بروباغندا الممانعة الكاذبة في موضوع النازحين السوريين!


لطالما كان موضوع النازحين السوريين شماعة يتناولها محور الممانعة، لا سيما “التيار الوطني الحر” لاتهام “القوات اللبنانية” بالسعي لإبقائهم في لبنان الاّ أن الحقيقة معاكسة تماماً.

بداية، إنّ الحكومة التي بعهدها بدأ دخول النازحين السوريين الى لبنان كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011، وكان جميع وزرائها من فريق 8 آذار، كما كان لتكتل “التغيير والإصلاح” وحده فيها، 11 وزيراً، ولم يتحرك “التيار” حينها لوقف هذا النزوح.

بعدها، عيّن “التيار الوطني الحر” في حكومات عدة، وزراء للشؤون الاجتماعية ووزراء لشؤون النازحين، من بينهم الوزير صالح الغريب الذي زار سوريا مرات ومرات، من دون أن يتمكن من إعادة نازح سوري واحد الى بلاده.

يتهم “التيار” وحلفاؤه وزراء الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي وريشار قيومجيان بالتقصير، في معالجة هذا الملف، فهل يمكنهم أن يخبرونا ماذا فعل وزراء الشؤون الاجتماعية التابعون لـ”التيار الوطني الحر” لحلّ هذا الملف؟ حتماً لا، لأن الحقيقة الوحيدة الدامغة، هي أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية ليست سوى صلة وصل بين المنظمة الدولية UNHCR لا أكثر ولا أقل!

كذلك استلم “التيار” وحلفاؤه الحُكم بشكل شبه تام وكامل، منذ العام 2016 مع وصول رئيس الجمهورية ميشال عون الى قصر بعبدا، وكان لديهم أغلبية في الحكومات والمجلس النيابي، إلا أنهم لم يُعِدّوا أو يُنفّذوا أي خطة لإعادتهم، بل ذهبوا الى مؤتمر ميونخ للنازحين، مُمَثلين بالوزير الياس بو صعب، ورفضوا قيام مناطق آمنة في الداخل السوري برعاية وحماية أممية، إن لم يوافق عليها بشار الأسد.

كذلك، أعلن حزب الله عن تأليف لجان للعودة الا أن خطوته اقتصرت على إعادة عدد ضئيل منهم لا أكثر.

بدورها، طالبت “القوات اللبنانية” عبر رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، بخطاب متلفز في قداس شهداء المقاومة اللبنانية في أيلول من العام 2018، بإنشاء مناطق آمنة داخل الحدود السورية على أن تكون تحت رعاية أممية لحماية النازحين من النظام السوري وداعش، كما اقترح على الدول التي ليس لديها أزمات اقتصادية أن تقوم بتوزيعهم على أراضيها لتخفيف العبء عن الدولة اللبنانية. كذلك، فنّد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان مرات ومرات، خطّة أعدها لإعادتهم، ولم يتم وضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء لمناقشتها حتى. ولمزيد من التذكير، طالبت “القوات اللبنانية” بإسقاط صفة لاجئ عن كل من صوّت لبشار الاسد في الانتخابات الرئاسية السورية، كذلك لكل من يدخل الى سوريا ثم يعود، وشاركت نظرتها في موضوع حلّ أزمة النازحين، مع عدد من المسؤولين الأمميين كسفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست بعد لقاء مع الدكتور جعجع في 30 تموز من العام 2013، كما كررت هذه المطالبة مع السفير الاميركي ديفيد هيل في 5 تشرين الأول 2013.

الحقيقة، هي أنّ أحزاب الممانعة والتيار الوطني الحر على وجه الخصوص، اكتفوا بالكلام والشعارات والمواعظ الفارغة ولم يُبادر أحد من فريقهم إلى إجراء أيّ تحرّك جدي تجاه حليفهم السوري أو تجاه الجهات الدولية المعنية لحلّ أعباء هذا النزوح، إن بواسطة وزارة الخارجية التي كانت بيد العهد طيلة ولاية الرئيس عون، وإن عبر الوزارات المعنية كما سبق وذكرنا، واستثمروا بملف النازحين منذ بداية الأزمة فحوّلوه إلى أداة لمصلحة النظام السوري، بغية تعويمه وفتح علاقات دبلوماسية معه لفك عزلته.

يبقى أن نشير الى أنّ أكثر مُسبّبين لأزمة النزوح السوري إلى لبنان هما، النّظام السوري وحزب الله الذي ساهم الى جانب بشار الأسد بقتل المواطنين السوريين، ما دفعهم للجوء الى لبنان ودول أخرى، هرباً من بطش سفاح الشام والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون