لا تقع فى الفخ .. السوق مكسب وخسارة

رغم ما يمثله مصطلح “توظيف الأموال” كأحد أدوات توجيه المدخرات واستثمارها ألا إنها تحمل فى الأذهان تجارب سيئة السمعة متمثلة فى شركات توظيف الأموال والتى انتشرت فى الثمانيات ثم ظاهرة “المستريح” فى إشارة إلى الأشخاص الذين يقومون بتجميع مدخرات المواطنين وتوظيفها فى مشروعات وهمية غير معلومة المصدر، وغالبا ما تكون عمليات نصب واستيلاء على الأموال.

وفى مقابلة مع إحدى السيدات ذات الأربعين عاما ذكرت بمرارة أنها خسرت ما يقارب ال 500 الف جنيه، وتبحث عن فرصة لتعويض ما فقدته، مشيرة إلى أنها شاركت جارتها فى تجارة مستحضرات تجميل وأوهمتها باستيراد طلبيات لصالح وكالات وشركات كبرى، وبعد 4 شهور من انتظام الأرباح انقطعت سبل التواصل والاتصال مع جارتها، مؤكدة أن هناك ضحايا أخرين قاموا بتأسيس صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعى لملاحقتها والبحث عنها. ورغم تجربتها السيئة فى هذا المجال مازالت تبحث عن فرصة مماثلة لتعويض خسارتها.

ومن الملاحظ أن انتشار تلك الظاهرة يأتى دائما فى أوقات يتوافر فيها عوامل تدفع المواطنين نحو البحث عن الربح السريع، كارتفاع معدلات التضخم، وعدم فاعلية الأوعية الاستثمارية فى تعبئة المدخرات، مع غياب الثقافة المالية لديهم ، وفى هذا الإطار يؤكد د.حسن الصادى أستاذ اقتصاديات التمويل أنه لابد من تعزيز جاذبية السوق وتوفير بدائل استثمارية للمواطنين. وعلى الجانب الأخر هناك فرص حقيقية لمن لديه الرغبة فى الاستثمار المباشر، فالسوق فى حاجة لمختلف المنتجات، عليك فقط بالبحث وجمع المعلومات ثم التحرك بخطوات محددة والاستعانة بالجهات الداعمة ذات المصداقية والثقة كحاضنات الأعمال وبرامج ريادة الأعمال والتى تساعد فى التمكين من تحول الأفكار إلى مشروعات حقيقة.

وأخيرا عزيزى المواطن لا تقع فى فخ الربح السريع المرتفع، وتذكر دائما كلما زادت نسبة الربح زادت المخاطرة، والسوق مكسب وخسارة، والتجارة مش شطارة .. التجارة بضاعة وان كنت لا تملك البضاعة فبلاها تجارة.

أضف تعليق

Your email address will not be published.

آخر المقالات من عرب تريبيون