اجتماع سري تحت الأرض.. التفاصيل الكاملة للغارة الإسرائيلية على بيروت

وسط تصاعد المخاوف، إسرائيل وحزب الله اللبناني على شفا مواجهة مفتوحة، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الجمعة، مستهدفاً اجتماعاً لـ”قوة الرضوان”، وحدة النخبة الخاصة في حزب الله.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل القيادي إبراهيم عقيل الذي وصفه بأنه “رئيس منظومة العمليات لحزب الله والقائد الفعلي لقوة الرضوان، وقائد خطة حزب الله لـ”اقتحام الجليل”، بالإضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 10 من قادة الجماعة اللبنانية.

“اجتماع تحت الأرض”
وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي دانيال هاغاري إن قائد وحدة الرضوان وكبار قادة الوحدة “كانوا مجتمعين تحت الأرض عندما جرى استهدافهم وقتلهم في غارة جوية إسرائيلية”.

وأوضح هاغاري في مؤتمر صحافي: “لقد تجمعوا تحت الأرض، تحت مبنى سكني، في قلب الضاحية، مستخدمين المدنيين دروعاً بشرية، لقد اجتمعوا لتنسيق الأنشطة الإرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين”.

وأضاف هاغاري أن ما لا يقل عن 10 من قادة حزب الله قُتلوا في الغارة الجوية في بيروت، إلى جانب عقيل.


وأفاد الجيش في بيان نشره المتحدث للإعلام العربي أفيخاي أدرعي أن طائرات حربية أغارت “بشكل دقيق في منطقة بيروت وبتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على المدعو إبراهيم عقيل” إلى جانب “قادة كبار في قيادة منظومة العمليات وقوة الرضوان”.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “كان عقيل والقادة الذين تمت تصفيتهم من مخططي خطة اقتحام الجليل التابعة لحزب الله والتي كانت تهدف إلى اقتحام بلدات الجليل”، على غرار ما نفذته حركة حماس في الهجوم الواسع الذي نفذته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأكدت مصادر إسرائيلية أن العملية تأتي ضمن جهود الجيش لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، ومن بينها تغيير الواقع العسكري في الشمال.


تصفية كاملة
وفي تصريح حصري لموقع “أكسيوس”، كشف مسؤول إسرائيلي عن أن العملية أدت إلى تصفية كامل القيادة العليا لـ”قوة الرضوان”، التي تضم 20 قائداً، الأمر الذي لم تؤكد أي جهة بعد.
وتعد “قوة الرضوان” من أبرز وحدات حزب الله المخصصة للعمليات الخاصة، ومقتل قادتها يمثل ضربة كبيرة للحزب في ظل الأوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.


كما أفادت وكالة “رويترز “نقلاً عن مصدر أمني بأن عقيل قُتل إلى جانب أعضاء من وحدة الرضوان أثناء عقدهم اجتماعاً.

ولم يؤكد حزب الله بشكل رسمي حتى الآن مقتل عقيل أو أي من عناصرها.



وكانت وزارة الصحة اللبنانية إن 12 على الأقل قتلوا وأصيب 66 آخرون، نتيجة الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وسُمع دوي انفجارات قوية في العاصمة اللبنانية جراء ما قيل إنها صواريخ أطلقتها مسيرة إسرائيلية، كما شوهدت سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد فوق العاصمة.

وأفادت “الوكالة الوطنية للاعلام”، بأن طائرة حربية من طراز إف 35 شنت غارة على شقة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

فيما قالت هيئة الدفاع المدني في بيان إن “فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لديها توجهت من مراكز عدة إلى موقع انهيار المبنيْين السكنييْن في محلة الجاموس، في ضاحية بيروت الجنوبية، نتيجة العدوان الإسرائيلي”.


ووصفت وكالة “فرانس برس”، نقلاً عن مصدر مقرب من حزب الله، إبراهيم عقيل، على أنه الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر”، والذي قتل بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في 30 يوليو (تموز).


وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق اليوم إن الجيش شن “غارة دقيقة” في منطقة في بيروت.

فيما قال البيت الأبيض إن واشنطن تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة لمنع تصعيد الصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إنه لا علم له بأي إخطار إسرائيلي للولايات المتحدة قبل غاراتها في بيروت الجمعة، مضيفاً أن الأمريكيين حثوا بشدة على عدم السفر إلى لبنان أو المغادرة للموجودين في البلاد.


تعليق بايدن
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه “يتعين علينا أن نتأكد من أن سكان شمال إسرائيل وجنوب لبنان قادرون على العودة إلى ديارهم والعودة سالمين”.


وهذا أول تعليق لبايدن في أسبوع يشهد زيادة ملحوظة في منسوب التصعيد المتواصل منذ أكثر من 11 شهرا بين إسرائيل وحزب الله، لا سيّما بعد تفجير أجهزة اتصال عائدة لعناصر الحزب الثلاثاء والأربعاء في عملية منسوبة لإسرائيل، ما أسفر عن مقتل قرابة 40 شخصا وإصابة نحو 3 آلاف بجروح.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون