الصحة النفسية السلوكية

هو علم حديث منبثق من علم النفس التحقت بركبه مؤخراً لما وجدت فيه من الخير العظيم من خلال نشر الوعي وتطوير الذات لمن تاه من البشر في متاهات الحياة، في مجتمعات أصبحت مُثقلة بالضغوطات والصدمات ووتيرة الحياة المتسارعة والثورة التقنية الجبارة التي سهلت حياة البشر ولكنها عقدت سلوكياتهم وشتت اذهانهم وافقدتهم السيطرة على الكثير من جوانب حياتهم.

‏الصحة النفسية السلوكية هي أساس صحة الإنسان العامة، فهي تتعلق بالسلوكيات اليومية التي يقوم بها الإنسان وكيفية تأثيرها على حالته النفسية والجسدية. تشمل الصحة النفسية السلوكية مجموعة من المفاهيم المهمة، بما في ذلك الثقة بالنفس، والتواصل الإيجابي، والعلاقات الاجتماعية، والتحكم في العواطف، والتعلم، والتحفيز، والتغيير الإيجابي.

‏يتأثر الإنسان بالعديد من العوامل النفسية التي يمكن أن تؤثر عليه سلبًا، مثل الإجهاد والضغط النفسي والتوتر والقلق والاكتئاب، ولكن السلوكيات الإيجابية يمكن أن تساعد على تحسين الحالة النفسية والجسدية. فعلى سبيل المثال، يمكن لممارسة التمارين الرياضية اليومية، والاهتمام بالتغذية الصحية، والنوم بشكل جيد، والتفكير الإيجابي، والتواصل الإيجابي مع الآخرين والابتعاد عن الشخصيات السامة أن تساعد على تحسين الصحة النفسية السلوكية.

‏علاوة على ذلك، يمكن للعلاج النفسي السلوكي أن يساعد في التغيير الإيجابي للسلوكيات السلبية، وتحسين الحالة النفسية للأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية. يعتمد العلاج السلوكي على تحديد السلوكيات السلبية وتغييرها بسلوكيات إيجابية، ويتضمن تقنيات مثل التحفيز، والعلاج النفسي التحليلي السلوكي، والتعليم السلوكي.

‏بشكل عام، يمكن القول إن الصحة النفسية السلوكية هي جزء أساسي من الصحة العامة للإنسان، ويجب على الأفراد العمل على تحسين سلوكياتهم اليومية لتحسين حالتهم النفسية والجسدية. كما يجب عليهم البحث عن المساعدة اللازمة في حالة الحاجة، سواء من خلال الأصدقاء أو العائلة أو المتخصصين في الصحة النفسية السلوكية أو من خلال التعلم الذاتي والوعي والقراءة والإطلاع على كتب تطوير الذات وإنارة العقل والتغيير.