رجاء البدر: أزيائي التراثية ترسيخ للهوية والشخصية

شدد مصصمة الازياء الكويتية القديرة رجاء البدر القناعي علي أهمية ودور الازياء بالذات في الجانب التراثي من اجل ترسيخ وتأكيد الهوية والخصوصية . كما تعرضت السيدة رجاء البدر لعدد من القضايا والموضوعات ضمن برنامج – دهن العود مع سعود – على ليالي الكويت – في تلفزيون دولة الكويت
وفي مستهل حديثها قالت مصصمة الازياء رجاء البدر متحدثة عن تجربة – مذكرات بحار – التى قدمت من خلال مركز جابر الثقافي : مذكرات بحار حينما طلبوني لتصميم ازاء هذا العمل المتميز كنت في غاية السعادة لاننى كنت احسن بان هناك اشياء كثيرة بداخلي كنت اسعي الى تقديمها وترسيخها والعمل على عرضها . وقد تصورت في البداية ان المخرج سيكون كويتيا بدون الاساءة للمخرج الاجنبي ولكن هكذا تجربة كانت تتطلب مخرجا كويتيا من اجل التفاهم معه بالاضافة الى معرفته التامة لادق التفاصيل الخاصة بالتراث والموروث . ولكن المخرج الانجليزي لم يكن يعرف التفاصيل الخاصة بالعمل حتى وان كان يعرفها فانه كان يعرفها بالانجليزي وكنت في منطقة الوسط بينه وبين الشباب المشارك في العمل حيث كنت اقوم بالترجمه له من حيث ادق التفاصيل الخاصة بالازياء من – العباءة – و – البخنق – و – الوزار – وقد قمت بترجمه كافة تلك التفاصيل وحيثيات كل زي سواء للرجال او النساء وايضا التفاصيل الخاصة بكل شخصية بالذات ملابس البحارة .. وقد اضطريت للقيام بمهمة الترجمة من اجل ايصال فكرة كل زي الى المخرج ليقوم هو بدوره بفهم ادق التفاصيل والعمل على ايصال تلك الاعمال من ازياء وخياطة وحياكة الى المشاهد .وكانت النتيجة ان العمل انجز بطريقة اكثر من رائعة والعمل كما هو معروف من تقديم الفنان القدير شادي الخليج ( شفاه الله ) بالاضافة الى مجاميع كثيرة ساهموا في تقديم الكويت القديمة بالذات اهل الغوص وهو من نوعية الاعمال التى تمسني واعشقها واسعي الى تقديمها .
وتابعت : انا احب المودرن ( الحديث ) و( الكلاسيكي ) ولكن هذة الازياء هي واقع اعيشه واحسه واسعي الى تقديمه لان يمس هويتنا وخصوصيتنا التى يفترض ان تظل وثيقة للاجيال .بل استطيع التاكيد بان ازيائي التراثية هي ترسيخ للهوية والشخصية والخصوصية التى يتمتع بها الزي الكويتي النسائي والرجالي .
وحول الاختلاف بين – مذكرات بحار – 2019 و 1979 قالت مصصمة الازياء القديرة رجاء البدر :
اختلفت الازياء وبشكل واضح لاننى كنت امام تجربة حرصت كل الحرص على منحها العمق والخصوصية والتفرد وبها ايضا تصور وحرصت على ان ينعكس كل ما هو مكتوب من احداث موجود على الخشبة عبر ادق التفاصيل ومنها ملابس النساء حينما يذهبون الى البحر لغسل الملابس او الحرين الذين كانوا ينتظرون ابناءهم وازواجهم عند العودة من الغوص بعد غياب عدة اشهر . لهذا شاهدنا في اوبريت – مذكرات بحار – كل المفردات والتفاصيل على خشبة مسرح مركز جابر الاحمد الثقافي .
وحول ما يقال بان السيدة رجاء البدر حازمة وشديدة في التعامل خلال العمل قالت : نعم وانا اعترف بذلك حتى اننى اضع العقد في حقيبتي في حال الاخلال باي بند من البنود فاننى اقف وبشكل حازم بالذات فيما يتعلق ببعض الجوانب التى ضد مبادئي وحرفتي وخصوصية ما اقدم من منجز ابداعي خاص بالازياء . وانا حازمه في هذا الامر بالذات فيما يخص تصميم الازياء والفكرة التى تنطلق منها تصميم كل زي من الازياء .
وفيما يخص مشوارها في تقديم من يقرب من عشرة اعمال لمسرح الطفل بالتعاون مع شقيتها السيدة عواطف البدر رائدة مسرح الطفل في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي ومشوار تجاوز الخمسين عاما من العطاء بالاضافة الى الاعمال السينمائية ومسرح الكبار وعشرين عرض ازياء عالمي اخرهم كان في مدينة انقرة التركية واسباب توقفها عن عروض الازياء العالمية قالت :

تنطلق التجربة من خلال تقديم السيرة الذاتية والمشروع الخاص بالعرض الخاص بكل بلد مع التمازج بين ذلك البلد ودولة الكويت لكون تلك الازياء هي في الاصل كويتية وهناك بعض السفارات او بعض الدول تقبل المشروع ويتم انجاز العرض كما تم مع العديد من دول العالم واشير هنا الى ان عروض الازياء في الخارج مكلف جدا بالذات مع وجود عارضات الازياء والفريق الكامل من خياطين وموسيقيين وبقية العمليات الخاصة بالعرض بالاضافة طبعا الى العارضات من الجنسين . كما ان الامر يشمل تذاكر السفر والاقامة ومكان تقديم العرض وليس كل السفارات تتقبل الامر لكلفته اولا . واشير الى اننى من يقوم بالطلب من السفارات لتقديم هكذا عروض من اجل احياء التراث الكويتي وتقديم الزي الكويتي بما يمتاز به من ثراء واصاله … واعترف باننى لا امتلك الامكانيات المادية لتحمل كلفة هكذا مشاريع يفترض ان تقوم بها المؤسسة الرسمية متمثله بالوزارات والسفارات والجهات الرسمية وانا اقدم كافة خدماتي وخبرتي في هذا الجانب .
وعن العيش سنوات طويلة تقترب من العشرين عاما من حياتها في البصرة في العراق وعن الكيفية التى تجيد بها التعامل مع الازياء والموروث قالت : انا عشت وسط البيئة الكويتية حتى وانا في البصرة فانا بنت اسرة كويتية ولم اكن معزوله عن الكويت وازياءها وتراثها بالاضافة الى اننى بحثت مطولا في هذا الجانب الثري والعميق ليكون حاضرا وعملت على المحافظة على ذلك الارث الثمين والتعامل معه باصالة وتقدير .
وتابعت : واشير هنا الى ان اغلب المصادر التى تتحدث عن الازياء وتاريخها وتفاصيلها تأتى من خلال كتب اجنبية لعدد من اهم المصورين البريطانيين الذين حطوا الرحال في الكويت اعتبارا من عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح . وجاء اؤلئك المصورين مع البريطانيين وهم من قام بتصوير كل شي وتوثيقة ليكون حاضرا للاجيال لذا حرصت على اقتناء تلك الكتب النادرة والهامة .بل ان تلك الكتب اليوم تعتبر وثائق نادرة وهامة .
وحول تجربتها مع مسلسل – أسد الجزيرة – قالت رجاء البدر : انه واحد من اهم التجارب التلفزيونية الدرامية عامر بالشخصيات وايضا الازياء الخاصة بكل شخصية وقد حرصت للسفر الي سورية من اجل شراء الاقمشة الخاصة بعدد من الازياء بالذات ( الزبون ) وهو زي كان موجودا في الكويت والعراق فقط ومنه رجالي ونسائي وحصلت على خياطين بارعين ومتميز في دمشق من اجاز تلك الازياء والتصاميم . بالاضافة الى عقال ( الشطفة ) ووجدته في سورية حيث كان يرتدية الشيخ مبارك الصباح وابناءة الكرام .. في هذة التجربة قدمنا انجازدرامي وفني عال المستوى .. ومن انجاز اعمال اسافر الى الهند ومصر واخص الهند التى تعتبر الاهم من حيث صبغ الملابس واسافر الى مدينة كالكتا حيث كبريات المصابغ التى تغذي اهم دور الازياء العالمية .
وعن مسرحيات الكبار ونجومها تقول السيدة رجاء البدر : قالت قدمت العديد من المسرحيات الخاصة بالكبار ومن بينها – فرحة امة – باي باي لندن – و جنون البشر – و واعمال اخري وفي مسرحية – باي باي لندن – قدمت ازياء الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا وايضا الفنان الراحل غانم الصالح ومريم الغضبان وهيفاء عادل وانتصار الشراح وداوود حسين وعلي المفيدي ووغيرهم وكل هذا الازياء كانت من تصميمي وابتكاري وافكاري .. بالذات دشداشة شخصية – نهاش فتي الجبل – وقمت بتقديم الاولوان التى تناسب الشخصية لما تحمله من فانتازيا وانا لا افرض على النجوم الكبار بالذات الالوان لاننى احترم رايهم وشخصياتهم وفكرهم وتجربتهم وعلي مصصم الازياء اقناع الفنان بفكرة الزي القريبة او التى تناسب الشخصية وهذا ما حصل فعلا مع جميع الشخصيات .
وتابعت : حول ازياء الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا فانه قام باختيار القميص الاصفر الذى كتب علية كلمة لندن اما بقية الازاء الخاصة به فكانت من تصميمي وتعاون مشترك ..وفيما يخص مسرحية – فرحة امة – قمت تقديم تصميمات خاصة من بينها زي مايكل جاكسون للفنان عبدالرحمن العقل بالاضافة مع على جمعة وعبدالله السلمان ..وهكذا فساتين الفنانات وقد عرض العمل امام قادة دول مجلس التعاون الخليجي .
وتتحدث عن مسرحية – جنون البشر – مع الفنان القدير سعد الفرج بقولها : تجربة مسرحية هامة وعالية الجودة وثرية بالقضايا والمسرحية لم تعرض تلفزيونيا
وتنتقل للحديث عن عروض مسرح الطفل من خلال مسرحيتي – سندريلا – و قفص الدجاج – قائلة : في كل عمل لابد من قراءة النص بالكامل وتابع البروفات والشخصيات واخلق هارمونى بين الازياء والديكور وحتى الاكسسوارات وفي مسرحية – قفص الدجاج – عملت الازياء من الريش لذا ذهبت الى سوق الحمام فلم اجد الريش المناسب للشخصيات عندها اختلقت اشياء وعملت ريش وذهبت الى سوق الجمعة وهكذا ازياء المسرحية التحفة – السندريلا – وانا قمت بصميم جميع الملابس وبدات الشتغل عليها ما عدا زي الفنانة المتميزة هدي حسين لانها تمتلك حالة من الغنا في الاحاسيس الداخلية ونظرا لثراء الشخصية وايضا اللياقة العالية التى تمتع بها الفنانة هدي حسين قررت السفر الى كاكلتا بالهند لاحضار الاقمشة التى تليق بالشخصية وقد استاذنت من الاستاذة عواطف البدر ( شقيقتي ) من اجل السفر وانجاز الزي وعدد اخر من الشخصيات وتمت عملية الخياطة وكانت المنتجة عواطف البدر سخية على جميع الاعمال التى قامت بانتاجها لذا حققت جميع اعمالها النجاح والانتشار وسيظل اسم عواطف البدر كرائدة لمسرح الطفل في الكويت ودول الخليج العربية .

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون