من هي كتائب حزب الله العراقية المتهمة بقتل جنود أمريكيين؟

شنت الولايات المتحدة ضربات انتقامية في أعقاب هجوم شنه مسلحون عراقيون مدعومون من إيران، مطلع الأسبوع الماضي، أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن وإصابة 40 آخرين.

ويعد الهجوم الأخير الذي وقع الأحد الماضي، على قاعدة “البرج 22” في الأردن على الحدود مع سوريا، كان نقطة تحول مفصلية، وهو هجوم غير مسبوق منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس.

ويرى الباحث المساعد في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، ديفيد ريغوليه روس: “ويعد بلا شك تجاوزاً للخطوط الحمر”. والدليل على ذلك هو أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد وعد بالرد عليه، قائلًا مساء يوم الهجوم : “المسؤولون عنه سيدفعون الثمن، في الزمان والمكان اللذين نحددهما”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

وفيما نفت إيران أي تورط لها في الغارة القاتلة. ومع ذلك، وفقاً لامتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، التي تحدثت في اليوم التالي، فإن هذا الهجوم يحمل “بصمة كتائب حزب الله”، ويتطابق مع طريقة عملها.

من هي “كتائب حزب الله”؟

تأسست “كتائب حزب الله” في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وهي إحدى فصائل النخبة المسلحة العراقية الأقرب إلى إيران.

وهي أقوى فصيل مسلح في “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي مظلة تضم جماعات شيعية مسلحة متشددة أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوماً على القوات الأمريكية منذ بدء حرب غزة، بحسب وكالة “رويترز”.

وبعد تأسيسها، سرعان ما اكتسبت الجماعة شهرة في ما يتعلق بالهجمات التي أسفرت عن سقوط قتلى ضد أهداف عسكرية ودبلوماسية في العقد الأول من القرن الـ21، باستخدام مزيج من هجمات القناصة والصواريخ وقذائف الهاون والقنابل المزروعة على جوانب الطرق. ولا تؤكد الجماعة أو تنفي ضلوعها علناً.

منظمة إرهابية

صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية عام 2009.

كان يقودها القيادي العراقي الإيراني أبو مهدي المهندس حتى مقتله في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة عام 2020 مع قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد الدولي.

وتعتنق الجماعة، أيديولوجية شيعية عابرة للحدود، وتنظر إلى الحدود بين العراق وسوريا ولبنان على أنها حدود غربية، وتعتبر القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال أجنبية وتدعو إلى طردها بالقوة.

قاتلت إلى جانب ميليشيات شيعية أخرى ضد مقاتلي المعارضة، وغالبيتهم من السنة، خلال الحرب الأهلية في سوريا، وواصلت العمل في سوريا منذ ذلك الحين.

جماعة غامضة

جماعة غامضة ليس لها هيكل قيادي معلن، ولديها آلاف المقاتلين وترسانة من الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف الباليستية القصيرة المدى، كما يقول مسؤولون عراقيون وأعضاء في الجماعة.

وقصفت الولايات المتحدة مواقع وقواعد ومراكز تدريب لوجيستية لـ”كتائب حزب الله”، مرات عدة على مر السنين.

وفي الـ24 من يناير (كانون الثاني) ضربت أهدافاً عدة في معقل “كتائب حزب الله” في جرف الصخر على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب بغداد رداً على هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.

“الحشد الشعبي”

تشكلت كتائب عدة في قوات “الحشد الشعبي” العراقية، وهي مجموعة من الفصائل المسلحة تشكلت في الأصل لمحاربة تنظيم “داعش”، عام 2014، وتم الاعتراف بها في ما بعد كقوة أمنية رسمية.

ويتلقى المقاتلون رواتب من الدولة، ويشغل أعضاء “كتائب حزب الله”، وبعضهم تصنفهم الولايات المتحدة إرهابيين، مناصب عليا في قوات “الحشد الشعبي”.

وفي حين أنها تخضع، من الناحية الفنية، لقيادة رئيس الوزراء العراقي كجزء من قوات “الحشد الشعبي”، إلا أن المجموعة تعمل في كثير من الأحيان خارج سلسلة القيادة وتحدت ورفضت التصريحات الحكومية التي تدعو إلى إنهاء الهجمات على القوات الأميركية.

على رغم أنها لا تؤكد أو تنفي الصلات علناً، فإنه ينظر إلى الجماعة على نطاق واسع على أنها شكلت حزباً سياسياً، للمرة الأولى، في انتخابات 2021 في العراق، وفازت بمقاعد عدة في البرلمان.

ويضم الحشد اليوم عشرات المجموعات وأكثر من 160 ألف عضو، وفقا لتقديرات اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية، في حين تقدر وحدة البحث المعمق “معهد واشنطن” الأمريكية بأن عضويتها قد تصل إلى 230 ألف عضو. لكن لا السلطات العراقية ولا الحشد الشعبي يعلنان عن عدد عناصرها.

أما بخصوص “كتائب حزب الله”، لا يزال العدد الدقيق لعناصرها مجهولا. وفقا لديفيد ريغوليه روس، تتراوح الأرقام بين 3 آلاف و30 ألفا، لأن بعض رجال الميليشيات هم في وضع الاحتياط.

ويذكر أن “كتائب حزب الله” أعلنت في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي “تعليق” عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية، بعد تهديدات الرئيس الأمريكي، الذي وعد بتنفيذ أعمال انتقامية “كبيرة”، وأشار إلى أنه سيحمل إيران “المسؤولية” عن تزويد الكتائب بالأسلحة اللازمة للهجوم الذي قتل الجنود الأمريكيين.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون