استغاثة فلسطينية: غزة “تموت عطشاً”

أطلقت سلطة المياه الفلسطينية، السبت، نداء عاجلاً حذرت فيه من كارثة إنسانية وشيكة، تهدد أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت سلطة المياه في بيان إن تدمير الجيش الإسرائيلي للبنية التحتية وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت “منطقة تموت عطشاً”.
وتابع البيان أن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 80-70%، ونظراً لذلك انخفض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يومياً، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ.

وأشار إلى أن تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها، يهدد بتفشي الأمراض، في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة وغير صالحة للشرب.
واعتبر أن السياسات الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي”.
ودعا البيان إلى الوقف الفوري “للعدوان وإنهاء الممارسات المنهجية للاحتلال، ورفع الحصار لتمكين إدخال مستلزمات المياه والصرف الصحي، وتوفير الحماية العاجلة للعاملين في قطاع المياه”.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال إن السلطات الإسرائيلية تواصل ارتكاب “جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في غزة عبر سياسة الحصار الشامل، ومنع إدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية”.
وذكرالمكتب في بيان “منذ 70 يوماً متواصلة يفرض الاحتلال إغلاقاً كلياً لجميع المعابر المؤدية إلى غزة ما أدى إلى منع إدخال نحو 39 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود ودواء، رغم الحاجة الملحة والطارئة لها، في ظل الانهيار الإنساني والصحي المتسارع”.
وأضاف البيان أن جميع المخابز في غزة توقفت عن العمل بشكل كامل منذ 40 يوماً، ما تسبب بحرمان سكان القطاع من الخبز الغذاء الأساسي وتفاقم المجاعة ونقص التغذية، لا سيما في أوساط الأطفال والمرضى وكبار السن.

وتابع البيان أن أكثر من 65 ألف طفل باتوا معرضون للموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء، محذرا من أن المجاعة باتت تفتك على نحو متسارع بعشرات الآلاف من العائلات وسط انعدام تام للغذاء وتعطل متواصل لمرافق الصحة وفقدان معظم الأدوية والمستلزمات الطبية، بفعل الحصار ومنع الإمدادات من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.
ويعاني القطاع من أزمة غذائية قاسية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس (أذار) الماضي، ما أدى إلى ظهور الجوع والفقر وارتفاع عدد وفيات سوء التغذية إلى 57 شخصاً، معظمهم أطفال وفق مؤسسات فلسطينية.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون