“شبكات التفكك الإجتماعى”

شهدت الفترة الأخيرة الإدمان فى إستخدام الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعى بشكل يصل إلى ٢٠ ساعة يومياً، وبحد يصل إلى الإدمان المحفوف بالمخاطر .

حيث أصبح من المستحيل للبعض الإبتعاد عن الأجهزة الإليكترونية الخاصة بهم ، وخاصة فى أيام الجلوس فى المنزل وزاد أعداد مستخدمى الإنترنت المبالغ فيه منذ زمن جائحة كورونا وحتى الآن ، حيث يجلسون أفراد الأسرة الواحدة تحت سقف واحد فى منزل واحد ويستخدمون مواقع التواصل بينهم مما أدى إلى التفكك الأسرى والإضرار بالحياة الإجتماعية ، فهل تحول إستخدام الإنترنت إلى إدمان حقيقى ؟!

على الجانب الآخر فلا يمكن إغفال الدور الإيجابى لإستخدام الإنترنت فى تنمية مهارات الفرد وأيضاً الإعتماد على الأجهزة الذكية فى إدارة معظم الأنشطة اليومية ، ويرجع ذلك لسهولتها وتنوع أغراض إستخدامها والأهداف التى تحققها ، ولكنها تتحول إلى نقمة إذا تم إستخدامها بشكل خاطئ يضر بالجانب الصحى والنفسى والإجتماعى للأفراد ، وأن الحديث عن الإيجابيات لا يعنى تجاهل السلبيات والمخاطر من إستخدامها دون وعى وتوازن .

فإنها تؤثر على الجهاز العصبى والعظمى والآلام أسفل الظهر بالإضافة إلى أضرار الجانب النفسى والإجتماعى.

مما نتج عنه الإنفصال الأسرى والمجتمعى والخلافات الزوجية وتخلخل العلاقات المتينة وتفاقم الخلافات العائلية، وتصدع الروابط الاجتماعية بسبب الفراغ النفسى والشعور بالوحدة والتعود عليها جعلنا نعتاد التعامل مع الأجهزة الإليكترونية والإنفصال عن الحياة الواقعية ثم سيطرة هذه الشخصية الإفتراضية على الفرد وهى التى ستقوده إلى التعامل مع من يحيطون به بالمنطق الافتراضي الخيالى وليس بالإنسجام مع الفرد .

ويمكننا التخلص من الإدمان الالكتروني عن طريق التحكم الذاتى الداخلى و الامتناع المطلق بأن الأنظمة الالكترونيه ليست مجرد أدوات ثانويه وأن دورها أصبح أكثر تأثيراً حتى فى سوق العمل.

فاجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلتك للوصول لأشخاص مؤثرين ، وتواصل معهم لدعم أفكارك و مشاريعك الحياتية والمهنية.

ولا تكتفى بالتواصل مع أصدقائك وعائلتك عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بل إهتم بقضاء أوقات معهم واحرص على التواصل المباشر ، فالتواصل المباشر له جوانب وتأثيرات إيجابية على الفرد لا يمكن الوصول إليها من خلال التواصل الاجتماعي.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون