المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة.. 36 عاما من العطاء والتنمية

يترجم المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية في العاصمة المصرية القاهرة على مدار 36 عاما من العطاءالمستمر قوة العلاقات الثنائية بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي ويبرز الدور الكويتي في مجال العمل الخيري والانساني في خدمة تنمية المجتمعات والذي يأتي نتيجة توجيهات القيادة الحكيمة والرشيدة.
ويعتبر العمل الانساني والخيري للكويت سمة من سماتها ونهجا ثابتا في سياستها الخارجية منذ قديم الازل اذ تعد من اوائل الدول الداعمة والمساندة فقد كانت ومازالت رائدة في العمل الانساني اللامحدود لرفع معاناة الدول والشعوب دون النظر الى الامور السياسية او العقائدية.
وتعرف الكويت دائما بمواقفها الانسانية والخيرية وتحتفل سنويا بذكرى اختيارها (مركزا للعمل الانساني) وتسمية الامير الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه (قائدا للعمل الانساني) وهو حدث غير مسبوق وانجاز دولي عظيم.
ومن بين هذه السطور والكلمات عبرت مديرة المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة بالانابة سارة المطيري في مقابلة اجرتها وكالةالانباء الكويتية (كونا) عن اعتزازها بمواقف الكويت المشرفة مع الدول والتي جعلتها “منارة للعمل الانساني” بالتوجيهات الحكيمة والرشيدة على مر العقود.
وعن الدور الخيري لمكتب القاهرة قالت ان “المكتب منذ انشائه عام 1987 الى النصف الاول من 2023 نفذ 430 الف عمل خيري تقريبا متنوع ما بين مشروعات انشائية وكفالات ومساعدات اجتماعية وصحية وسلال غذائية وأضاح في كافة انحاء جمهورية مصر العربية.
واشارت المطيري الى ان الانشطة الاساسية للمكتب تشمل اقامة المستشفيات والمراكز الطبية المتكاملة وهدم واعادة بناء المساجد القديمة وتطويرها وجعلها مجمعات اسلامية متكاملة تنفيذا لخطط الاوقاف المصرية.
وأوضحت ان الانشطة تشمل ايضا تقديم الاغاثة العاجلة نيابة عن الشعب الكويتي في حالات الطوارئ والكوارث بجانب تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي مثل (كفالة اليتيم وطلبة العلم والمساعدات الاجتماعية والعلاجية والمشاريع الموسمية).
وبينت المطيري ان من اهداف المكتب الكويتي كذلك مساعدة الكويتيين المقيمين بصفة دائمة وغيرهم في مصر من الحالات التي تتطلب مساعدة وذلك بالتنسيق مع المقر الرئيسي وسفارة دولة الكويت.
وأوضحت المطيري ان المكتب حاز شهادة الجودة في نظام ادارة الجودة عام 2009 وكذلك حصل على الاصدار الاخير من شهادة الايزو العالمية ليواكب تطبيق احدث الانظمة الادارية المطبقة.
وعن نشأة المكتب لفتت الى انه “استمرارا للعلاقات الطيبة التي تجمع بين شعبي البلدين منذ القدم وتجسيدا لروح التعاون والالفة التي تميز تلك العلاقة قام بيت الزكاة بإنشاء المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة ليكون ممثلا له ليمارس دوره الفعال في تنفيذ المشاريع الانسانية والخيرية التنموية في مصر وكذلك لمعظم الجهات والمؤسسات الخيرية الكويتية الاخرى”.
وعن التعاون والتنسيق ما بين الجانب الكويتي والمصري اثنت المطيري على حرص الجانب المصري على تذليل العقبات وتسهيل وصول الدعم الى كل الفئات المستحقة وتيسير اجراءات تنفيذ المشروعات مشيرة الى ان هذا التعاون يتم في اكثر من وزارة مصرية.
ومن جانبه قال وكيل الازهر الشريف السابق عضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور عباس شومان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان “بيت الزكاة الكويتي يعد من التجارب الرائدة في مجالات الخير ومساعدة المحتاجين”.
وأثنى شومان على دور بيت الزكاة الذي “لا يقتصر على تقديم الدعم النقدي للمحتاجين فقط بل من خلال مشروعات تدوم بين الناس ولا تستهلك بالإنفاق وهو ما يجعل نفعها لا يقتصر على فئة معينة في فترة زمنية معينة”.
واضاف ان “المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة من انشط مكاتب الخير في العالم الاسلامي اذ يشمل انشطة عديدة مثل رعاية الدارسين في الازهر الشريف وخاصة من الوافدين من ابناء المسلمين من اكثر من 130 دولة بجانب تشييده للعديد من المساجد وغير ذاك من اوجه الخير”.
وأكد شومان ان هذا العمل الكبير الذي يقوم به المكتب بالقاهرة يدعم العلاقات بين الدولتين الشقيقتين ويثبت أن “أخوة الإسلام وعروبةالعرب لا تحجزها حدود الدول الفاصلة بينها”.
وتمنى شومان كل التوفيق لهذا النموذج الناجح الراسخ والذي أصبح مدرسة يقتدى بها.
يذكر ان المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية انشئ عام 1987 تحت مسمى (بيت الزكاة الكويتي – هيئة حكومية مستقلة -مكتب القاهرة) وتم افتتاحه رسميا 1992 وفي ديسمبر 1998 تم توقيع بروتوكول بين وزارتي الاوقاف لكلا البلدين بانشائه تحت مسمى المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية وصدر به مرسوم اميري عام 1999.