مع إقتراب موعد الإحتفال بعيد الحب، والذى يحتفل به العالم فى” 14 فبراير”، من كل عام، والذى حدد له الكاتب الصحفى المصرى “مصطفى أمين” موعداً آخر هو 4 نوفمبر من كل عام، ليكون له صبغة مصرية، بعيداً عن الفكر الاجنبى، بحيث لايقتصر فيه الإحتفال فقط بالعشاق والمتزوجين، ولكن يكون فيه الإحتفال، بالحب بين الاصدقاء، والحب بين أفراد الأسرة الواحدة، والحب بين الناس عامة.
حينما يُذكر عيد الحب، يتذكر الجميع القديس فلانتين، الذى كان كاهناً قديساً فى روما، وهو من قام بمساعدة المسيحيين المضطهدين فى روما وتزويجهم، وكان هذا يعتبر فى ذاك الوقت جريمة، ففى القرن الثالث الميلادي، تعرضت الإمبراطورية الرومانية للغزو من قبل القوط، وفي الوقت ذاته، انتشر مرض الطاعون أو الجدرى، ما أسفر عن وفاة 5 آلاف شخص يوميا من بينهم الكثير من الجنود.وعقب تزايد عدد الموتى، زادت الحاجة إلى الجنود لقتال القوط الغزاة، كان الاعتقاد السائد بأن أفضل المقاتلين هم العزاب، فحظرالإمبراطور، كلوديوس الثاني، الزواج التقليدى على الجنود.
خاطر فلانتين بإغضاب الإمبراطور بدفاعه عن الزواج التقليدي، وقام بتزويج الجنود سرا في الكنيسة، وثنيين كانوا أم مسيحيين. وعندما طالب الإمبراطور كلوديوس المسيحيين بالتخلي عن معتقداتهم، والعودة لعبادة الأصنام، رفض القديس فالنتين ذلك الأمر، وظل يقوم بتزويجهم حتى اعتقل، وأرسل بأمر من الإمبراطور، الى حاكم روما، الذى حاول أن يثنيه عن هذا الأمر، لكنه فشل، فامر بتعذيبه، وضربه ضرباً مبرحاً، بالهراوات والحجارة، ثم قطع رأسه فى” 14 فبراير عام 270م”، وظل العالم منذ ذلك الوقت يحتفل بهذ اليوم، كعيداً للحب، الى أن قرر الكاتب الصحفى الكبير “مصطفى امين”، ان يغير ميعاد ومفهوم الإحتفال بهذا العيد، فاختار له يوماً أخر، ومفهوماً أخر، ليتماشى مع مفاهيمنا وعاداتنا وتقاليدنا كشرقيين، لكن معظمنا لايعلم ما السبب وراء هذا القرار.
وستندهشون حينما تعلمون، أن السبب وراء هذا القرار، هو صدفة بحتة، تعرض لها الكاتب حينما كان يمر فى إحدى الجنازات، بحى السيدة زينب “عام 1974م”، ولاحظ أن الجنازة لايسير وراءها سوى ثلاثة أشخاص فقط، مما جعله يتسائل عن سبب قلة عدد المشيعين لهذا الحد، ليجيبه أحد الأشخاص أن المتوفي رجل عجوز، بلغ السبعين من عمره، ولم يكن يحب أحد، ولا يوجد أحد يحبه!!!.
بعد هذا المشهد الغريب، قرر مصطفى أمين أن يخصص يوماً لعيد الحب، لبث روح المحبة والتفاؤل بين المصريين، والحد من مشاعر الكراهية داخل النفوس، وأصبح عيد الحب المصرى، يشمل الحب بين جميع أفراد المجتمع، من أمهات، وآباء، وأبناء، وأخوة، وأصدقاء، تعزيزاً لمشاعر الحب والمودة بين الناس.
ومنذ أن تحولت دعوة الكاتب الكبير، من مجرد فكرة، الى عيد سنوى للحب، أصبحت الطبقات الثرية فى المجتمع، تحتفل به فى الفنادق الفخمة والحفلات الصاخبة، وصارت تجارة الورود والشيكولاتة والدباديب والقلوب الحمراء وبطاقات المعايدة وغيرها من الهدايا التى تحفز مشاعر الرومانسية والحب بين المحبين، تجارة رائجة، تلقى إنتعاشاً كبيراً، حيث ينتظرها البائعون من عام لعام لتحقيق مبيعات أكبر وأرباح أكثر، فتجد المحلات وقد إكتست باللون الأحمر وهو اللون الغالب على الهدايا المعروضة، على إعتبار أن اللون الأحمر، هو المعبر عن دفىء المشاعر، والحب المتأجج فى القلوب.
ولكن السؤال الذى أبحث له عن إجابة حالياً هو: …. فى ظل الطروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد حالياً، هل سيستطيع العشاق التعبير عن حبهم بشراء الهدايا، أم سيكتفون بوردة حمراء ؟؟؟
وإن كنت أرى أن الحب لايحتاج الى مناسبات للإحتفال به، ولا الى هدايا للتعبير عنه، أو إثباته، إنما يحتاج فقط الى كلمة دافئة لها معنى، ووعود تنفذ، فالحب شعور خفى يسكن القلوب، شعور غريزى يحتاجه الإنسان فى أى عمر، ليعيش حياته بمختلف مراحلها بشكل طبيعى، هو الأمان الذى تراه فى نظرة ممن تحب، هو الطاقة الإيجابية التى تملأ كيانك وتساعدك على الأستمرار، هو شعورك بالإطمئنان بان من تحب لن يخذلك يوما، وانك تستطيع أن تضع همومك وأخطائك وذلاتك بين يديه وأنت تعلم أنه لن يفهمك خطأ، هو الايمان بانه لن يجرحك يوما بقول أو فعل، أن يحبك ويحتويك، وأن تتسم لغة تواصلكم معاً يملاؤها الحنان والتفاهم، هذا هو الحب وغير ذلك وهم.
آخر المقالات من عرب تريبيون
أثار النجم المصري محمد رمضان تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بسبب سؤال
كشف الفنان المصري تامر حسني، عن ملامح أول دويتو غنائي له مع مواطنه رامي صبري. ونشر
ذكرت تقارير إعلامية أن النادي الأهلي يواصل العمل على تعديل أوضاعه خلال فترة الانتقالات الشتوية. قال
أعلن نادي الزمالك التقدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية ضد الحكام بسبب
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، اليوم، في عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، والذي