حال فوزها.. هكذا ستتعامل كامالا هاريس مع كوريا الشمالية

منذ أن حلّت كامالا هاريس محلّ الرئيس الأمريكي جو بايدن لتنافس الجمهوري دونالد ترامب؛ ومع تقدمها في استطلاعات الرأي الوطنية لسباق الرئاسة الأمريكية، يرسم المحللون الشكل المتوقع لسياسة هاريس الخارجية، وفي مقدمتها التعامل في ملف كوريا الشمالية.

مقال في موقع “ناشيونال إنتريست” للكاتب إدوارد هاويل، يشير إلى أن إدارة هاريس قد تخاطر بتبني نسخة طبق الأصل تقريباً من السياسة “الفاشلة إلى حد كبير” تجاه كوريا الشمالية التي انتهجها سلفها، وهو ما من شأنه أن يثير الدهشة في طوكيو وسول وفي الغرب، وفق ما ذكر الكاتب.
سياسات متشابهة
في مقدمة المؤتمر الوطني الديمقراطي، أوضح الحزب الديمقراطي كيف أنه إذا فازت هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن الولايات المتحدة ستعمل جنباً إلى جنب مع حلفائها في شمال شرق آسيا وخارجها لمكافحة “التطوير المزعزع للاستقرار للبرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية”.
ومع ذلك، تم حذف مصطلحين رئيسيين، وهما نزع السلاح النووي والحاجة إلى معالجة انتهاك كوريا الشمالية المنهجي لحقوق الإنسان لسكانها.

بحسب الكاتب، يشير هذا الصمت إلى أنه، على الأقل ظاهرياً، ستعطي هاريس، مثل بايدن، الأولوية لطمأنة كوريا الجنوبية واليابان بشأن التزامات الردع والأمن الموسعة للولايات المتحدة، ودعمها لقيم الحرية والسلام والازدهار، في حين لن تدعو بنشاط إلى التفكيك الكامل والقابل للتحقق ولا رجعة فيه للأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
غموض
كما تعهدت إدارة هاريس القادمة بردع التعاون الأمني والاقتصادي الناشئ بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، لكن الطريقة التي ستنتهجها لفعل ذلك لا تزال غير واضحة.
ومن بين التحديات التي قد تواجهها هاريس كيفية مواءمة هذا الخطاب مع الخطاب الصاخب الذي يتبناه زعيم حليف واشنطن القوي، أي رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول.
ويرى الكاتب أن إدارة هاريس قد تخاطر بتبني نسخة طبق الأصل تقريبًا من السياسة الفاشلة إلى حد كبير تجاه كوريا الشمالية التي انتهجها سلفها، وهو ما سيثير الدهشة في طوكيو وسول والغرب.

وقال الكاتب إنه بالنسبة لإدارة بايدن، لم تكن كوريا الشمالية أولوية على الإطلاق، فكانت سياسة بايدن “الدبلوماسية والردع الصارم” أشبه بشكل ملحوظ بالصبر الاستراتيجي لإدارة سلفه باراك أوباما.
الصبر الاستراتيجي
وكما يخبرنا التاريخ، لم يفعل الصبر الاستراتيجي الكثير لتغيير الوضع الراهن واستغلته كوريا الشمالية لكسب الوقت لتسريع تطوير قدراتها النووية والصاروخية.
في حملتها الانتخابية، قالت كامالا هاريس إنها “لن تتقرب من الطغاة… مثل كيم جونغ أون”.
وقد تبدو هذه الكلمات وكأنها محاولة لتمييز نفسها عن الرئيس السابق وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، لكن مثل هذا الخطاب يكاد يكون متطابقاً مع الخطاب الذي ذكره بايدن في حملته الانتخابية في عام 2020.

وبالتالي، فإن خطر إطالة هاريس لنهج إدارة بايدن تجاه كوريا الشمالية مرتفع جداً، في حين تعمل كوريا الشمالية النووية على تسريع تطويرها للأسلحة النووية وأنظمة الإطلاق والأسلحة التقليدية.
كوريا الشمالية النووية
وكما شهدت نهاية إدارة أوباما ظهور كوريا الشمالية النووية الجريئة، فإن نهاية إدارة بايدن ستشهد ظهور قوة معادية أكثر شجاعة، وهذه المرة مع نطاق أوسع وتطور لقدراتها النووية والصاروخية، وعلاقة أمنية أكثر إحكاماً مع روسيا.
ويشير المقال إلى أنه إذا اختارت إدارة هاريس الانتظار حتى تتخذ كوريا الشمالية الخطوة الأولى نحو نزع السلاح النووي، كما فعل أسلافها الديمقراطيون، فإن رد كوريا الشمالية سيكون متوقعاً.
وستستمر في تجنب المفاوضات مع الولايات المتحدة، كما فعلت بعد انهيار قمة هانوي في فبراير (شباط) 2019، في حين تعمل على تعزيز الاستفزازات تجاه كوريا الجنوبية والغرب.
ويقول الكاتب: “يجب أن نتذكر أيضاً ما قالته كوريا الشمالية بالفعل إنه بغض النظر عمن سيخرج منتصراً من سبق الرئاسة، فإن نظرة بيونغ يانغ للعالم تجاه الولايات المتحدة، باعتبارها قوة معادية يجب الاستعداد لمواجهتها، ستظل من دون تغيير”.

ومع ذلك، على الرغم من افتقار كوريا الشمالية إلى الرغبة في إجراء محادثات مع الغرب، إلا أن بيونغ يانغ تفضل في الوقت الحاضر فوز ترامب، لأنه سيوفر على الأقل لكيم فرصة لاستغلال إمكانية الحوار بين الزعيمين مرة أخرى.
وبعد أن تعامل مع ترامب من قبل، سيعرف كيم الآن كيف يستغل مثل هذه المحادثات، بشكل أكبر، للمرة الثانية، من خلال تقديم القليل من التنازلات، إن وجدت، مع الاستمرار في جني المكافآت، على حد وصف الكاتب.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون