إغراق أنفاق حماس..خطة صعبة بعواقب مدمرة

بعد مرور 7 أسابيع على العملية البرية الإسرائيلية في غزة، تبقى الأنفاق تحدياً رئيسياً لتحقيق ما ترنو إليه تل أبيب في القضاء على حماس وقوتها، فهي شبكة كبيرة معقدة، وتمتد على طول قطاع غزة وعرضها.

مع مرور الوقت، وتزايد خسائر الجيش الإسرائيلي، برزت إلى السطح فكرة إغراق الأنفاق بمياه البحر، ومؤخراً بدأ الجيش بتطبيق الخطة الجديدة على نطاق ضيق، لاختبار نجاحها وفعاليتها، وفي حال أثمرت نتائج إيجابية، وهو أمر غير متوقع، فسيزيد الجيش كميات المياه، لتشكل فيضانات، تغرق وتهدم كل أنفاق حماس، وفق ما ذكرته شبكة “سي أن أن”.

تقول الشبكة، إن الطريقة، صعبة ومثيرة للجدل، وقد يثبت نجاحها جزئياً، لكن آثارها الأخرى مدمرة للحياة بالمجمل، فهي تهدد بتلويث إمدادات المياه العذبة، وبتدمير البنى التحتية، وحياة المحتجزين لدى حماس، والذين يعتقد أن غالبيتهم داخل الأنفاق.

وإلى الآن، فإن إسرائيل غير متأكدة من فعالية الخطة وإمكانية نجاحها، وهي تؤكد للجانب الأمريكي، بأن ما يختبر محدود، ويطبق على أجزاء معينة من الأنفاق، التي لا يتوقع وجود محتجزين فيها.

ويبدو، أن فكرة الإغراق، وجدت حماس حلاً مكبراً لها، ووضعتها في حسبانها خلال عمليات البناء، وقال متحدث باسم الحركة يوم الخميس الماضي، إن “الأنفاق قادرة على الصمود في وجه محاولات إغراقها، فهي بنيت من قبل مهندسين متعلمين وخبراء، درسوا جميع احتمالات التدمير الإسرائيلية، بما في ذلك ضخ المياه”.
ويصف المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس داني أورباخ الأنفاق في غزة، بأنها “مبتكرة للغاية في عمقها، وفي تطورها”.

ويمكن أن تكون أنفاق حماس كبيرة بما يكفي لاستيعاب المقاتلين والأسلحة والبضائع وحتى السيارات، وفقاً للخبراء ومقاطع الفيديو التي نشرتها الحركة. ويقول الخبراء، إن بعضها معزز بجدران إسمنتية سميكة، وليست جميعها متصلة ببعضها البعض.

وتقول الشبكة الأمريكية، لكي تنجح عملية الإغراق، يجب أن يكون ضغط المياه مرتفعاً جداً لتدمير الجدران الأسمنتية، والأبواب المعدنية السميكة.
وعلى أقل تقدير، يقول أورباخ، إن عملية الإغراق، يمكن أن تجبر مقاتلي حماس على التحرك داخل الأنفاق، الأمر الذي من شأنه أن يساعد المخابرات الإسرائيلية في التعرف على المسلحين وربما المحتجزين.

يقول أورباخ، “أرى مشكلة واحدة تتعلق بإغراق الأنفاق بمياه البحر، وهي طبيعة الأرض الرملية في غزة، وهذا يعني أن مياه البحر يمكن أن تتسرب وتدمر طبقات المياه الجوفية ومياه الشرب”.
ويضيف الخبير، أن “مصدر المياه العذبة الوحيد في المنطقة، هو طبقة المياه الجوفية الساحلية، المستنزفة في الأصل”.
وتابع أورباخ، أنه إذا غمرت مياه البحر شبكة الأنفاق بأكملها، فقد تنهار المباني المبنية فوقها، مضيفاً أن الأضرار قد تكون واسعة النطاق لأن الكثير منها يقع تحت البنية التحتية المدنية.
لكن بعض الخبراء قالوا، إن الهدف من الإغراق قد لا يكون تدمير الأنفاق بالكامل في الوقت الحالي.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون