هآرتس: الهجوم الإسرائيلي على مخيم رفح تسبب في فجوة واسعة بين ردود الفعل الدولية وإسرائيل

رأت صحيفة “هأرتس” العبرية أن الهجوم الإسرائيلي على مخيم رفح تسبب في فجوة واسعة بين ردود الفعل الدولية وإسرائيل، رغم التفسيرات التي قدمها الجيش الإسرائيلي، بعد مقتل 45 مدنياً.

وأوضحت الصحيفة أنه خلال الأشهر الأولى من الحرب، استخدمت إسرائيل أدلة مماثلة لدحض الروايات الفلسطينية عن عمليات قتل جماعي في إحدى مستشفيات خان يونس، لكن الأدلة كانت أكثر حسماً في ذلك الوقت، وكان صبر المجتمع الدولي على إسرائيل أكبر من ذلك، ولكن بعد حادث رفح، الذي جاء بعد أيام من إصدار محكمة العدل الدولية أمراً لإسرائيل بوقف هجومها العسكري في رفح، دفع الولايات المتحدة إلى رفض تداعيات حادث رفح، ومطالبة إسرائيل بالمزيد من التوضيحات.

موقف واشنطن
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن عملية رفح الآن سوف تعتمد على رد الولايات المتحدة على مقتل العشرات في حادث المخيم، مؤكدة أن المجتمع الدولي لم يعد مستعداً للاستماع إلى تفسيرات إسرائيل، ولم يعد صبوراً تجاه الجيش الإسرائيلي، كما كان قبل 7 أشهر.

كما قالت الصحيفة “هناك مجموعة من التهديدات المحتملة لحكومة نتانياهو من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أيضاً، بعد أن قدم الجيش الإسرائيلي روايته للأحداث الأخيرة في رفح، حيث وقع الهجوم هذه المرة في منطقة المواصي، وهي منطقة زراعية فر إليها معظم سكان رفح، بعد أن وعدت إسرائيل باحترامها كمنطقة آمنة للمدنيين”.

وعرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري النتائج الأولية التي جمعتها القيادة الجنوبية وفريق التحقيق في هيئة الأركان العامة برئاسة الميجر جنرال يوآف هار إيفين، بشأن الهجوم الأول.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، أسقطت القوات الجوية قنبلتين جويتين دقيقتين تزن كل واحدة منهما 17 كيلوغراماً، واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن “هذا رقم مضلل، لأنه يشير إلى وزن المادة المتفجرة؛ وفي الواقع، تزن كل قنبلة 110 كيلوغرامات، وهي لا تزال قنابل صغيرة نسبياً”.


ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن قنابل سلاح الجو أصابت مستودع أسلحة فلسطينياً، مما تسبب في نشوب حريق أدى بعد ذلك إلى مقتل عشرات المدنيين النازحين في مخيم مجاور. ولدعم هذا الادعاء، قام الجيش الإسرائيلي بتشغيل تسجيل لمحادثة بين اثنين من نشطاء حماس، حيث أخبر أحدهما الآخر أن الحريق وقع بسبب إصابة مستودع للذخيرة.

وختمت الصحيفة تقريرها بأن الانتقادات وعلامات الاستفهام للجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن سيكون له تأثير مباشر على التحركات العسكرية في رفح بعد التأكد من موقف الولايات المتحدة، التي ستتخذ قرارها نتيجة التحقيقات والتوضيحات من قبل الجيش الإسرائيلي.