حسد أولاد رعاة المعيز لجوع أطفال الإنجليز!

الجوع جوعان؛
جوع مزمن شرس يعتصر الأمعاء، ًيجفف نخاع العظام، ويؤدي لتقزم الدماغ، وآخرُ طريقِه الموت.
وًجوع المدللين من أهل العالم السمين
هو أشبه بالحرمان من وجبة البرنش؛ التي هي طعام ما بين الإفطار والغداء، أو هو عدم القدرة على شراء (النقنقنة) المصاحبة لسهر الليالي أمام التليفزيون وألعاب الڤيديو.
..
وجوع الأطفال بالذاتِ جوعان؛
جوع يحيل الطفل هيكلا عظميا، ويصيب جسده وعقله بأضرار دائمة لا شفاء منها.
جوع هؤلاء الذين كنا نرى صورهم أحيانا في الصومال، ثم توقفت وسائل الإعلام عن عرضها لأنها تُحرح مشاعرنا الإنسانية المرهفة، مشاعرَنا التي تقبل بوجود هؤلاء الأطفال الهياكل، بشرط ألا يعرضوا صورهم علينا.
والنوع الثاني من جوع الأطفال هو جوع الأطفال البريطانيين:
إذ إن القواعد واللوائح والقوانين لا تمنح الوجبات المدرسية في إنجلترا إلا لمن تقل دخولهم سنويا عن ٨٠٠٠ جنيه استرليني سنويا (أي حوالي عشرة آلاف دولار) بعد سداد الضرائب.
وهكذا يوصف الذين لا يحصلون على تلك الوجبات، من ملايين الأطفال البريطانيين بأنهم جياع، رغم أن دخل كل أسرة من أسرهم يساوي ١٥٠ مليون ليرة لبنانية شهرياً.
..
الجوع جوعان:
أحدهما يصفه شاعر العصر العباسي أبو الشمقمق:
أَنا في حالٍ تَعالى ال

له رَبّي أَيَّ حالِ

وَلَقَد أَهزَلتُ حَتّى

مَحَتِ الشَمسُ خَيالي

مَن رَأى شَيئاً محالاً

فَأَنا عَينُ المحالِ

لَيسَ لي شَيءٌ إِذا قي

ل لِمَن ذا قُلتُ ذا لي

وَلَقَد أَفلَستُ حَتّى

حَلَّ أَكلي لِعِيالي

في حَر أَم الناسِ طراً

مِن نِساءٍ وَرِجالِ

لَو أَرى في الناسِ حُرّاً

لَم تَكُن في ذا المِثالِ
..
ونحن ندعو الله أن ينعم على جياع أطفال الصومال وباقي العرب بنفس جوع أطفال بريطانيا.
..
بينما يقول الشاعر الأكول النهم الذي عاش خلال الاحتلال العثماني للعالم العربي
عامر الأنبوطي:

اجتنب مطعوم عـدس وبصل

فـي عـشـاء فـهو للعقل خبــل

وعن البـيـسـار لا تحفل بــه

تُمس في ضعف وسقم وخلل

واحتفل بالضأن إن كنت فتى

زاكي العقل ودع عنك الكسل

مـن كـباب وضلوع قـد زكـت

أكلها ينفي عـن القلب العلل
..
مرة أخرى
نحن ندعو الله أن ينعم على جياع أطفال العرب بنفس نوع جوع أطفال بريطانيا.
واللهم حسد!

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون