السعودية وروسيا.. تقارب بطعم “العلقم” في حلق أمريكا

تتوجه المملكة العربية السعودية، إلى المزيد من التقارب مع روسيا، في الوقت الذي لا تزال علاقاتها مع أمريكا تشهد بعض الفتور، على خلفية أزمة إنتاج النفط، وموقف الرياض من الحرب الروسية- الأوكرانية.

آخر حلقات تقارب الرياض وموسكو، إجراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، محادثة هاتفية، الاثنين “30 يناير 2023″، حسبما أفاد بيان للرئاسة الروسية نشرته وكالة أنباء “تاس” الرسمية.

الكرملين قال في بيانه إنه “تمت مناقشة قضايا زيادة تطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والطاقة والتفاعل في إطار “أوبك بلس”؛ لضمان استقرار سوق النفط العالمية”.

ويأتي اتصال سيد الكرملين والأمير محمد بن سلمان قبيل اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في مجموعة أوبك بلس، للدول المصدرة للنفط بالإضافة إلى روسيا، الأربعاء المقبل.

يذكر أنه في أكتوبر الماضي، قررت “أوبك بلس” خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، بداية نوفمبر 2022، مثيرة ردود فعل أمريكية سلبية تجاه القرار، وسط اتهامات للرياض بدعم الموقف الروسي، وهو ما نفته المملكة مرارًا وتكرارًا.

ووضعت دول الاتحاد الأوروبي حدًا أقصى لسعر برميل النفط الروسي قدره 60 دولارًا، في قرار مشترك صدر في ديسمبر 2022.

وكانت آخر مرة تحدث فيها الرئيس الروسي وولي العهد السعودي عبر الهاتف في سبتمبر الماضي، بعد نجاح عملية تبادل 10 أسرى من مواطني المغرب والولايات المتحدة وبريطانيا والسويد وكرواتيا، وذلك برعاية سعودية.

ويمكن القول إن التقارب السعودي – الروسي، قد يكون أمر صحي للجانب الغربي، من جانب أنه في أوقات الحروب يتم الاحتياج لوسطاء أو دول لها علاقات متوازنة تستطيع أن تنفذ الرغبات المشتركة لأطراف الصراع، كما تتوسط تركيا في تمرير شاحنات الحبوب، او السعودية والإمارات في عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني.

على أي حال، رغم مراقبة أمريكا لتوجهات دول الشرق الأوسط خصوصًا الرئيسة منها مثل: السعودية ومصر والإمارات، وبالأخص عندما تتجه شرقًا نحو روسيا والصين، إلا انها ما تزال تحتفظ بمسافة كافية يجعلها على ترابط وثيق مع تلك الدول، خصوصًا فيما يتعلق بالتعاون المشترك في التصدي للتهديد الإيراني.

وكانت قد نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تراجعت عن موقفها تجاه السعودية، في أعقاب قرار “أوبك بلس” بخفض إنتاج النفط العام الماضي.

وأضاف المسؤولون، وفق الصحيفة، أن إدارة بايدن تتحرك لتكثيف التنسيق الأمني في مواجهة إيران في عام 2023، بعد 3 أشهر من فتور “غير مسبوق” في علاقات البلدين.

وأكدوا وجود “بوادر على تحسن التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية خلال الأسابيع الأخيرة مع انخفاض أسعار البنزين في الولايات المتحدة، ونتائج انتخابات التجديد النصفي للديمقراطيين التي فاقت التوقعات، وتزايد المخاوف بشأن إيران”، معتبرين أن ذلك “خفف من حدة خلاف مستمر منذ فترة طويلة برز إلى العلن في أكتوبر الماضي”، في أعقاب قرار “أوبك بلس”.

والوقت الراهن، يقول مسؤولو إدارة بايدن إنه “لا توجد خطط لتنفيذ هذا التهديد”. وبدلاً من ذلك يقول مسؤولون من كلا البلدين، بحسب “وول ستريت جورنال” إنهم يمضون قدمًا في “مشروعات عسكرية واستخباراتية جديدة وجهود حساسة لاحتواء إيران” وسط محاولات لإحياء الاتفاق النووي المتعثرة.

لكن يبدو أن السبب الثاني هو الأكثر واقعية من رواية انخفاض أسعار البنزين في أمريكا؛ إذ أن واشنطن يجب ألا ترغب في تشديد الخناق على الرياض بسبب قرار اقتصادي بحت انتهجته عبر “أوبك بلس” تظن إدارة “بايدن” لأنه ليس في صالحها أنه تآمر سعودي- روسي ضدها. وهو تفكير “ساذج” ينبغي على الولايات المتحدة تجاوزه حتى لا يؤثر على المزيد من تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة عن طريق نفور حلفاءها نحو روسيا والصين أكثر مما هو الوضع عليه حاليًا، وهو ربما ما بدأت تستوعبه إدارة بايدن الآونة الأخيرة.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون