بعد خسارته من “الفراعنة”.. مدرب “الماتادور” يعترف بنقطة ضعفه

تستمر معاناة منتخب إسبانيا الأولمبي في الناحية الدفاعية، بعد تلقي شباك الفريق أربعة أهداف خلال ثلاث مباريات، وتعرض مرماه لعدد تسديدات يفوق تلك التي نفذها على شباك المنافسين في مباراتين منهم. ولم يسبق لأي فريق تلقي هذا العدد من الأهداف خلال دور المجموعات قبل تتويجه بذهبية أولمبية، باستثناء الكاميرون في سيدني 2000.

وقال المدرب سانتي دينيا عقب الخسارة من مصر 1-2 “من الواضح أن الأهداف في شباكنا تحدد هوية المتأهل. ينبغي أن نتحسن في هذا الجانب الدفاعي. إذا هاجمنا بشكل جيد فسندافع بصورة أفضل، وهذا أحد ملامح شخصيتنا. لأننا أصبحنا أفضل في المراقبة والضغط بعد فقدان الكرة”.
وأعطى المنتخب الإسباني انطباعات سلبية، رغم أن دينيا حاول منح عناصره الأساسية- باستثناء آيمار أوروث، راحة للتعافي بعد أول مباراتين، لكن النتيجة كانت خسارة صدارة المجموعة الثالثة والأهم من ذلك انهيار الروح المعنوية.
لكن الواقع أن مستوى إسبانيا لم يكن جيداً في الحقيقة خلال المباراتين السابقتين حتى رغم الفوز 2-1 على أوزبكستان ثم جمهورية الدومينيكان 3-1، لأن الأخيرة لعبت طوال الشوط الثاني بالكامل تقريباً منقوصة لاعباً.
واعترف دينيا بأن فريقه عانى مشكلات في تناقل الكرة بسلاسة، فضلاً عن غياب الصلابة الدفاعية.
وتعرض مرمى إسبانيا للتهديد في 12 مناسبة أمام كازاخستان منها سبع محاولات بين القوائم الثلاث، وثلاث تسديدات من لاعبي الدومينيكان منها واحدة بين الثلاث خشبات، أما ضد مصر فقد تلقت وابلا من 20 تسديدة منها 10 خطيرة. بإجمالي 35 تسديدة بواقع 18 على الشباك وأربع كرات تجاوزت خط المرمى، ويدين الإسبان بالفضل لأليخاندرو إيتوربي الذي لولا تألقه في إبعاد أربع كرات خطرة في أول ظهور له بالأولمبياد لارتفعت الحصيلة أكثر من ذلك.
ويترجم هذا المستوى الهزيل في الدفاع إلى أخطاء فردية. ففي المواجهة الأولى، نال باو كوبارسي بطاقة صفراء بعد مرور سبع دقائق فقط بسبب خطأ في الخروج بالكرة، وقبل نهاية الشوط الأول بقليل ارتكب مخالفة نتج عنها ركلة جزاء بسبب فشله في إبعاد الكرة عن منطقة جزاء إسبانيا. واضطر للجلوس على مقاعد البدلاء في الشوط الثاني.
وأمام “الفراعنة” مرر جون باتشيكو إلى الخلف كرة تفتقر إلى دقة التوجيه أو القوة المناسبة، ليأتي منها هدف التقدم المصري الثاني 2-0. ورغم ارتكاب اثنين من مدافعي إسبانيا لخطأين فادحين، دافع سانتي دينيا عن لاعبيه بعد الهزيمة لصالح مصر.
وخرج دينيا ليصرح عقب خسارة أمس “أقول لباتشيكو استمر. أنا أثق به. أعطانا الكثير العام الماضي في المنافسات الأوروبية لهذا هو هنا. لا زلنا نؤمن به، مثلما نتحدث عن كوبارسي. أنا سعيد للغاية بجون وسوف ترى كيف سيستمر في العطاء”.
لكن تبقى حقيقة واحدة مؤكدة: لم يسبق لأي فريق تلقى أربعة أهداف في دور المجموعات وفاز بذهبية كرة القدم في الأولمبياد إلا الكاميرون في سيدني 2000، حين استقبل الفريق الأفريقي أربعة أهداف في المجموعات، وواحد في ربع النهائي، ثم واحد في نصف النهائي، وهدفين في النهائي.
والأكثر من ذلك أنه طوال ثماني نسخ، نجحت ثلاثة فرق فقط في الفوز بالبطولة رغم استقبالها نفس العدد أو أكثر من الأهداف التي اخترقت شباك إسبانيا- رغم لعبها ثلاث مباريات إضافية بما فيها الوقت الإضافي- وهي البرازيل في طوكيو 2020 بأربعة أهداف بواقع ثلاثة في دور المجموعات وولا هدف في ربع ونصف النهائي وهدف في النهائي، والمكسيك في لندن 2012 بأربعة أهداف بواقع هدفين في ربع النهائي وهدف في نصف النهائي وهدف في النهائي، وأخيراً نيجيريا في أتلانتا 1996 بستة أهداف بمعدل هدف في دور المجموعات ثم ثلاثة في نصف النهائي وهدفين في النهائي.
بالتالي، لا بديل أمام سانتي دينيا سوى تدعيم الدفاع كي يتمكن ولاعبوه من الذهاب بعيداً، والمنافسة على ميدالية على الأقل، لذا فسيكون الاختبار صعباً أمام اليابان التي أنهت دور المجموعات وفي رصيدها سبعة أهداف ولم يتلق مرماها ولو هدف واحد.
وتأهلت فرنسا لربع النهائي دون تلقي أي أهداف مثل اليابان، بينما تلقت الولايات المتحدة أربعة أهداف مثل إسبانيا، وكان نصيب باراغواي سبعة أهداف بسبب الخماسية التي تلقتها دفعة واحدة من قبل اليابان في المباراة الأولى التي لعبها الفريق اللاتيني منقوصاً لاعباً منذ الدقيقة 25.
أما من حيث الأهداف المسجلة، فقد أحرز اللاعبون الإسبان ستة أهداف، ما يضع الفريق الإيبيري ضمن أفضل الفرق ولا يتفوق عليه سوى اليابان وفرنسا بسبعة أهداف للفريقين، رغم أن إسبانيا ليست الأكثر خلقاً للفرص مقارنة بمنافسيه في مباراتين من الثلاث في دور المجموعات.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون