مهرجان ضيّ دبي ينطلق بلمسات ٧ مبدعين إماراتيين

مهرجان ضيّ دبي الفني، الذي تنظمهه مدينة إكسبو دبي بالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي وشركة “إيه جي بي”، يكشف عن أسماء الفنانين الإماراتيين المشاركين في دورته الأولى، وهم مطر بن لاحج المعروف بتصميم خط الواجهة لمتحف المستقبل، والفنانة الرائدة الدكتورة نجاة مكي، الحائزة على وسام “الفارس الفرنسي” للفنون من فرنسا، والمؤسس المشارك لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية الدكتور محمد يوسف، والمصمم المعروف عبد الله الملا، الذي شارك في بينالي لندن للتصميم، والفنانة المتعددة التخصصات ميثاء حمدان، والمصمم خالد الشعفار، المعروف بتعاونه مع متحف اللوفر أبوظبي، والفنانة التشكيلية المعروفة ريم الغيث..

وكانت آمنة بالهول، المخرج الإبداعي التنفيذي للفعاليات والترفيه في مدينة إكسبو دبي، وأنتوني باستيك، الخبير المتخصص في إدارة الفعاليات والمشهور عالمياً بفضل لمساته الإبداعية في مهرجان فيفد سيدني، تواصلوا مع الفنانين السبعة نظراً لتفردهم وامكاناتهم الإبداعية المستلهمة من تراث الإمارات العريق، بحيث تثري أعمالهم الفنية الضوئية المهرجان. ومن خلال تحف فنية فريدة من نوعها، سيروي كلَّ فنان مشارك قصة ملهمة، تحتضن روح مدينة دبي بماضيها المجيد وحاضرها المعاصر، وهي قصص منسوجة من نور، وأضواء ملونة بتراث الإمارات، تمتد على مدى الأفق لتصل الماضي بالمستقبل المشرق.

وقالت آمنة بالهول: “مع الإعلان عن أسماء الفنانين المشاركين من الفنانين الإماراتيين المبدعين، نقترب خطوة أخرى من تحقيق إنطلاقة مثالية لمهرجان سيسهم في تعزيز مكانة دبي كوجهة للفنون الراقية والفعاليات الفنية العالمية، ونحن نتشرف بتواجد هذه الكوكبة الرائعة من الموهوبين في الدورة الأولى من المهرجان، والذين بلا شك سيسهمون في تحقيق أهداف ضيّ دبي على المستوين المحلي والعالمي”

وأضافت: “لقد كانت عملية اختيار الفنانين فعلا مهمة ليست بالسهلة، وخصوصاً في ظلّ تواجد العديد من الأسماء والمواهب الإماراتية اللامعة، على أنّ اختيارنا لهذه المجموعة جاء كون كل فنان منهم يتفرد في قصته، ويتكامل في الوقت نفسه مع قصص الفنانين الآخرين، وتجتمع كل هذه القصص لتحكي حكاية إمارة دبي، وهو ما سيراه زوار المهرجان على أرض الواقع، حيث باستطاعة كل زائر أن يقف أمام عمل فني لأي من الفنانين ويرى في الوقت نفسه الأعمال الفنية الأخرى على امتداد نظره في تكامل فني بديع تحت قبة الوصل الساحرة”.

من جهته، قال آنتوني باستيك: ” يعد الضوء جزءًا مهمًا من الثقافة الإماراتية والعربية، حيث تشتهر الفنون وتصاميم الهندسة المعمارية في هذه المنطقة باستخدامهما الرائع للضوء والظل، اللذين يتسللان عبر الأبنية الخاصة والعامة ودور العبادة لتطلق مشاعر الرهبة والإعجاب. إن المعنى العفوي والتأثير العميق للضوء في هذه المنطقة يمنحان مهرجان ضيّ دبي عمقاً إضافياً، فهو مهرجان متجذر في مكانه، مدينة دبي، وفي أعمال فنانيه المحليين”.

كوكبة من الفنانين الإماراتيين المبدعين

واستقطب المهرجان في دورته الأولى نخبة من الفنانين الإمارتيين، مثل مطر بن لاحج، وهو فنان متعدد المواهب، متخصص في الرسم والتصوير والنحت والتصميم. ويتميز فنه بالاستخدام الإبداعي للخط العربي والأسلوب الجريء في الشكل والحركة، والمستوحاة غالباً من جمالية وعظمة الحركة لدى الخيول وأهميتها في تراث الإمارات، وغالباً ما يشار إليه باسم “الرجل الفولاذي”، إذ تجسّد أعمال بن لاحج سرداً مميزاً يمزج بين العاطفة وسرد القصص، ما يمثل بشكل واضح الجوهر الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

