الرؤية الإماراتية الناجعة لمعضلة الإرهاب

كما هي الإمارات دوماً، جزء فاعل في استقرار وازدهار المنظومة الخليجية والعربية، لأجل سعيها الدؤوب لأن تكون منارة للسلام وأنموذجاً عربيّاً وإسلاميّاً وسطيّاً لا بديل عنه، ولا منافس له، وأخذت على عاتقها تحمل المسؤولية، وتعديل الصورة النمطية عن العروبة والإسلام.

ولا عجب حينما تواجه الإمارات محاولات إعلامية مغرضة، عندما وطنت العزم للدفاع عن مكانة علماء الاعتدال والمجددين، وإنصاف العلماء الوسطيين، وتفعيل أدوارهم الخيرة، والترويج لخطابهم التنويري، وإرجاع خطاب الاعتدال إلى كل منابر الإعلام، والكشف عن زيف علماء الفتنة، الذين يحاولون اختزال وتقزيم أدوار الإسلام بطقوس ومظاهر، مما تجعل المسلمين في الصفوف المتأخرة من التقدم والتطور مع الأمم المتحضرة.
لا عجب أنّ للإرهاب ثقافة جاهزة، كامنة في كلّ شيء، عابرة للحدود، لأنها ليست ثقافة أصلية، العوامل المناهضة للإرهاب تلك التي ترفض جميع محاولات ربط الإرهاب بأيّ دين أو عرق أو ثقافة أو أصل إثني أيّاً كان نوعه، وتجفيف المنابع المالية والفكرية له، ومنع المواد التحريضيّة والدعائيّة، التي استهدفت ضرب الوحدة الوطنية أرضاً وشعباً ومصيراً…ولهذا كان خطاب الإمارات للعالم ككل إلى ضرورة تعرية خطاب التطرف والإرهاب، بالوقوف بحزم في وجه الأنظمة التي تدعم الإرهاب والتطرف وتقدم الملاذ الآمن للمتطرفين، وعدم التسامح مع كل من يموّل ويروّج للإرهاب، ولا يمكن التسامح إطلاقاً مع من ينشر العنف والذعر والدمار بين الأبرياء أو التهاون مع أيّ طرف يقدّم يد العون والملاذ للجماعات الإرهابية.
فالإمارات امتلكت ناصية الأمن وحازت الاستقرار، وباتت تمتلك كلّ المقومات لتحمي نفسها من الإرهاب والتطرف، فالرؤية الإماراتية الناجعة لمعضلة الإرهاب عناصرها واضحة وجلية للعيان، والدبلوماسية الإماراتية لمواجهة الإرهاب والتطرف إنموذجا يحتذى.

دعونا نستخرج ما وراء السطور من هذه الرؤية الإماراتية الحافلة بالحلول الثاقبة، من أجل استتباب الأمن وترسيخ الاستقرار أوّلاً :اقتصاد قائم على بنية تحتية متطورة ومعرفة تنموية مستدامة، ووضع التنمية ببعديها البشري والاستراتيجي على رأس أولويات الدّول… ثانياً: قيادة الشعوب إلى التطور والازدهار، ثالثاً: تسخير كل المدلولات القيمية بكل ما هو إنساني وحقوقي، بل وأخلاقي لتكون بوصلة المجتمع باعتبارها مرجعيات حضاريّة، وقد منحها ذلك شهرة عالمية جعلتها وجهة للنخب من الزوار والصفوة من المستثمرين من كل أنحاء العالم.
وتؤكد التحديات الراهنة صوابية موقف الإمارات، وأنّها استطاعت بجدارة أن تصنع ثقافة التصدى للإرهاب، فهناك فراغ في الخطاب الإسلامي مليء بالبث الوعظي العشوائي الذي فقد الروحانية والأنسنة، وكان لا بد من بث المادة الشرعيّة وفق النموذج الوسطي الأزهري، ويصبح تلقيناً للدين قائماً على السماحة والاعتدال، لاسيما ضبط الفتاوى. وأضحت الإمارات طرفاً مؤثّراً دائم البحث عن كل السبل الممكنة نحو تحويل العالم إلى مكان أفضل للجميع.. من جهة أخرى، من التدابير الوقائية لمقارعة الإرهاب تفعيل أدوار المؤسسات الإفتائية فى التصدى للفتاوى الظلامية، لصياغة رؤية تنشر الرحمة والرفق واليسر، وتتحدى تيارات التحريف والتضليل المتعمد لصحيح الدين، لتصبح الإمارات حائط الصد لوقف كل الأفكار الهدامة والمتطرفة. بالإضافة إلى ما أنشأته الإمارات من مراكز متخصصة لهذا الغرض، مثل مركز صواب ومركز هداية ومنتدى تعزيز السلام، ومركز للتسامح وحكماء المسلمين.. الخ.
وأخيراً ، حققت الإمارات انتصارات باهرة في مواجهة فكر وإعلام التضليل والتجنيد، بل قطع جسور الفكر المتطرف المتعصب الرامي لنشر الكراهية، بغية منع طموحات الهيمنة ومغامرات نفوذه من التمدد والتوسع، وبالمقابل أيضاً هناك جوانب هامة في إثراء المجتمع بفعاليات وطنيّة وتراثية ودينيّة جديرة وغنيّة بالحصانة الفكرية، بحيث يقربه إلى الرأى الديني المتزن والوسطي .

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون