وسط ظروف دقيقة تحاول فيها الأمة العربية إعادة اللحمة والتفاهم ولم الشمل مجددا في وجه الأزمات العالمية التي تعصف بها من كل حدب وصوب تنطلق القمة العربية ال32 غدا الجمعة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
وتعمل جامعة الدول العربية على أن تكون هذه الدورة قمة مثمرة تحقق الأهداف المأمولة منها وأن تكون بداية لطي صفحة الخلافات البينية وتكوين جبهة واحدة في وجه القضايا المشتركة بين دول همومها وآلامها وثقافتها وتاريخها وطموحاتها واحدة.
أما الشعوب العربية فتترقب التئام مجلس حكامهم في هذه القمة بعين الأمل نحو حاضر ومستقبل أفضل لا سيما مع عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية وبعد دعوة الرئيس السوري بشار الأسد رسميا إلى حضور القمة المرتقبة إثر بيان صدر عن الجامعة الأحد الماضي.
ويأتي قرار “استئناف مشاركة وفود حكومة سوريا” في اجتماعات الجامعة العربية بعد غياب دام 11 عاما إذ كانت آخر مشاركة عربية للرئيس السوري بشار الأسد ضمن الجامعة خلال القمة التي عقدت في سرت الليبية عام 2010.
وتأمل الشعوب العربية أن يكون ذلك بداية للم الشمل العربي بشكل يتماشى مع التطورات الإقليمية والتغيرات الدولية إذ نشهد الآن مؤشرات لإعادة تشكيل النظام الدولي عامة والإقليمي بشكل خاص والبدء في تبني وتطبيق ممارسات مختلفة عما مضى لينجح العالم العربي في التصدي للتيارات العنيفة الجارفة ولكي يكون طرفا مؤثرا في تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
وينطلق هذا الأمل من كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط خلال أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية بمدينة جدة والتي أكد فيها أن عودة سوريا إلى الجامعة والأجواء الإيجابية التي تشهدها المنطقة العربية تدفعاننا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي الذي بدأ بالفعل يأخذ منحاه الجدير به ويعكس على نحو عملي المساندة بين الدول العربية والمؤاخاة التي دائما ما تتطلع لها الشعوب العربية لتحقيق التكامل.
وتعتبر جامعة الدول العربية أقدم منظمة دولية حيث أسست في 22 مارس 1945 بعد الحرب العالمية الثانية أي قبل منظمة الأمم المتحدة بشهور.
ويقع مقر الجامعة في القاهرة وهي منظمة دولية إقليمية تقوم على التعاون بين الدول الأعضاء ويؤكد ذلك ما ورد في ديباجة ميثاقها بأن الجامعة قامت تثبيتا للعلاقات الوثيقة والروابط العديدة بين الدول العربية وحرصا على دعم هذه الروابط وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها وتوجيه جهودها إلى ما فيه خير البلاد العربية.
وقدمت عدة اقتراحات لاسم المنظمة في البداية إذ اقترح العراق (الاتحاد العربي) واقترحت سوريا (التحالف العربي) بينما اقترحت مصر (الجامعة العربية) وهو ما تم اعتماده ثم تعديله لاحقا إلى (جامعة الدول العربية).
وفي سنواتها الاولى ركزت الجامعة بشكل أساسي على البرامج الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ففي عام 1959 عقدت أول مؤتمر للبترول العربي وفي عام 1964 انشأت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) وفي عام 1974 اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لجميع الفلسطينيين.
ودعمت الجامعة العربية سوريا ولبنان في نزاعاتهما مع فرنسا فيما طالبت باستقلال ليبيا عام 1945 ودعمت تونس في صراعها مع فرنسا عام 1961.
وفي عام 1961 أعلنت الجامعة معارضتها تشكيل دولة يهودية في فلسطين وطالبت باستقلالها وعندما أنشئت دولة احتلال في فلسطين عام 1948 هاجمتها دول الجامعة بشكل مشترك وواصلت الحفاظ على مقاطعتها والشركات التي تتاجر معها وقامت بعقد مؤتمرات القمة في الفترة 1964 – 1965 بقيادة عسكرية عربية مشتركة.
ويعتبر المؤرخون أن البداية الفعلية للقمم العربية كانت عام 1964 إذ زاد عدد المشاركين من الدول العربية بعد حصول العديد منها على الاستقلال وارتبطت مؤتمرات القمم العربية لا سيما الطارئة منها بأحداث وقضايا مختلفة وأولى القادة العرب جل اهتمامهم بالمحاور التي عقدت من أجلها.
واستمر انعقاد القمم العربية بشكل عادي وطارئ حتى وصل عددها إلى 31 قمة حتى الآن كانت آخرها تلك التي عقدت بالجزائر في العام الماضي هذا بخلاف القمم الاقتصادية.
آخر المقالات من عرب تريبيون
شن لاعب الزماك ومنتخب مصر سابقاً أحمد حسام “ميدو” هجوماً قوياً على لاعب الأهلي محمود عبدالمنعم
كشف اللاعب عمرو جمال عن حقيقة تلقيه عرضاً للظهور في إعلان مع فنانة تشبهه. تحدث لاعب
التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، في دمشق قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد
أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا، الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، إن إسرائيل ستواصل التحرك ضد ميليشيا الحوثي في اليمن،