مستشار الرئيس الفلسطيني يكشف لـ”عرب تريبيون”: أهداف انعقاد مؤتمر “دعم القدس”

حذر من تعرض المدينة المقدسة لأعنف هجمة استعمارية إسرائيلية

شدد قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، على أنه لا توجد قضية اليوم على الساحة الفلسطينية أو العربية أو الإسلامية أهم من “القدس” التي تتجاوز السياسة لتخالط التاريخ والدين والتراث والحضارة.

وقال “الهباش” في تصريح خاص لـ”عرب تريبيون”، إن “القدس اليوم تتعرض لأعنف هجمة استعمارية إسرائيلية، موضحًا أن المسجد الأقصى يواجه انتهاكات يومية من قطعان المستوطنين ومؤامرات لتغيير الوضع التاريخي والقانوني فيه، ولذلك لابد من حشد كل الجهود للتصدي لهذا العدوان”.

وتستضيف جامعة الدول العربية، يوم الأحد، الموافق “12 فبراير 2023″، “مؤتمر دعم القدس” رفيع المستوى، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأوضح مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية ، أن حرص الرئيس محمود عباس، على المشاركة شخصيًا في هذا المؤتمر؛ لكي يعطي رسالة للعالم وللعرب والمسلمين حول المكانة التي تحتلها القدس في أولويات الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، ولكي يدق ناقوس التحذير من عواقب السكوت على الاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود.

واختتم الدكتور “الهباش”، حديثه لـ”عرب تريبيون” قائلاً: “نحن ننتظر من المؤتمر أن يثبت الاهتمام العربي بالقدس ومقدساتها، ويبعث برسالة إلى المجتمع الدولي أننا موحدون ومتكاتفون حول هذه القضية المركزية”.

وكان قد قال سفير دولة فلسطين بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، إن الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين سيصل إلى العاصمة المصرية القاهرة السبت؛ للمشاركة فى مؤتمر دعم القدس، بمقر الجامعة العربية وسط تمثيل عربي وإقليمي ودولي رفيع المستوى.

وقال السفير دياب اللوح: “إن مشاركة الرئيس في فعاليات المؤتمر هدفها مواجهة ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي في ظل الاستهداف الشرس لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية والمواطنين المقدسيين فيها مع زيادة وتيرة التهويد وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، لا سيما عقب تشكيل حكومة اليمين المتطرف التي تستهدف تدمير حل الدولتين.

وكذلك من أجل تسليط الضوء على معاناة أهل القدس ودفاعهم عن حقهم في الحياة على أرضهم وإبراز صمودهم، ومحاولة توفير مزيد من الدعم العربي والمؤسساتي تنمويًا واستثماريًا في مدينة القدس؛ لتعزيز صمود المقدسيين من خلال تمويل مشروعات تنموية استثمارية في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وتمكين المرأة، وتقديم مقترح لإنشاء صندوق عربي تطوعي تساهم فيه الدول الأعضاء والصناديق العربية والقطاع الخاص ووكالات التنمية العربية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس، وتشكيل لجنة قانونية من الخبراء القانونيين العرب لمتابعة جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني أمام المحاكم الدولية”.

وكان قد صرح السفير مهند العكلوك، سفير فلسطين المناوب لدى جامعة الدول العربية، بأن مؤتمر القدس سيشهد مشاركة ممثلين رفيعي المستوى عن ملوك ورؤساء وقادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وبحضور ممثلين رفيعي المستوى عن منظمات دولية وإقليمية وعربية، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون الخليجي، ومشيخة الأزهر، ورجال دين ونواب ووكالات وصناديق واتحادات وشخصيات اعتبارية ومنظمات أهلية وشركات خاصة.

وقال السفير “العكلوك”، أن دولاً عربية أكدت الحضور بمستوى نائب رئيس ورؤساء حكومات ووزراء خارجية، موضحًا أن النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي الليبي أكد حضوره المؤتمر، وكذلك رئيس حكومة المغرب، ونائب رئيس وزراء الأردن، بالإضافة إلى ثلاثة عشر وزيرًا، منهم عشرة وزراء خارجية عرب من الكويت وعُمان ولبنان واليمن والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان.

وأكد الحضور شخصيًا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، ووزير خارجية أذربيجان، ممثلاً عن رئاسة حركة عدم الانحياز، والمبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام ممثلاً عن الاتحاد الأوروبي.

كما يشارك الأمين العام للأمم المتحدة عبر الفيديو، بالإضافة إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وممثلين عن الاتحاد الأفريقي والأونروا ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

وأضاف السفير “العكلوك” أنه سيشارك في مؤتمر القدس رفيع المستوى شخصيات اعتبارية كالأمير تركي الفيصل من المملكة العربية السعودية، والشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني من دولة قطر، وعدد من النواب في البرلمانات العربية، كما سيشارك 56 سفيرًا معتمدًا في القاهرة من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا.

وقال السفير العكلوك، إن هذا الحضور والمشاركة تعني أن “مؤتمر القدس” نجح حتى قبل أن ينطلق، وبانتظار أعمال المؤتمر لتحقيق بعض الأهداف التنموية والقانونية.

يذكر أن مؤتمر القدس ينعقد بالشراكة بين دولة فلسطين وجامعة الدول العربية، ويتضمن ثلاثة محاور، أولها: المحور السياسي، وهو يشمل الجلسة الافتتاحية والجلسة السياسية، التي سيصدر في نهايتها بيان صحفي، ويعقبها عقد جلستين متزامنتين للمحورين القانوني والتنموي الاستثماري؛ لبحث سبل تمكين المواطن الفلسطيني المقدسي، لدعم صموده أمام الانتهاكات الإسرائيلية، الرامية إلى تهجيره، وسبل الاستثمار في قطاعي الإسكان والسياحة، ثم يختتم بالجلسة الختامية لقراءة البيان الختامي والتوصيات.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون