يصعب اختصار الخلافات القائمة في السودان، بعد 3 سنوات كاملة من خلع الرئيس السواداني الأسبق عمر البشير، والموجود الآن في السجن، والقول إنها بين شخصيات عسكرية وسياسية تتصدر المشهد في السودان. لأنها بالأحرى خلاف بين مكونات رئيسية، يحاول كل مكون فيها، زيادة حصته السياسية بالحكم وضمان موقع ممتاز بالخريطة المقبلة.
البرهان وحميدتي
وأبرز الخلافات اليوم، بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، “حميدتي”، والتي تصاعدت خلال الفترة الأخيرة، بشكل كبير ظهر للعلن مع قرب تنفيذ استحقاقات سياسية.
وبدأت منذ فترة، المواقف المتباينة تظهر للعلن بين البرهان وحميدتي حول “الاتفاق الإطاري” منذ أن وقعا عليه في الخامس من ديسمبر 2022، الماضي مع عدد من الأطراف المدنية والحركات المسلحة.
ووفق مراقبون للموقف، فبالنسبة إلى عبد الفتاح البرهان، فهو يدعم توسيع قاعدة المشاركة السودانية بينما حميدتي يتمسك بالأطراف، التي نص الاتفاق الإطاري على مشاركتها في العملية السياسية، أي قوى الثورة وقوى الانتقال والحركات المسلحة.
وحتى الساعة لا يزال الخلاف في الموقف بين قائد الجيش في السودان، عبد الفتاح البرهان ونائبه “دقلو”، هو سيد الموقف.
تسليم السلطة للشعب
وطالب نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” بتسليم السلطة للشعب. كما شدد على أنه، لن يسمح بالتعرض للتظاهرات والاعتقال السياسي، في موقف معلن ومناطحة سياسية واضحة مع شركائه.
وفي تصريحات تلفزيونية، دعا “حميدتي”، المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والمانحين إلى حشد الدعم المالي والفني للمُساعدة في إكمال تنفيذ بنود السلام. والمضي قدما في تنفيذ بنود الاتفاق الإطاري وفقا للمصفوفة المُحدثة.
لكن في الوقت ذاته، يشترط رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، دمج قوات الدعم السريع – التي يترأسها دقلو- وكافة الحركات المسلحة، ضمن الجيش السوداني لاستمراره في الاتفاق الإطاري، الذي يمهد لنقل السلطة إلى المدنيين. فيما يشدد دقلو، على التزامه الكامل بالاتفاق الإطاري، والوصول إلى جيش مهني واحد.
ماذا يعني جيشان؟
من جانبه أكد، عضو مجلس السيادة الانتقالي، ياسر العطا على ضررة دمج الحركات المسلحة والدعم السريع في القوات المسلحة. قائلا: ليس هناك دولة ديمقراطية حديثة محترمة بها جيشان”.
وحذر عطا الله في تصريحات، مما أسماه نفخ النخب السياسية في تصعيد الخلافات بين رئيس مجلس السيادة ونائبه، على حد تعبيره، وقد ظهر ذلك عندما بدأ حميدتي تواصله مع الخارج، كما غذت تحركاته بعض الآراء الداخلية بأنه “زعيم المهمشين”، لأنه قادم من إقليم دارفور، وهو بهذا فهو يكمل منظومة يروج لها بأنها لإنصاف الهامش، في السودان.
مزايدة مرفوضة
وفي منتصف فبراير الماضي الماضي، وضع البرهان شرط دمج قوات “الدعم السريع” في الجيش حتى يتسنى له المضي في الحل السياسي، وقال في تصريحات، إن من يزايدون بخصوص الجيش، نقول لهم إن القوات المسلحة السودانية تأسست منذ عام 1925، وعمرها نحو 100 عام ومواقفها معروفة، فهي مؤسسة قديمة وراسخة، والجيش ليس جيش البرهان ولا غيره، إنما جيش السودان”. وتابع: إن التحدي الذي يواجه الاتفاق الإطاري، هو دمج الدعم السريع في الجيش، ولحق به اثنان من كبار القادة العسكريين في مجلس السيادة، هما شمس الدين الكباشي وياسر العطا، بالتشديد على المطالبات ذاتها.
وصعد قادة عسكريون في السودان من لهجتهم حيال عملية دمج “قوات الدعم السريع” في الجيش، وبدت مواقفهم مؤخرا أكثر ضغطاً في هذا الاتجاه.
رد دقلو
ورد محمد حمدان دقلو، “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع، بتأكيد التزامه بالاتفاق الإطاري بخصوص تكوين الجيش الواحد وفق جداول زمنية متفق عليها، والانخراط في عمليات الإصلاح الأمني والعسكري. متهما أنصار النظام المعزول بالوقيعة بين قواته والجيش. لكن حميدتي أردف، أن العملية السياسية تطاول أمدها، وحان وقت إنهائها عبر حل سياسي، وتشكيل سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد، وتعود بموجبها المؤسسة العسكرية إلى الثكنات لتتفرغ لأداء مهام حماية حدود وأمن البلاد.
جدير بالذكر، أن السودان أحد أفقر البلدان في العالم، غارق منذ 25 أكتوبر 2021، وحين فرض الجيش إجراءات استثنائية وحل الحكومة السابقة، في ركود سياسي واقتصادي، ولم تفلح كافة مساعي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل إطلاق جلسات حوار تفضي إلى حل حقيقي للأزمة الراهنة في الخرطوم.
آخر المقالات من عرب تريبيون
يستخدم الملايين البوتوكس للتخلص من التجاعيد وتنعيم الخطوط، لكن هذا العلاج التجميلي يمكن أن يأتي بآثار
أشارت عدة تقارير في الأشهر الأخيرة إلى أن آبل تسعى لتوسيع وجودها داخل المنازل الذكية، من
شن لاعب الزماك ومنتخب مصر سابقاً أحمد حسام “ميدو” هجوماً قوياً على لاعب الأهلي محمود عبدالمنعم
كشف اللاعب عمرو جمال عن حقيقة تلقيه عرضاً للظهور في إعلان مع فنانة تشبهه. تحدث لاعب
التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، في دمشق قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد