تكشف اللقاءات والزيارات الدولية، التي يجريها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ليس فقط عن نشاط مكثف للدبلوماسية الإماراتية ونجاحات حقيقية لأبوظبي على الأرض، ولكن عن تطور نوعي كل يوم في سياستها الخارجية.
فالسياسة الخارجية الإماراتية، وتحت قيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، متنوعة ومتشعبة وتتحرك في الأماكن التي تتطلب تواجد الدور الإماراتي والعربي، بالاتساق مع سياسات الدولة وعلاقاتها، علاوة على سياسة إماراتية ناجعة، استطاعت تأصيل الدور الإماراتي وقوته في المنطقة والفضل في ذلك، يعود بدرجة كبيرة للشيخ عبدالله بن زايد، الذي سطر علاقات دولية إماراتية ناجحة عكست رؤية قيادته، بمختلف المقاييس.
أسبوع واحد
ويمكن التوقف خلال أسبوع واحد، أمام تحركات ولقاءات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، التي تعكس نجاحات الدبلوماسية الإماراتية وتنوع اتجاهاتها.
ففي الوقت الذي التقى فيه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، الذي يزور أبوظبي حاليًا. حيث جرى استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، لا سيما الاقتصادية في ظل الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، وبحث التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي بالإضافة إلى التعاون الدولي.
فإنه قبلها وبيوم واحد كان له لقاء مهم في أبو ظبي مع رونين ليفى مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وقد بحث الجانبان، خلال اللقاء علاقات التعاون الثنائي في المجالات كافة، وأهمية تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويدعم أهدافهما التنموية، مستغلا أيضًا تلك العلاقة لتهدئة الأوضاع بالأراضي الفلسطينية وإقامة السلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
صربيا وإسرائيل وسوريا
وناقش الشيخ عبد الله بن زايد، مع المسؤول الإسرائيلي عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ودفع مسارات التنمية لما فيه الخير والازدهار لشعوبها.
كما استعرضا سُبل البناء على الاتفاق الإبراهيمي، الذي تم توقيعه بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل عام 2020، من أجل تحقيق السلام وترسيخ الأمن في المنطقة. وتطرقا إلى دور الاتفاق في خلق شراكات تنموية بين البلدين في قطاعات عدة.
الإيمان بالسلام
وليس هذا فقط فقد رحب الشيخ عبدالله بن زايد، بالتطور المستمر في علاقات التعاون المشترك بين البلدين، والذي يؤكد أن السلام هو الأساس لتحقيق حياة أفضل للشعوب وتعزيز مسارات التنمية في المجتمعات.
وشدد على الدعم الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وأهمية دفع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام القائم على أساس حل الدولتين وتعزيز التعايش المشترك في المنطقة والتصدي لخطاب التطرف والكراهية.
ومن لقائي صربيا وإسرائيل إلى اتصال هاتفي، مع بختيار سعيدوف وزير خارجية أوزبكستان بالإنابة؛ لبحث علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة؛ إذ ناقش الجانبان، عددًا من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاتصال الهاتفي بالعلاقات المتميزة بين الإمارات وأوزبكستان، مؤكدًا الحرص على تعزيزها وتنمية أطر التعاون الثنائي، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين وشعبيهما.
سياسة نشطة ومتوهجة.. زيارة دمشق
السياسة الخارجية الإماراتية، نشطة ومتواجدة في ملفات كثيرة، وقلما نجد لها نظير عربي بمثل هذه الحيوية.
وفي زيارتين شديدتا الأهمية، التقى وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، قبل أن يزور مناطق تضررت من الزلزال. ليؤكد وقفة الإمارات مع الشعب السوري في هذه المحنة.
وقد زار المناطق المتضررة من الزلزال، واطلع على جهود فرق البحث والإنقاذ الإماراتية التي تعمل في تلك المناطق.
وتشارك فرق إنقاذ إماراتية في سوريا، بعضها يضم 42 عنصرًا في منطقة جبلة المتضررة من الزلزال في محافظة اللاذقية.
وأرسلت الإمارات عشرات من طائرات الاغاثة لسوريا، فور وقوع الزلزال، تحمل على متنها مواد إغاثية وغذائية وطبية وخيم إيواء.
زيارة تركيا
ومن سوريا إلى تركيا تواصل الدبلوماسية الإماراتية جولاتها النشطة؛ حيث تفقد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عددًا من المناطق المتأثرة بالزلزال في منطقة كهرمان مرعش بتركيا.
كما تعرف من المسؤولين الأتراك على مستجدات الأعمال الإغاثية في مواجهة تداعيات الزلزال والمساندة الدولية لها على مختلف الأصعدة، مؤكدًا خلال زيارته لتركيا وقوف الإمارات إلى جانب الشعب التركي الصديق، وتقديم الدعم والمساعدة المطلوبين لغوث المنكوبين جراء هذه الكارثة الإنسانية حتى يتخطوا هذه المحنة الطارئة.
ويكشف هذا الاستعراض السريع لجهود وزير الخارجية الإماراتي في أيام قليلة، حجم الجهد المبذول من جانب الخارجية الإماراتية، وتواجد أبوظبي وقيادتها بدور سياسي مميز في العديد من الملفات الإقليمية والدولية.