والدكتورة نجاة مكي فنانة إماراتية رائدة من دبي، اشتهرت بتصويرها التجريدي والملون للمناظر الطبيعية في دولة الإمارات، وبشخصياتها النسائية، ويتميز عملها باستخدام طلاء الفلورسنت وإضاءة الأشعة فوق البنفسجية فئة A، ما يخلق تجارب غامرة تشبه الحلم. ويعكس فن مكي، المستوحى من النساء الملهمات في الدولة، وشريان الحياة التاريخي في دبي، والمتجذر بعمق في شغفها باللون والشكل، منظوراً فريداً لجمال المنطقة، ما يسد الفجوة بين الجماليات التقليدية والفن المعاصر.

والدكتور محمد يوسف، الذي يشتهر بمنحوتاته الغريبة والدقيقة في آن، المستوحاة ن ذكريات نشأته في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي غالباً ما تكون مصنوعة من سعف النخيل الأصلية من صحراء الإمارات. وتشمل موهبة الدكتور محمد متعددة الأوجه المسرح، حيث له إسهاماته ككاتب مسرحي ومخرج وممثل، إذ يدمج أعماله الفنية بتفاعل ديناميكي بين الحركة والسكون. وتسلط مشاركته الكبيرة في المعارض الدولية بما في ذلك بينالي البندقية وفوزه بالعديد من الجوائز، الضوء على دوره المؤثر في تشكيل المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعكس فنه الذي يمزج بين التصوير والتجريد، ارتباطه بالبيئة الطبيعية والسرد الثقافي لوطنه.

من جهته، يعرف عبد الله الملا بتصميماته المعمارية المستوحاة من الفنون الهندسية. ولا سيما تجسيده للمئذنة، الذي يستكشف العلاقات بين الضوء وأوقات الصلاة الخمس. ويتميز عمله بالاستخدام المبتكر للأنماط والهندسة، إذ يستكشف التقاطع بين التقاليد والتكنولوجيا ونظرية التصميم والجماليات البصرية. وتجسد إبداعات الملا مزيجاً من الإبداع والعملانية، ما يجعله شخصية رئيسة في المشهد المعماري المعاصر في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويشتهر خالد الشعفار بدمجه الفريد بين الثقافة الإماراتية وعناصر التصميم المعاصرة. وتعكس إبداعاته، التي تتجاوز مجرد الجماليات، وتتراوح بين الأثاث والأشياء المعقدة، علاقة شخصية عميقة بين الشكل والوظيفة. ويمثل عمل الشعفار، الذي يتميز بالجاذبية الجمالية والتطبيق العملي، شهادة نابضة بالحياة على مشهد التصميم المتطور في دبي والشرق الأوسط الأوسع، ويعيد نهج الشعفار المبتكر تعريف حدود التصميم، ما يعكس مزيجاً متناغماً من التراث الثقافي والحداثة.

أما ريم الغيث، فهي فنانة مبدعة عملت في مجالات الفنون البصرية والبحث الثقافي والتوجيه الإبداعي وريادة الأعمال في التصميم، وتشتهر الغيث باستكشافاتها للتحول الحضري في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الوسائط المختلطة. تشمل أعمالها الفنية البصرية منذ عام 2008، التصوير الفوتوغرافي والطباعة والفن التركيبي، وتلتقط التطور الديناميكي لمدينتها الأصلية، دبي. وقد مثلت أعمالها الفنية دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المؤسسات العالمية البارزة، بما في ذلك بينالي البندقية، ومركز بومبيدو، وهاوس دير كونست، ومتحف موري للفنون، ومعرض شنغهاي إكسبو، والمقر الرئيسي للأمم المتحدة. يتميز الفن البصري لريم الغيث بمنظور فريد حول كيفية تفاعل البناء العمراني والتطوير الحضري مع تراث المنطقة، مما يوفر للمشاهدين نافذة على المشهد المتغير بسرعة في الإمارات.

وتعد ميثاء حمدان فنانة متعددة التخصصات تعمل في مجال الأقمشة والمنسوجات، وإضافة إلى عروضها التي تستكشف الحدود الاجتماعية وتتفهم الدين والسرديات، ميثاء هي أيضاً مخرجة أفلام، تخرّجت من برنامج مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان “برنامج منحة سلامة بنت حمدان آل نهيان للفنانين الناشئين الدفعة 7″، وهو جزء من برنامج “أزيامي” التابع لمجلس “إرثي للحرف المعاصرة” 2019. وكانت أيضاً فنانة مقيمة في برنامج المجمع الثقافي للإقامة الفنية 2021 وهي عضو حالي في برنامج الممارسة النقدية في “تشكيل دبي” لعام 2023.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون