويرجع ذلك إلى حملات الترويج والوعى التى قامت بها وسائل الاعلام المختلفة لحث المواطنين للاستثمار فى البورصة كواجب وطنى وتم اطلاق مبادرة استثمر فى البورصة.

وفى الوقت الراهن نحن بحاجة إلى الاخبار الايجابية وحملات التوعية والترويج لزيادة الانتاج والعمل الحر ومبادرات دعم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع المستثمرين من خلال إعلام فعال يتملك أدوات التأثير على معنويات الاقتصاد.