ثلاثة أسئلة رئيسية، وثلاثة وقائع مريرة يمكن التوقف من خلالها أمام الأزمة اليمنية المستمرة منذ 2011 وحتى اللحظة. والمشتعلة قبلها بسنوات خاض فيها الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، حربًا طويلة ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية.
-السؤال الأول.. هل كانت هناك مبادرات سلام خليجية أو أممية في اليمن، لوقف الصراع الدامي الذي دمر اليمن، الذي كان سعيدًا وأصبح خارج التاريخ؟!
والإجابة نعم، كانت هناك ولا تزال مطروحة على الطاولة العديد من المبادرات الساعية للسلام في اليمن، ولكن أفشلها الحوثي، وإن شئت الدقة أفشلتها إيران عبر ذراعها المسلح.
-السؤال الثاني.. هل هناك أفق للسلام في اليمن في ظل وجود الحوثي؟ نعم هناك أفق محدود وضيق وقد يتلاشى، ولكن اشتراطه الوحيد فك الارتباط بين الحوثي وإيران، ووقف تهريب الأسلحة، وقطع كل أواصر العلاقة الدموية الإرهابية بين الطرفين، واقتلاع إيران من اليمن. فالحوثي ميليشيا إيرانية، ولكنها يمنية الوطن، فالآلاف الذين يحاربون تحت لوائها عناصر يمنية، تم خداعهم وتجنيدهم في ميليشيا مسعورة، لا تعرف ماذا تريد بالضبط، ويسيرها ضباط الحرس الثوري الإيراني.
السؤال الثالث.. إلى أين يتجه اليمن في ظل هذه المأساة السياسية بين مجلس رئاسي يمني معترف به دوليًا، يقوده رشاد العليمي، وميليشيا إيرانية لا تريد أن تتوقف الحرب، ولا تطرح في المقابل أي رؤية للسلام ولكنها الحرب والدمار والتدمير.. وكفى؟!
والإجابة، إلى مزيد من سوء الأحوال المعيشية والاقتصادية والتردي. لكن مع ذلك فجيران اليمن لم يتخلوا عنه ولم يتركوه، وهنا يمكن التوقف أمام الوديعة السعودية، بنحو مليار دولار، والتي قامت الرياض بضخها في البنك المركزي اليمني قبل ساعات، وكما قالت السعودية عبر سفيرها في اليمن، فهي لا تخص عدن فقط، ولكن كل الشعب اليمني. فالحكومة اليمنية قدمت مشروعا للإصلاح المالي والاقتصادي وتحاول جاهدة أن تستعيد البلد من براثن الحوثي الإيراني، ليكون اليمن من جديد دولة طبيعية لكن بالطبع إيران مترصدة، والميليشيا التابعة لها على أهبة الاستعداد لتخريب كل هذه المحاولات.
والحقيقة أنه تكشفت وقائع مريعة طوال الفترة الماضية، عن الوضع داخل اليمن. بداية من الأدلة التي توفرت حديثًا وبقوة عن إقرار ميليشيا الحوثي نفسها، بإطلاق سراح عناصر إرهابية من “القاعدة”. بعدما كشف رئيس “لجنة الأسرى” في ميليشيا الحوثي، عبد القادر المرتضى، أن جماعته أجرت “عملية تبادل للأسرى” مع تنظيم القاعدة في شبوة. وبموجبها تم الإفراج عن ثلاثة من عناصر الحوثيين في مقابل “أسيرين” تم أسرهما في جبهات البيضاء”!!
فالحوثي الإيراني، يستخدم عناصر تنظيم القاعدة الذي يسكن اليمن، منذ سنوات طويلة لخدمة مشروعه وتهديد الأمن العربي والعالمي.
-أما الحقيقة الثانية، فهي ما أعلنته بريطانيا قبل أيام بتقديمها أدلة أممية، عن تهريب إيران لصواريخ يستخدمها الحوثي لمهاجمة السعودية.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان إنها قدمت الأسلحة التي استولت عليها البحرية البريطانية من إيران وصادراتها في الخليج، إلى الأمم المتحدة كدليل على انتهاك قرار مجلس الأمن من قبل الحرس الثوري الإيراني، والشحنات التي صادرتها بريطانيا، بما في ذلك صواريخ أرض – جو ومحركات صواريخ كروز في المياه الدولية جنوبي إيران في أوائل عام 2022، تشير بوضوح إلى وجود صلة مباشرة بين طهران وتهريب أنظمة صواريخ يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السعودية والإمارات!
فالحوثي لا يحارب وحده، والقضية إيرانية بامتياز، لملالي طهران، الذين غرسوا ميليشيا إرهابية تابعة لهم في الأراضي اليمنية منذ عام 1992 تخرب وتدمر في اليمن، لخدمة المشروع الإيراني بالارتكاز في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، لتأمين مضيق هرمز وفق التصورات الإيرانية، ووضع يدها على مفصل هام للتجارة الدولية عبر اليمن.
والختام.. الوضع المشتعل في اليمن لعبة إيرانية سافرة، بدأت عبر ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بنشر إيران لمذهبها التشيعي في اليمن عبر وسائل شتى، وفي مساندة “جماعة أنصار الله”، أو الحوثي كل أنظمة الحكم في اليمن من وقتها، ليصل الوضع باليمن إلى ما نراه الآن.
آخر المقالات من عرب تريبيون
أثار النجم المصري محمد رمضان تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بسبب سؤال
كشف الفنان المصري تامر حسني، عن ملامح أول دويتو غنائي له مع مواطنه رامي صبري. ونشر
ذكرت تقارير إعلامية أن النادي الأهلي يواصل العمل على تعديل أوضاعه خلال فترة الانتقالات الشتوية. قال
أعلن نادي الزمالك التقدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية ضد الحكام بسبب
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، اليوم، في عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، والذي