باتيلي في مواجهة نيران البرلمان الليبي.. ومبادرته للانتخابات على صفيح ساخن

لم يهدأ الهجوم السياسي، على مبادرة المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي إلى ليبيا، والتي طرحها أمام مجلس الأمن 27 فبراير الماضي لحظة واحدة.

وما بين التشكيك في مبادرته لاجراء الانتخابات العام الجاري في ليبيا، وهدفها واتهامها بالضعف والغموض من جانب أعضاء مجلس النواب الليبي- الذي انتهت شرعيته منذ سنوات طويلة، إلى اتهام رئيسه عقيلة صالح نفسه، لباتيلي بتجاوز اختصاصاته..

تواصل الهجوم على باتيلي ومبادرة إجراء الانتخابات في ليبيا العام الجاري ووضع حد للفوضى، حتى اللحظة.


خارطة طريق جديدة
وكشف رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أنه من المحتمل أن يطرح خارطة طريق جديدة في حال تعذر التوافق مع المجلس الأعلى للدولة، مشدداً على أن مجلس النواب هو السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد.

ويعد التواصل إلى قوانين الانتخابات المقبلة، خاصة ما يتعلق بشروط الترشح للرئاسة، من أكثر نقاط الخلاف بين الجسمين السياسييين طوال أكثر من عامين. حيث يتمسك مجلس الدولة برفض ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية، بينما يطالب البرلمان بالسماح للجميع بالترشح وترك الخيار لليبيين.


مساعدة الليبيين فقط
وفي تصريحات تلفزيونية، قال عقيلة صالح، إن مهمة البعثة الأممية مساعدة الليبيين وليس اختيار من يحكم، لافتاً إلى أن “باتيلي ليس أكثر حرصاً منا على مصالح الليبيين، ولا يحق له تشكيل أجسام سياسية”.

وأوضح عقيلة أن البرلمان أصدر منذ أكثر من 3 سنوات قوانين انتخاب الرئيس وقانون الاستفتاء على الدستور وقام بما عليه بشأن الانتخابات، مؤكداً أن “المسؤولية لتنفيذ هذه القوانين تقع على عاتق السلطة التنفيذية”.


حكومة موحدة
وشدد على حاجة ليبيا لتشكيل حكومة موحدة تتولى إعداد وتنظيم الانتخابات وتنفيذ قوانينها، مشيراً إلى أن “البعثة الأممية غير مهتمة بموضوع تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، وتتغافل عن أنه لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل وجود حكومتين في الشرق والغرب”.

وطرح المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي قبل أسبوعين، خطة بديلة لإجراء الانتخابات، تقوم على تشكيل لجنة جديدة لإعداد الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات، تجمع كل أصحاب المصلحة في ليبيا وتشارك فيها المؤسسات السياسية وأهم الشخصيات السياسية والقادة القبليون ومنظمات المجتمع المدني والأطراف الأمنية والنساء والشباب.


خطة البعثة الأممية
من ناحية ثانية، أكد قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، أهمية دعم جهود مجلسي النواب والأعلى للدولة لاستكمال القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات.

وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن باتيلي أطلع حفتر خلال لقاء في بنغازي على خطة البعثة الأممية في المرحلة القادمة والتي ستقود إلى الانتخابات.

وحذر عبد الله باتيلي من أن استمرار الوضع الحالي في ليبيا سيؤدي إلى “استمرار الانهيار الاقتصادي والاضطرابات السياسية والاجتماعية وانعدام الأمن”، مشيرا إلى أن تأجيل الانتخابات في ديسمبر 2021 شكل “خيبة أمل” للشعب.


تحفيز جديد
من جانبه أكد ريتشارد نورلاند المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، على الحاجة إلى تحفيز جديد لتنظيم الانتخابات وإيجاد حل سياسي دائم في البلاد.

وتسعى الأمم المتحدة لحشد الجهود من أجل التوصل إلى توافق ليبي على إجراء الانتخابات لإنهاء الانقسام بين شرق البلاد وغربها، والذي يهيمن على المشهد الليبي منذ 2014 وحتى اليوم.