حرب غزة.. 11 شهراً من الموت والدمار دون نهاية في الأفق

تجاوزت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس شهرها الحادي عشر، السبت، ولم يتبق سوى شهر واحد فقط حتى تُكمل عامها الأول، دون تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة، أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة، والإفراج عن رهائن.

يأتي هذا بعد يوم من مقتل ناشطة أمريكية-تركية، الجمعة، خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، بينما أسفت واشنطن لـ”الخسارة المأساوية”.
تسبّبت الحرب التي بدأت بعد هجوم دام لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع، الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.
قبل الفجر وفي الصباح الباكر، هزت غارات جوية عدة وقصف مدفعي القطاع الفلسطيني المحاصر، بحسب ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس. وقال شهود ومسعفون إن 17 فلسطينياً على الأقل استشهدوا، بينهم نساء وأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط.

وكتب مفوض عام الاونروا فيليب لازاريني في تغريدة على منصة اكس “أحد عشر شهرا. كفى. لا أحد يستطيع أن يتحمل هذا الأمر لفترة أطول. يجب أن تنتصر الإنسانية. يجب وقف إطلاق النار الآن”.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل الى اتفاق هدنة، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطاً داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح رهائن خطفوا خلال هجوم الحركة الفلسطينية.
“مذعورون”
إضافة إلى الشهداء الذين سقطوا خلال القصف عند الفجر، أعلن الدفاع المدني في غزة، السبت، أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص على الأقل، بينما أعلن الجيش أنه استهدف مقراً لقيادة حماس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: “ثلاثة شهداء وأكثر من عشرين إصابة تم انتشالهم، بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين مصلى وغرفة صف في مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة”.
كما أفادت مصادر طبية أن 33 فلسطينياً على الأقل أصيبوا بجروح في غارة جوية إسرائيلية على منطقة سكنية في بيت لاهيا، ويتلقون العلاج في مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي.
في مخيم حباليا، قصفت خيمة للنازحين داخل مدرسة حليمة السعدية التي كانت تؤوي نازحين، بحسب شهود عيان.
وقال أحمد عبد ربه لفرانس برس “يوجد ما بين 3000 و3500 شخص في هذه المدرسة. كنا نائمين عندما سقط علينا صاروخ فجأة. استيقظنا مذعورين. وجدنا شهداء، بينهم أطفال ونساء”.
وأظهرت صور الخيمة محترقة وآثار دماء على الفرش والأرض، وسط بعض الممتلكات البسيطة التي دُمرت أو احترقت.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بكى فلسطينيون أمام جثث 5 من أقاربهم استشهدوا في النصيرات.
أدى هجوم حماس إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل هذا العدد الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

وتسبّبت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة باستشهاد ما لا يقل عن 40939 شهيدًا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية الشهداء من النساء والأطفال.
وعلى رغم جهود تبذلها دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر، لم يتوصل طرفا الحرب الى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، يتيح كذلك تبادل الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتعثّرت المحادثات للتوصل الى هدنة في الأسابيع الماضية بسبب خلافات أبرزها الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم “محور فيلادلفيا”، وعدد السجناء الفلسطينيين الذين يمكن إطلاقهم مقابل الإفراج عن رهائن.
ويصرّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على إبقاء قوات إسرائيلية عند الشريط الحدودي، في حين تتمسك حركة حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون